الذنوب التي لا تقبل المغفرة بالتوبة
- يندهش الكثيرون عندما يعلمون بوجود ذنوب لا يمكن مغفرتها.
- هناك ذنوب وصفتها آيات الله في القرآن الكريم بأنها كبائر، والتي لا يغفرها الله إلا بتوبة خاصة تتطلب استيفاء عدد من الشروط.
- إن الله تعالى هو الغفور الرحيم، خالق كل البشر، فإذا تاب المذنب توبة نصوح وحقق شروطها فإن الله سيغفر له بإذن الله.
- التوبة النصوح تعني أن يشعر المذنب بالندم العميق على ما فعل، وأن يتخلى عن هذا الذنب نهائياً، ويعاهد الله ألّا يعود له مرة أخرى.
- فترة التوبة متاحة دائماً لكل إنسان، وتستمر حتى آخر لحظة من الحياة.
الشرك بالله
- يعتبر الشرك بالله من أكبر الذنوب التي قد يرتكبها الإنسان.
- فالشخص الذي يشرك بالله يعد خارجاً عن دائرة الإسلام.
- في حالة وفاته وهو على هذا الذنب، فلن تُغفر ذنوبه يوم القيامة، وسيكون مصيره إلى جهنم برفقة الكافرين.
- قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِر أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِر مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاء ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا}.
- توضح هذه الآية أن هذا الذنب يُعتبر افتراء عظيماً، لذا ينبغي على من ارتكب هذا الشرك أن يعود إلى الله ويتوب توبة نصوح قبل فوات الأوان.
- قال الله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِن دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ﴾
- كما قال الله تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا * إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا﴾
حقوق العباد وظلمهم
- تعتبر حقوق العباد وظلمهم من الذنوب التي لا تُغفر بالتوبة إلا في حالة واحدة فقط:
- وهي أن يعيد الشخص الحقوق لأصحابها.
- إن الله سبحانه وتعالى غفور ولكنه لا يغفر حقوق العباد.
- يجب أن يسامح المظلوم في حقه لكي تقبل توبة الشخص الذي ارتكب الذنب.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “تدرون من المفلس؟ قالوا:
- يا رسول الله، المفلس فينا من لا درهم له ولا متاع. قال:
- إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وزكاة وصيام، وقد شتم هذا وضرب هذا وأخذ مال هذا، فيأخذ هذا من حسناته، حتى إذا فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه، أخذ من سيئاتهم فطرِح عليه ثم طُرِحَ في النار”.
- في هذا الحديث، نرى أن الله تعالى سيقتص من الظالم يوم القيامة
- وستُدفع حسناته لكل من ظلمه في حياته.
- قال الله تعالى: (إن الذين كفروا وظلموا لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقاً).
قتل النفس
- يعد ذنب قتل النفس من أكبر الكبائر التي وصف الله المجترئين عليها بأنهم سيتخلدون في النار.
- يجب على الشخص أن يتوب توبة نصوح من هذا الذنب قبل موته.
- وإذا لم يفعل ذلك فلن يغفر الله له ولن يحصل على شفاعة.
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “يأتي المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته
- ورأسه بيده وأوداجه تشخب دمًا، يقول: يا رب، هذا قتلني حتى يدنيه من العرش”.
هل الكبائر من الذنوب التي لا يغفرها الله؟
تنقسم الذنوب إلى فئتين:
ذنوب تتعلق بحق الله -تعالى- وكفّاراتها
- منها ترك عبادة مثل الصلاة والصوم، فيجب التوبة وقضاء ما فات من العبادات.
- ومنها ترك عبادة تحتاج إلى كفارة مثل نقض اليمين، فتتطلب توبة مع دفع الكفارة.
- هناك ذنوب تُرتكب بحق الله عز وجل دون قصد، وفي هذه الحالة يجب التوبة، ويتم التكفير بالتوبة وقول الشهادتين.
- أما إذا كان الذنب يتعلق بحق مالي أو عيني، فيتوجب التوبة وإعادة الحق لصاحبه أو تعويضه.
ذنوب تتعلق بحقوق العباد
- تشمل ذنوباً غير مرتبطة بحق مالي مثل الزنا والقذف، وتكون التوبة بإقامة الحد.
- أما الغيبة والنميمة، فكفارتها التوبة إلى الله واستغفاره وطلب السماح من الشخص الذي أُسيء إليه، إذا كان يعلم بذلك، وفي حال عدم معرفته، يجب الاستغفار وذكره بالخير في المجالس المختلفة.