أنواع الذبائح وفق الشريعة الإسلامية

أنواع الذبائح الشرعية

تنقسم الذبائح الشرعية إلى نوعين رئيسيين: الذبائح الواجبة والذبائح المستحبة، وفيما يلي توضيح لكل منهما:

الذبائح الواجبة

تتعدد أنواع الذبائح الواجبة، حيث تشمل خمس فئات رئيسية كما يلي:

  • هدي التمتع والقران

وهو الهدي الذي يُقدَّم إلى بيت الله الحرام بنية التقرب إلى الله سبحانه وتعالى. يشترط في هذا الهدي أن يكون واجباً للحاج القارن أو المتمتع، بينما ما يقدمه الآخرون يعد تطوعاً. والدليل على ذلك هو قوله تعالى: (فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ).

  • دم الإحصار والفوات

هذا النوع مخصص للحاج الذي لم يتمكن من الوقوف بعرفة في الفترة المحددة، وعليه أن يتحلل بعمرة، كما يجب عليه قضاء الحج وذبح دم الفوات إذا لم يشترط ذلك عند إحرامه. أما الإحصار فيشير إلى الحاج الذي تم منعه عن الوصول إلى البيت الحرام. والدليل هو قول الله تعالى: (فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلَا تَحْلِقُوا رُؤُوسَكُمْ حَتَّىٰ يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ).

  • فدية الأذى أو ترك الواجب في الحج أو العمرة

يستند هذا الحكم إلى قوله تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِّن رَّأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِّن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ)، حيث أن النسك يشير إلى الذبح.

  • جزاء الصيد

يتعلق هذا بذبح الحيوانات إذا تم صيدها داخل الحرم أو خلال فترة الإحرام، حيث يترتب على ذلك عقوبة تعادل ما تم صيده، وإن لم يُعثر عليه، فعليه دفع قيمته. قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنتُمْ حُرُمٌ وَمَن قَتَلَهُ مِنكُم مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِّثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ أَوْ عَدْلُ ذَلِكَ صِيَامًا لِّيَذُوقَ وَبَالَ أَمْرِهِ).

  • ما وجب بالنذر

إذا قرر المسلم الذبح نذرًا، فإن هذا يجعل الذبح واجبًا عليه كوفاء لنذره.

الذبائح المستحبة

تعتبر الذبائح المستحبة ما أقره الشرع على أنها مستحبة، ومنها:

  • الأضحية

تعد الأضحية من شعائر الله العظيمة، كما ورد في قوله تعالى: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ).

  • العقيقة

وهي ما يُذبح احتفالاً بالمولود، شكرًا لله تعالى على نعمة الرزق. وقد روى سلمان بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (معَ الغُلامِ عقيقتُهُ فأهَريقوا عنهُ دمًا وأميطوا عنهُ الأذَى).

  • هدي التطوع

يقصد به الهدي الذي يُقدّم من قبل الحاج غير المتمتع أو القارن، ويشمل أيضًا ما يقدمه المعتمر أو أي مسلم في أي مكان لله. وقد ذكرت عائشة رضي الله عنها: (قَدْ كُنْتُ أفْتِلُ قَلَائِدَ هَدْيِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَيَبْعَثُ هَدْيَهُ إلى الكَعْبَةِ).

  • الصدقة

الصدقة مستحبّة، ويشمل ذلك الأدلة التي تؤكد فضلها وشرفها.

  • ما يُذبح في وليمة العرس

كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوْلِمْ ولو بشَاةٍ).

تعريف الذبائح لغة وشرعاً وبيان حكمها

الذبائح جمع ذبيح أو ذبيحة، وفي اللغة تعني ما تم ذبحه. أما في الشرع، فتُطلق الذبيحة على الحيوان الذي تم ذبحه وفقًا للطريقة الشرعية. وتعرف التذكية بأنها عملية ذبح الحيوان الذي أجاز الإسلام أكله، وذلك بقطع الحلقوم والمريء متى ما كان ذلك ممكنًا.

إذا تعذّر ذلك، يمكن جرحه. وتدخل جميع أنواع الذبائح التي أقرها الإسلام في حكم الأضحية، كما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تَذبَحوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ تَعسُرَ عليكم، فتَذبَحوا جَذَعةً منَ الضَّأْنِ). أما حكم الأضحية، فقد صرَّح أبو حنيفة بأنها واجبة مرة سنويًا، بينما رأى جمهور العلماء أنها سنّة مؤكدة، مع كراهة عدم القيام بها من قبل القادرين.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *