أنواع المبتدأ في اللغة العربية
يُعرف المبتدأ بأنه اسم بدون عامل لفظي أي أنه يأتي في بداية الجملة خالياً من أي تأثير لفظي سابق. يُعتبر المبتدأ مسند إليه، بينما الخبر هو ما يُسند إليه، وهذا يعني أن المبتدأ يتطلب خبرًا يُكمل معناه، حيث إن الخبر يُعتبر مسندًا، وبدون هذا الخبر يصبح المبتدأ ناقصًا. الجملة المكونة من المبتدأ والخبر تُعرف بـ “الجملة الاسمية”، والمبتدأ يكون دائماً مرفوعًا.
الأصل في المبتدأ أن يكون معرفة وليس نكرة، وذلك لأن النكرة تعبر عن شيء غير محدد، مما يفقد الجملة معناه ويُعيق فائدتها. على سبيل المثال، إذا قلنا “شاب طيب”، فلن نستفيد أي شيء من الجملة، وذلك لأنه يوجد دائمًا شباب طيبون. لذلك، أوجب النحاة أن يكون المبتدأ من الأسماء المعرفة، وإن تم استخدام نكرة، فهذا يكون لمسوغات خاصة. وفيما يتعلق بأنواع المبتدأ، فهي تتنوع كما يلي:
الاسم الظاهر
يعرف أيضًا بالاسم الصريح، وهو الاسم الذي يأتي بصيغ المفرد أو المثنى أو الجمع سواء للمذكر أو المؤنث. يتم إعراب المبتدأ وفقًا لنوع الاسم الظاهر فمثلاً: إذا كان مفردًا يكون مرفوعًا بالضمة، وإذا كان مثنى يكون مرفوعًا بالألف، وإذا كان جمعًا يكون مرفوعًا بالواو. كما يمكن أن يأتي المبتدأ مجرورًا لفظيًا لكنه مرفوع محلًا، وذلك في حالة سابقة بأحرف زائدة مثل “من”، أو “الباء” أو “رب”. إليك بعض الأمثلة على هذا النوع:
- الله ربنا.
- “الله”: هو مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “ربنا”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، والضمير المتصل مبني على السكون في محل جر مضاف إليه.
- الطالبان مجتهدان.
- “الطالبان”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “مجتهدان”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- المسلمون يؤدون الحج.
- “المسلمون”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه جمع مذكر سالم.
- “يؤدون”: فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- “الحج”: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية في محل رفع خبر مبتدأ.
الضمير
من الأنواع الممكنة للمبتدأ أن يأتي على شكل ضمير منفصل وليس متصل، فالمتصلة لا تأتي بشكل مستقل، وإنما تكون مرتبطة بما قبلها. بينما الضمير المنفصل يجب أن يكون مستقلًا، وقد يكون ضمير المتكلم مثل “أنا” أو “نحن”، أو للمخاطب مثل “أنتَ” أو “أنتِ”، أو للغائب مثل “هو” أو “هي”. ويُعرب الضمير المنفصل إذا جاء في بداية الكلام على أنه مبتدأ مرفوع. إليك بعض الأمثلة:
- أنا كاتب مجتهد.
- “أنا”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “كاتب”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “مجتهد”: صفة للكاتب مرفوعة وعلامة رفعها الضمة الظاهرة على آخرها.
- أنتِ فتاة تخافين الله.
- “أنتِ”: ضمير منفصل مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ.
- “فتاة”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “تخافين”: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة، والياء ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل.
- “الله”: لفظ الجلالة مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والجملة الفعلية في محل رفع صفة للفتاة.
- هما رجلان ذكيان.
- “هما”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “رجلان”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “ذكيان”: صفة للرجلين منصوبة وعلامة نصبها الألف لأنها مثنى.
المصدر المؤول
المصدر المؤول هو تركيب يتكون من حرف مصدري يليه جملة، سواء كانت اسمية أو فعلية. يتم استخراج المبتدأ من الحرف المصدري وما يليه من فعل مضارع. على سبيل المثال، في قوله تعالى {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ} نلاحظ أن المصدر المؤول (الحرف المصدري والفعل المضارع) يُعرب في محل رفع مبتدأ، والتقدير هنا هو: “صيامكم خير”. يتكرر هذا النمط في اللغة العربية القديمة، ومن الأمثلة:
- {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}
- “وأن”: الواو استئنافية، “أن”: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تصوموا”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ.
- “خير”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “لكم”: اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف ضمير متصل مبني على الضم في محل جر اسم مجرور، والميم للجمع.
- أن تعمل بجد خير ورزق.
- “أن”: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تعمل”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره “أنت”، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ وبتقدير عملك.
- “بجد”: “الباء” حرف جر مبني على الكسر لا محل له من الإعراب، “جد” اسم مجرور بحرف الجر وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- “خير”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “ورزق”: الواو حرف عطف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، “رزق” اسم معطوف على “خير” مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
تمارين حول أنواع المبتدأ
- أخوك رجل طيب.
- “أخوك”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسماء الستة، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
- “رجل”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “طيب”: نعت مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- أنتم رجال الحق.
- “أنتم”: ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع مبتدأ.
- “رجال”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- “الحق”: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة على آخره.
- أن تساعد أمك شرف لك.
- “أن”: حرف مصدري ناصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب.
- “تساعد”: فعل مضارع منصوب بالحرف المصدري وعلامة نصبه الفتحة، والفاعل ضمير مستتر تقديره “أنت”، والمصدر المؤول في محل رفع مبتدأ وبتقدير مساعدتك.
- “أمك”: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، والكاف ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر مضاف إليه.
- “شرف”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على آخره.
- “لك”: اللام حرف جر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب، والكاف ضمير متصل مبني على السكون في محل جر اسم مجرور.
- هذان رجلان مؤدبان:
- “هذان”: مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “رجلان”: خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف لأنه مثنى.
- “مؤدبان”: صفة مرفوعة وعلامة رفعها الألف لأنها مثنى.
يتضح مما سبق أن المبتدأ يظهر في بداية الجملة دون وجود أي عامل قبله، ويكون دائمًا مرفوعًا، ويحتاج إلى خبر يوضح ويكمل معناه، إذ بدون الخبر، لا تحمل الجملة معنى.