توفي الكاتب المصري المعروف أحمد خالد توفيق يوم الإثنين 2 أبريل 2018 عن عمر يناهز 55 عامًا في محافظة الغربية بمصر، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الأعمال الأدبية في مجالي الخيال العلمي والرعب.
من هو أحمد خالد توفيق؟
- يعتبر أحمد خالد توفيق رائدًا في الأدب العربي، حيث كان من أوائل المؤلفين الذين قدموا روايات الرعب والخيال العلمي في المنطقة، ترك وراءه مجموعة غنية من الأعمال وأجيال من المعجبين الذين استلهموا من كتاباته.
- بدأ توفيق نشر رواياته في سن 32، لكن إنتاجه كان غزيرًا حيث تجاوزت مؤلفاته 500 كتاب، وقد كان يكتب حتى 22 كتابًا سنويًا بينما يشغل وظيفة أستاذ بدوام كامل في جامعة طنطا، مسقط رأسه.
- على مر السنين، حصل توفيق على تقدير واسع من قبل القراء، إذ تأثرت سنوات مراهقة كثيرين بكتاباته، وبدأ كتابة قصص المغامرات منذ أن كان في العاشرة، إلا أن الأمر استغرق عدة عقود قبل أن يُنشر عمله.
نشأة أحمد خالد توفيق
- وُلد أحمد توفيق في يونيو 1962، وقضى طفولته immersed في الروايات البريطانية والأمريكية والروسية، مستلهمًا من كتّاب مثل سومرست موغام، حيث قال ذات مرة إن “معظم دخل الأسرة كان يُنفق على الكتب بفضل والده المثقف”.
- بدأ يكتب أحداث الإثارة لأنه لم يكن متقنًا للغة الإنجليزية بما يكفي لقراءة أدب الرعب، فقام بكتابة قصصه الخاصة. وكان في عمر 32 عامًا عندما أرسل أولى مخطوطاته إلى الناشرين.
- على الرغم من تخليه عن ممارسة الطب والتعليم بشكل كامل، إلا أن معرفته الطبية أثرت بشكل كبير في بعض قصصه، خصوصًا في ما يتعلق بالمواضيع الميتافيزيقية.
- جمع توفيق قاعدة جماهيرية من القراء الشباب، وأثر في جيل من الكتاب مثل مؤلف رواية “Vertigo” أحمد مراد.
الروايات السياسية لأحمد خالد توفيق
- في السنوات الأخيرة من حياته، أصبحت السياسة موضوع اهتمامه الأساسي، خاصة بعد الانتفاضة المصرية في عام 2011.
- على الرغم من أن أحداث ميدان التحرير كانت لا تزال بعيدة عندما كتب روايته “يوتوبيا” عام 2007، حققت الرواية شهرة واسعة وتمت ترجمتها إلى خمس لغات، بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية والفنلندية، والألمانية والإيطالية.
- كونه رمزًا أدبيًا في الشرق الأوسط، نالت أعمال توفيق اهتمام الأكاديميين الغربيين، بما في ذلك انتشار “يوتوبيا” في مناهج الجامعات مثل Dartmouth College في الولايات المتحدة والجامعة الأمريكية في القاهرة. ورغم ذلك، أشار توفيق قائلاً: “لم أشعر أن [يوتوبيا] قد أحدثت تأثيرًا كبيرًا خارج الدوائر الأكاديمية.”
- اعترف توفيق برؤيته القاتمة للمستقبل، مُصرًا على أن العالم الذي يتخيله يفتقر للأخلاق.
- في العام الماضي، ذكر أنه يشعر بالتعب وبدأ في تقليل عدد رواياته إلى أربع سنويًا، مشيرًا إلى صعوبة في مواكبة اهتمامات الجمهور الأصغر سناً وفهم وسائل التواصل الاجتماعي.
أعمال أحمد خالد توفيق
- يُعتبر توفيق رائدًا في كتابة الرعب والخيال العلمي في مصر والعالم العربي، حيث أبدع في كتابة القصص المصورة والروايات، وكتب أكثر من 500 عنوان، مسجلاً ما يصل إلى 22 كتابًا سنويًا، بينما كان يعمل بدوام كامل في جامعة طنطا.
- أنتج أسلوبه الفريد في الكتابة جمهورًا واسعًا، حيث نشأ الكثير من الشباب المصري وهم يقرؤون كتبه، وغالبًا ما ينتهون من رواياته في جلسة واحدة.
- قبل عام، ودّعنا مؤلفًا محبًّا، ترك أثرًا عميقًا في خيال العديد من الشباب المصريين؛ ستبقى أفكار توفيق وكلماته حية في عقولنا، حتى وإن لم يلتقي العديد من المصريين به شخصيًا، إذ حزن الجميع على “صديق طفولتهم” قبل عام.
مسيرة أحمد خالد توفيق الأدبية
- لم يكن الطريق الذي سلكه توفيق نحو كتابة الرعب سهلاً، حيث كان الناشرون في ذلك الوقت يشككون في إمكانية وجود جمهور لهذا النوع من الأدب في مصر.
- عندما قدم توفيق مسودة روايته الأولى “أسطورة مصاص الدماء” عام 1992، تم رفضها من ناشر، وأُوصي بأن يكتب سيناريوهات بدلاً من ذلك. ولكنه واصل النضال حتى تم تشكيل لجنة أخرى لمراجعة أعماله، وفي النهاية تمت الموافقة على طبعها.
- عرف توفيق أن هذا النوع من الأدب لم يكن محبذًا لدى القراء العرب في ذلك الوقت، لكنه قرر اتباع شغفه، مهما كان الثمن.
- من وجهة نظره، كانت الروايات المعتمدة على العلم والتكنولوجيا تُعتبر نصوصًا غير قادرة على تقديم الهروب المطلوب للقراء العرب في ذلك الوقت، حيث لم يكن مخيلة القراء مستعدة بعد لتقبل هذا النوع من الأدب.
- توجه جمهور توفيق إلى االشباب الذين يتطلعون لفتح آفاق جديدة عبر الخيال، بينما كان الأكبر سنًا يميلون إلى تفضيل الحقائق النقدية.
- استهدف توفيق خياله وإبداعه نحو الشباب، وكانوا دائمًا مستعدين لاستقباله، ومنذ تلك اللحظة بدأت أعماله في التحليق في ميادينهم وحضور قلوبهم.
- بينما يكون الجيل الأكبر منشغلًا بمشاكلهم، كان الشباب يستوعبون الأبعاد الفنية للخيال والتكنولوجيا.
أفضل روايات أحمد خالد توفيق
- في عام 2008، أصدر روايته الشهيرة “يوتوبيا”، والتي حققت نجاحًا كبيرًا وتواصلت مع نجاح سلسلة “ما وراء الطبيعة”.
- تجسد الرواية مشهدًا لمصر عام 2023، حيث تُظهر وجهين مختلفين من العالم، أحدهما يعيش فيه الأثرياء في مجمعات سكنية، والآخر يعاني فيه الفقراء من الفقر.
- كتب توفيق أيضًا سلسلة “فانتازيا” و”سفاري”، بالإضافة إلى العديد من الروايات الكبيرة مثل “إيكاروس”، ليُصنّف كواحد من أبرز كتاب الرعب في العالم العربي.
- كان توفيق واحدًا من الرائدين في استخدام أدب الرعب والخيال العلمي، حيث اجتذب أسلوبه المتميز جمهورًا كبيرًا بما في ذلك الجيل الجديد من القراء.
- على الرغم من أن العديد من قراء توفيق كانوا ينشأون على قراءة كتبه بسهولة، إلا أنه استمر في كتابة الروايات الكبيرة والنصوص الأكثر تعقيدًا.
- تحققت روايته “يوتوبيا” في عام 2008 نجاحًا كبيرًا، مواصلة بذلك النجاح الذي حققته سلسلة الميتافيزيقا.
- استغرق الأمر قفزة كبيرة في الخيال لتصور أكاديمي الأمراض المدارية كصوت للشباب العربي، مما أتاح لهم فرصة للهروب من خلال رواياته المثيرة.
- ومع ذلك، تبقى مكانة توفيق كأحد أبرز الكتاب العرب في عصره، حيث قدم العديد من الأعمال الأدبية الناجحة.