يُعتبر المدخل إلى علم الدعوة من العلوم الإسلامية الحيوية، حيث يمتاز بقواعده وأحكامه المتميزة، بالإضافة إلى منهجية يتبناها أساتذة هذا المجال.
المدخل إلى علم الدعوة
يتعين على طالب هذا العلم أن يكون ملمًا بكافة الأساليب والطرق التي تُستخدم لإيصال الرسالة بشكل دقيق وسهل. من بين الفنون والطرق الأساسية في علم الدعوة يمكن الإشارة إلى ما يلي:
- تُعتبر الخطابة من أبرز الصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية، فينبغي أن يظهر بلاغة في اختيار الألفاظ بطريقة بسيطة وغير معقدة لجذب انتباه الآخرين إلى ما يطرحه.
- تأليف الكتب والمقالات.
- امتلاك مهارة إلقاء المحاضرات بفعالية.
ومن الفنون الأساسية التي يتوجب أن يمتلكها الدارس:
- تحلي بالخلق الحسن.
- التحلي بالقدوة في جميع أقواله وأفعاله.
- الصبر وسعة الصدر تجاه جميع الأسئلة والنقاشات السلبية التي قد يواجهها.
خصائص الدعوة
يمثل المدخل إلى علم الدعوة الأساس الذي يعتمد عليه أي داعية؛ لأنه يشكل الحجر الأساس لهذا العلم، حيث أن الدعوة الإسلامية تزخر بخصائص متعددة من بينها:
- ربانية: انبعاثها من الله عز وجل، إذ تُعتبر الرسالة المنزلة على نبينا محمد بن عبدالله -عليه الصلاة والسلام-، وقد تكفل الله بحفظ الإسلام وكتابه من أي تحريف كما جاء في قوله تعالى: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون).
- الوسطية: يتمتع الإسلام بالمبدأ الوسطي والاعتدال في مختلف الأمور والأحكام.
- أخلاقية: حيث تشكل الأحكام والقواعد الإسلامية أساسًا لخير الإنسان وصلاحه.
- واقعية: توافق ما جاء في الدعوة إلى الإسلام مع طبيعة الإنسان وفطرته.
- شاملة: تصلح لكافة الأزمنة والأماكن وجميع البشر على حد سواء.
- إيجابية: حيث تركز على الإنسان ووجوده في هذا الكون، مع وضوح تام دون أي غموض.
حكم الدعوة في الإسلام
تباينت آراء الفقهاء في حكم الدعوة، حيث انقسموا إلى رأيين:
- الرأي الأول: يعتبر الدعوة إلى الإسلام فرض عين على كل مسلم، يتوجب عليه القيام بها.
- الرأي الثاني: اعتبرها فرض كفاية، بمعنى أنه إذا قام بها شخص سقطت عن الباقين، بحيث يُعد الدعاة والشيوخ والمهتمون بالعلم الديني ملزمين بها.
المنهج المتبع في علم الدعوة
كل علم يستند إلى منهج خاص، ولعلم الدعوة منهج يوضح أبرز سماته كالتالي:
- المضمون الفكري والذي يتضمن كافة المبادئ المتعلقة بالعقيدة الإسلامية – بما في ذلك الأحكام والأخلاق والعقيدة.
- الأسلوب المستخدم في تبليغ الدعوة، والذي يعتمد على فهم الداعية للفكر الموجود لدى الجمهور المستهدف، مثل النقاشات المعتمدة على الأسس العلمية.
- يجب أن يكون الداعية ملمًا بكل الجوانب ولديه القدرة على التفاعل في النقاشات بجميع أشكالها.
- ضرورة أن يمتلك الداعية شخصية قوية ومتوازنة تمكنه من التأثير والإقناع بشكل إيجابي على الجمهور.
أفضل الأساليب في الدعوة
يمتلك الداعية مجموعة من الأساليب الفعّالة التي يمكن استخدامها، وأفضلها تشمل:
- التعرف على المشكلات سواء كانت فردية أو عامة تتعلق بالمجتمع، واقتراح حلول مناسبة لها.
- استخدام أسلوب التشويق كوسيلة فعالة لجذب الانتباه وتحفيز الآخرين على اتباع الحلول المقترحة.
- الاعتماد على طريقة الموعظة الحسنة واللين في الخطاب بدلاً من الأساليب القاسية والترهيب.
طرق تبليغ الدعوة
هناك العديد من الطرق التي يمكن أن يستخدمها الداعية لنقل رسالته، ومنها:
- الدعوة من خلال الكلام عبر الخطب في المساجد أو المحاضرات في الجامعات أو الندوات.
- التطبيق العملي من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
- تقديم أعمال الخير والتصرف كقدوة يُحتذى بها.
جزاء الدعوة إلى الله عز وجل
تحظى الدعوة إلى الإسلام وتعليم العقيدة وأثرها على الحياة بفضل عظيم وأجر كبير، حيث جاء في الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ما يؤكد ذلك، منها:
- قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا.”
- قال تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين).
كتاب المدخل إلى علم الدعوة
يُعد كتاب (المدخل إلى علم الدعوة) من أبرز المراجع التي تناولت مختلف جوانب هذا العلم، ومن المعلومات المهمة حول الكتاب:
- مؤلف الكتاب: الأستاذ محمد أبو الفتح البيانوني.
- عنوان الكتاب: المدخل إلى علم الدعوة (دراسة منهجية شاملة لتاريخ الدعوة وأصولها ومناهجها وأساليبها ووسائلها ومشكلاتها في ضوء النقل والعقل).
- الناشر: مؤسسة الرسالة العالمية.
- عدد صفحات الكتاب: 453 صفحة.
