أفضل قصائد عن الرسول
نقدم لكم قصيدة تعد من أجمل ما كُتب في مدح الرسول الكريم، حيث برع الشاعر المتنبي في اختيار كلماته لتعبر عن عظمة النبي، الذي يُعتبر أكرم الخلق وسيدهم جميعًا. كما ألقى الشاعر حسان بن ثابت قصائد بسيطة ومعبرة عن مدى حبه للرسول. إليكم بعض من هذه الأبيات:
أمريد مثل محمد في عصرنا،
لا تبلنا بطلاب ما لا يلحق،
لم يخلق الرحمن مثل محمد،
أبداً وظني أنه لا يخلق يا ذا،
الذي يهب الجزيل وعنده،
أني عليه بأخذه أتصدق،
أمطر على سحاب جودك،
ثرة وأنظر إلى برحمة لا أغرق،
كذب ابن فاعلة يقول بجهله،
مات الكرام وأنت حي ترزق،
وعجبت من أرض سحاب،
أكفهم من فوقها وصخورها،
لا تورق وتفوح من طيب الثناء،
روائح لهم بكل مكانة تستنشق،
مسكية النفحات إلا أنها،
وحشية بسواهم لا تعبق.
كما قال شاعر النبي حسان بن ثابت:
وأَحسَنُ مِنكَ لَم تَرَ قَطُّ عَيني،
وَأَجمَلُ مِنكَ لَم تَلِدِ النِساءُ،
خُلِقتَ مُبَرَّءً مِن كُلِّ عَيبٍ،
كَأَنَّكَ قَد خُلِقتَ كَما تَشاءُ.
قصائد أحمد شوقي في مدح الرسول
الشاعر أحمد شوقي، المعروف بلقب أمير الشعراء، قدّم العديد من القصائد الجميلة في مدح الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. إليكم أحد أبرز قصائده:
وُلِـدَ الـهُـدى فَـالكائِناتُ ضِياءُ،
وَفَـمُ الـزَمـانِ تَـبَـسُّـمٌ وَثَناءُ،
الـروحُ وَالـمَـلَأُ الـمَلائِكُ حَولَهُ،
لِـلـدينِ وَالـدُنـيا بِهِ بشَراءُ،
وَالـعَـرشُ يَزهو وَالحَظيرَةُ تَزدَهي،
وَالـمُـنـتَـهَى وَالسِدرَةُ العَصماءُ،
وَحَـديـقَـةُ الفُرقانِ ضاحِكَةُ الرُبا،
بِـالـتُـرجُـمـانِ شَـذِيَّةٌ غَنّاءُ،
وَالـوَحيُ يَقطُرُ سَلسَلاً مِن سَلسَلٍ،
وَالـلَـوحُ وَالـقَـلَـمُ البَديعُ رواءُ،
نـظِمَت أَسامي الرُسلِ فَهيَ صَحيفَةٌ،
فـي الـلَـوحِ وَاِسمُ محَمَّدٍ طغَراءُ،
اِسـمُ الـجَـلالَةِ في بَديعِ حروفِهِ،
أَلِـفٌ هـنـالِـك وَاِسمُ طَهَ الباءُ،
يـا خَـيـرَ مَن جاءَ الوجودَ تَحِيَّةً،
مِـن مرسَلينَ إِلى الهدى بِكَ جاؤوا،
بَـيـتُ الـنَـبِـيّينَ الَّذي لا يَلتَقي،
إِلّا الـحَـنـائِـفُ فـيهِ وَالحُنَفاءُ،
خَـيـرُ الأُبُـوَّةِ حـازَهُـم لَكَ آدَمٌ،
دونَ الأَنــامِ وَأَحــرَزَت حَـوّاءُ،
هـم أَدرَكـوا عِـزَّ النُبُوَّةِ وَاِنتَهَت،
فـيـهـا إِلَـيـكَ الـعِزَّةُ القَعساءُ،
خـلِـقَـت لِبَيتِكَ وَهوَ مَخلوقٌ لَها،
إِنَّ الـعَـظـائِـمَ كفؤُها العُظَماءُ،
بِـكَ بَـشَّـرَ الـلَهُ السَماءَ فَزُيِّنَت،
وَتَـضَـوَّعَـت مِـسكاً بِكَ الغَبراءُ،
وَبَـدا محَـيّـاكَ الَّـذي قَسَماتُهُ،
حَـقٌّ وَغـرَّتُـهُ هـدىً وَحَـيـاءُ،
وَعَـلَـيـهِ مِـن نورِ النُبُوَّةِ رَونَقٌ.
قصيدة أحمد شوقي عن الرسول
تتابع الشاعر الجليل أحمد شوقي في مدحه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وأكمل قصيدته مادحًا فيها النبي ويثني على صفاته، نتمنى أن نكون قد أضفنا لمستكم الفنية:
وَمِـنَ الـخَـلـيلِ وَهَديِهِ سيماء،
أَثـنـى المَسيح عَلَيهِ خَلفَ سَمائِهِ،
وَتَـهَـلَّـلَـت الـعَذراء،
يَـومٌ يَـتـيه عَلى الزَمانِ صَباحُهُ،
وَمَـسـاؤه بِـمـحَـمَّـدٍ وَضّاء،
الـحَـق عـالي الركنِ فيهِ مُظَفَّر،
فـي الـمـلـكِ لا يَعلو عَلَيهِ لِواء،
ذعِـرَت عروش الظالِمينَ فَزلزِلَت،
وَعَـلَـت عَـلـى تيجانِهِم أَصداء،
وَالـنـار خـاوِيَة الجَوانِبِ حَولَهم،
خَـمَـدَت ذَوائِـبها وَغاضَ الماء،
وَالآيُ تَـتـرى وَالـخَـوارِق جَمَّةٌ،
جِــبـريـل رَوّاحٌ بِـهـا غَـدّاء،
نِـعـمَ الـيَـتيم بَدَت مَخايِل فَضلِهِ،
وَالـيُـتـم رِزقٌ بَـعـضه وَذَكاء،
فـي الـمَهدِ يستَسقى الحَيا بِرَجائِهِ،
وَبِـقَـصـدِهِ تـسـتَـدفَع البَأساء،
بِسِوى الأَمانَةِ في الصِبا وَالصِدقِ،
يَـعـرِفـهُ أَهـل الصِدقِ وَالأمَناء،
يـا مَن لَهُ الأَخلاق ما تَهوى العلا،
مِـنـهـا وَمـا يَـتَعَشَّق الكُبَراء،
لَـو لَـم تـقِـم ديناً لَقامَت وَحدَها،
ديـنـاً تـضـيء بِـنـورِهِ الآناء،
زانَـتـكَ في الخلقِ العَظيمِ شَمائِلٌ،
يـغـرى بِـهِـنَّ وَيـولَع الكرَماء،
أَمّـا الـجَمالُ فَأَنتَ شَمس سَمائِهِ،
وَمَـلاحَـة الـصِـدّيـقِ مِنكَ أَياء،
وَالـحـسن مِن كَرَمِ الوجوهِ وَخَيره،
مـا أوتِـيَ الـقـوّاد وَالـزعَماء،
فَـإِذا سَـخَوتَ بَلَغتَ بِالجودِ المَدى،
وَفَـعَـلـتَ مـا لا تَـفعَل الأَنواء.
قصيدة نهج البردة في مدح النبي
تعتبر قصيدة نهج البردة واحدة من أروع القصائد التي خُلِدت في مدح ومحبة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم. إليكم بعض أبياتها:
محَمَّدٌ صَفوَة الباري وَرَحمَته،
وَبغيَة اللَهِ مِن خَلقٍ وَمِن نَسَمِ،
وَصاحِب الحَوضِ يَومَ الرسلِ سائِلَةٌ،
مَتى الورود وَجِبريل الأَمين ظَمي،
سَناؤه وَسَناه الشَمس طالِعَةً،
فَالجِرم في فَلَكٍ وَالضَوء في عَلَمِ،
قَد أَخطَأَ النَجمَ ما نالَت أبوَّته،
مِن سؤددٍ باذِخٍ في مَظهَرٍ سَنِمِ،
نموا إِلَيهِ فَزادوا في الوَرى شَرَفًا،
وَربَّ أَصلٍ لِفَرعٍ في الفَخارِ نمي،
حَواه في سبحاتِ الطهرِ قَبلَهم،
نورانِ قاما مَقامَ الصلبِ وَالرَحِمِ،
لَمّا رَآه بَحيرا قالَ نَعرِفه،
بِما حَفِظنا مِنَ الأَسماءِ وَالسِيَمِ سائِل،
حِراءَ وَروحَ القدسِ هَل عَلِما،
مَصونَ سِرٍّ عَنِ الإِدراكِ مُنكَتِمِ،
كَم جيئَةٍ وَذَهابٍ شرِّفَت بِهِما،
بَطحاء مَكَّةَ في الإِصباحِ وَالغَسَمِ،
وَوَحشَةٍ لِاِبنِ عَبدِ اللَهِ بينَهما،
أَشهى مِنَ الأنسِ بِالأَحسابِ وَالحَشَمِ،
يسامِر الوَحيَ فيها قَبلَ مَهبِطِه،
وَمَن يبَشِّر بِسيمى الخَيرِ يَتَّسِمِ،
لَمّا دَعا الصَحب يَستَسقونَ مِن ظَمَإٍ،
فاضَت يَداه مِنَ التَسنيمِ بِالسَنَمِ،
وَظَلَّلَته فَصارَت تَستَظِل بِهِ،
غَمامَةٌ جَذَبَتها خيرَة الدِيَمِ،
مَحَبَّةٌ لِرَسولِ اللَهِ أشرِبَها،
قَعائِد الدَيرِ وَالرهبان في القِمَمِ،
إِنَّ الشَمائِلَ إِن رَقَّت يَكاد بِها،
يغرى الجَماد وَيغرى كل ذي نَسَمِ.
قصيدة بن مشرف في حب الرسول
تعددت القصائد التي كتبت في حب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وفي هذه الفقرة نقدم إليكم قصيدة مميزة لبن مشرف تعبر عن حب الرسول:
وقدم أحاديث الرسول ونصه،
على كل قوم قد أتى بإزائه،
فإن جاء رأي للحديث معارض،
فللرأي فاطرح واسترح من عنائه.
فهل مع وجود البحر يكفي تيمم،
لمن ليس معذورا لدى فقهائه،
وهل يوقد الناس المصابيح للضيا،
إذا ما أتى رأد الضحى بضيائه.
سلامي على أهل الحديث فإنهم،
مصابيح علم بل نجوم سمائه.
بهم يهتدي من يقتدي بعلومهم،
ويرقى بهم ذو الداء علة دائه.
ويحيى بهم من مات بالجهل قلبه،
فهم كالحيا تحيا البقاع بمائه.
لهم حلل قد زينتهم من الهدى،
إذا ما تردى ذو الردى بردائه.
ومن يكن الوحي المطهر علمه،
فلا ريب في توقيفه واهتدائه.
وما يستوي تالي الحديث ومن تلا،
زخارف من أهوائه وهذائه.
وكن راغبا في الوحي لا عنه،
راغبا كخابط ليل تائه في دجائه.
إذا شام برقا في سحاب مشى به،
وإلا بقى في شكه وامترائه.
ومن قال ذا حل وهذا محرم،
بغير دليل فهو محض افترائه.
كل فقيه في الحقيقة مدع،
ويثبت بالوحيين صدق ادعائه.
هما شاهدا عدل ولكن كلاهما،
لدى الحكم قاض عادل في قضائه.
فواحر قلبي من جهول مسود،
به يقتدى في جهله لشقائه.
إذا قلت قول المصطفى هو مذهبي،
متى صح عندي لم أقل بسوائه.
يرى أنها دعوى اجتهاد صريحة.
قصائد الشافعي ونزار قباني في مدح الرسول
سنستعرض في هذه الفقرة قصيدتين لشاعرين بارزين وهما الشافعي ونزار قباني، اللذين أبدعا في التعبير عن حب الرسول الكريم:
من مثلكم لرسول الله ينتسب،
ليت الملوك لها من جدكم نسب،
ما للسلاطين أحساب بجانبكم،
هذا هو الشرف المعروف والحسب،
أصل هو الجوهر المكنون ما لعبت،
به الأكف ولا حاقت به الريب،
خير النبيين لم يذكر على شف،
إلا وصلت عليه العجم والعرب،
خير النبيين لم تحضر فضائله،
مهما تصدت لها الأسفار والكتب،
خير النبيين لم يقرن به أحد،
وهكذا الشمس لم تقرن بها الشهب.
واهتزت الأرض إجلالا لمولده،
شبيهة بعروس هزها الطرب،
الماء فاض زلالا من أصابعه،
أروى الجيوش وجوف الجيش يلتهب.
والظبي أقبل بالشكوى يخاطبه،
والصخر قد صار منه الماء ينسكب.
مدح نزار قباني في النبي الأكرم
نزار قباني، شاعر الحب والجمال، كتب قصائد رائعة في مدح الرسول الكريم، إليكم بعض أبياته:
يا من ولدتَ فأشرقتْ بربوعِنا،
نفحات نورِك وانجلى الإظلام،
أَأَعود ظمآنًا وغيري يَرتوي،
أيرد عن حوضِ النبيِّ هيام؟
كيفَ الدخول إلى رِحابِ المصطفى،
والنفس حَيْرَى والذنوب جسام؟
أو كلّما حاولت إلمامًا به،
أزفَ البلاء فيصعب الإلمام.
ماذا أقول وألف ألفِ قصيدةٍ،
عصماءَ قبلي سطرتْ أقلام؟
يا من ولدتَ فأشرقتْ بربوعِنا،
نفحات نورِك وانجلى الإظلام،
أَأَعود ظمآنًا وغيري يَرتوي،
أيرد عن حوضِ النبيِّ هيام؟
كيفَ الدخول إلى رِحابِ المصطفى،
والنفس حَيْرَى والذنوب جسام؟
أو كلّما حاولت إلمامًا به،
أزفَ البلاء فيصعب الإلمام.
ماذا أقول وألف ألفِ قصيدةٍ،
عصماءَ قبلي سطرتْ أقلام؟
مدح حسان بن ثابت للرسول
كان حسان بن ثابت شاعراً مشهوراً في الجاهلية، وعندما جاء الإسلام، أصبح شاعر النبي، حيث كتب العديد من القصائد الجميلة في حب الرسول ومدح صفاته:
هَل رَسم دارِسَةِ المَقامِ يَبابِ،
متَكَلِّمٌ لِمسائِلٍ بِجَوابِ،
قَفرٌ عَفا رِهَمُ السَحابِ رُسومَهُ،
وَهُبوبُ كُلِّ مُطِلَّةٍ مِربابِ،
وَلَقَد رَأَيتُ بِها الحُلولِ يَزينُهُم،
بيضُ الوُجوهِ ثَواقِبُ الأَحسابِ،
فَدَعِ الدِيارَ وَذِكرَ كُلِّ خَريدَةٍ،
بَيضاءَ آنِسَةِ الحَديثِ كَعابِ،
وَاِشكُ الهُمومَ إِلى الإِلَهِ وَما تَرى،
مِن مَعشَرٍ مُتَأَلِّبينَ غِضابِ،
أَمّوا بِغَزوِهِمِ الرَسولَ وَأَلَّبوا،
أَهلَ القُرى وَبَوادِيَ الأَعرابِ،
جَيشٌ عُيَينَةُ وَاِبنُ حَربٍ فيهِمِ،
مُتَخَمِّطِينَ بِحَلبَةِ الأَحزابِ،
حَتّى إِذا وَرَدوا المَدينَةَ وَاِرتَجَوا،
قَتلَ النَبِيِّ وَمَغنَمَ الأَسلابِ،
وَغَدَوا عَلَينا قادِرينَ بِأَيدِهِم،
رُدّوا بِغَيظِهِمِ عَلى الأَعقابِ،
بِهُبوبِ مُعصِفَةٍ تُفَرِّقُ جَمعَهُم،
وَجُنودِ رَبِّكَ سَيِّدَ الأَربابِ،
وَكَفى الإِلَهُ المُؤمِنينَ قِتالَهُم،
وَأَثابَهُم في الأَجرِ خَيرَ ثَوابِ،
مِن بَعدِ ما قَنِطوا فَفَرَّجَ عَنهُمُ،
تَنزيلُ نَصِّ مَليكِنا الوَهّابِ،
وَأَقَرَّ عَينَ مُحَمَّدٍ وَصِحابِهِ،
وَأَذَلَّ كُلَّ مُكَذِّبٍ مُرتابِ،
مُستَشعِرٍ لِلكُفرِ دونَ ثِيابِهِ،
وَالكُفرُ لَيسَ بِطاهِرِ الأَثوابِ،
عَلِقَ الشَقاءُ بِقَلبِهِ فَأَرانَهُ،
في الكُفرِ آخِرَ هَذِهِ الأَحقابِ.