استراتيجيات استخدام زيت جوز الهند في الطهي والطعام

يعتبر زيت جوز الهند خيارًا مميزًا في عالم الطهي، على الرغم من احتوائه على نسبة مرتفعة من الدهون المشبعة، إلا أن تركيبه يختلف عن الدهون المشبعة الموجودة في اللحوم ومنتجات الألبان. لذا يُعتبر زيت جوز الهند خيارًا صحيًا في المطبخ، حيث أنه يتحمل درجات الحرارة العالية ويُسهم في العديد من الفوائد الصحية.

ما هو زيت جوز الهند؟

زيت جوز الهند يستخرج من لب جوز الهند، وهو نوع من الفواكه الاستوائية ويرتبط بحلاوة مميزة.
يوجد نوعان من زيت جوز الهند: الأول هو زيت جوز الهند البكر، الذي يخضع لعمليات معالجة أقل، مما يساعد على احتفاظه بنكهته. أما الثاني فهو زيت جوز الهند المكرر، الذي يتعرض لمزيد من عمليات التصنيع مما يُقلل من طعمه ورائحته، مما يجعله مناسبًا للاستخدام في العديد من الوصفات.
تُحدد درجة حرارة الدخان عند النقطة التي يبدأ فيها الزيت بإنتاج الدخان أثناء الطهي.
تُعرف درجة حرارة الأكسدة بأنها النقطة التي تُنتج عندها مركبات ضارة (تُعرف باسم الجذور الحرة) من خلال الأكسدة؛ ويبلغ مستوى الأكسدة لزيت جوز الهند النقي حوالي 177 درجة مئوية، بينما يصل زيت جوز الهند المكرر إلى حوالي 204 درجة مئوية.
بالمقارنة مع بعض الزيوت الأخرى، يتميز زيت جوز الهند بالثبات عند التعرض للحرارة.
يمكن استخراج زيت جوز الهند الخام بطريقتين: الطريقة الجافة، التي تتضمن تجفيف لب جوز الهند لإزالة الماء ثم عصره، والطريقة الرطبة التي تعتمد على عصر الفاكهة الطازجة دون تجفيفها.
تتضمن عملية إنتاج الزيت وحليب جوز الهند فصلهم من خلال التخمير باستخدام إنزيمات أو أجهزة الطرد المركزي.
يمكن عصر الثمار بطرق معينة مثل التسخين أو التبخير أو الضغط، مما قد يساعد في الحفاظ على العناصر الغذائية في الثمار دون الحاجة لدرجات حرارة عالية.

فوائد زيت جوز الهند

تتناول الأبحاث حول الآثار الصحية للدهون الموجودة في زيت جوز الهند تفاصيل متعددة، حيث إن الجليسيريدات الثلاثية متوسطة السلسلة تختلف عن الدهون الموجودة في العديد من الأطعمة الأخرى ضمن النظام الغذائي، بسبب طول السلسلة الخاص بها.
هذه الدهون تذهب مباشرة إلى الكبد بعد تناولها، وتم تحويلها إلى مصادر طاقة سريعة أو كيتونات، والتي يمكن استخدامها كطاقة للدماغ أيضًا.
يمثل الحمض الدهني اللوريك حوالي 50٪ من محتوى الأحماض الدهنية في زيت جوز الهند، ويصبح مركبًا يُسمى بالمونولورين عند هضمه.
يمكن أن يُسهم كل من حمض اللوريك ومونولورات في تقليل عدد بكتيريا Staphylococcus aureus وCandida albicans، واللتين تُعتبران من المسببات للأمراض. كما تُعتبر المبيضات البيضاء أحد أكثر الخمائر شيوعًا التي تُسبب العدوى لدى الإنسان.

الفوائد العامة لزيت جوز الهند للجسم

يحتوي زيت جوز الهند على نسبة مرتفعة من الدهون المشبعة، وهي تشكل حوالي 92٪ من تركيبته، وترتبط هذه الدهون بزيادة مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.
تجدر الإشارة إلى أن نتائج الدراسات حول تأثير زيت جوز الهند على مستويات الكوليسترول في الدم تختلف. إذ تُنبه جمعية القلب الأمريكية إلى عدم استهلاك زيت جوز الهند نظرًا لارتفاع نسبة الدهون المشبعة فيه.
من جهة أخرى، أوضح تقرير نُشر في عام 2017 أنه يمكن لحامض اللوريك، الذي يُعتبر الدهون المشبعة، أن يرفع مستويات الكوليسترول الجيد، لكنه في الوقت نفسه قد يؤدي إلى زيادة مستويات الكوليسترول الضار والكوليسترول الكلي.

وصفات طعام بسيطة باستخدام زيت جوز الهند

قم بنقع السلطة بزيت جوز الهند، ثم بعد تقطيع المكونات، أضف الملح والليمون وملعقة من زيت جوز الهند، وامزجها جيدًا لتستمتع بطعمها الفريد.
امزج ملعقة من زيت جوز الهند مع فنجان من القهوة الساخنة كل صباح لتستمتع بمذاق ينعش حواسك.
استخدم الخلاط الكهربائي، وأضف قطعتي موز وكوب حليب وربع كوب من زيت جوز الهند مع بعض العسل حسب الحاجة، ثم اخلط المكونات جيداً واستمتع بشربها باردة مع العائلة، وهذا الخليط مناسب لجميع الأعمار.

أفضل وصفات طعام بزيت جوز الهند

قم بسكب ربع كوب من زيت جوز الهند في مقلاة مسخنة، ثم أضف البصل المفروم وحرّك جيدًا حتى يذبل.
قم بإضافة قطع جوز الهند المقشرة والمفرومة، وحرك قليلاً ثم أضف الحساء أو المرق، ثم أضف الملح وبعض التوابل وكمية وفيرة من الكاري، واترك المزيج على نار هادئة حتى يصبح اليقطين طريًا، ثم استخدم الخلاط لإعداد حساء كريمي.
إذا كنت تستمتع بالبيض المقلي، جرّب استبدال ملعقتين كبيرتين من السمن بزيت جوز الهند لتستمتع بمذاق خفيف وفريد.

فوائد زيت جوز الهند وفقًا لدرجة الفعالية

تشير بعض الدراسات الأولية إلى إمكانية تحسين الأعراض المرافقة لسرطان الثدي، حيث أظهرت دراسة نُشرت في مجلة Lipids in Health and Disease عام 2014، أن تناول زيت جوز الهند قد يُقلل من الآثار السلبية التي تصاحب هذا المرض.
وجدت الدراسة أن زيت جوز الهند النقي يمكن أن يُخفف من الأعراض مثل التعب وضيق التنفس وفقدان الشهية، كما يُقلل من الآثار الجانبية المصاحبة للعلاج الكيميائي.
تظهر الدراسات أيضاً نتائج متباينة حول تأثير زيت جوز الهند على مدة الإسهال.
في دراسة نُشرت في مجلة أمراض الجهاز الهضمي والتغذية للأطفال، شملت 73 صبيًا تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 14 شهرًا عانوا من إسهال حاد، تم تقييم تأثير النظام الغذائي المحتوي على زيت جوز الهند، وقد دسّلت النتائج أن زيت جوز الهند يُقلل من مدة الإسهال بنسبة 20 ساعة مقارنة بالأنظمة الغذائية الأخرى.

الفوائد المختلفة لزيت جوز الهند

يمكن أن يُستخدم زيت جوز الهند كمصدر بديل للطاقة، وهو قد يُساعد في تخفيف الأعراض المرتبطة بمرض الزهايمر، ولكن لا توجد أدلة كافية لإثبات ذلك، مما يستدعي المزيد من الأبحاث.
يساعد زيت جوز الهند في الحد من الأعراض المرتبطة بمرض كرون، وهو مرض التهاب الأمعاء، حيث أظهرت بعض الدراسات أن النظام الغذائي الغني بالدهون النباتية، مثل زيت جوز الهند، قد يُسهم في تقليل أعراض التهاب الأمعاء.
يُعتبر أيضًا مفيدًا في تقليل الأعراض المتعلقة بمرض السكري من النوع الثاني، حيث أظهرت الدراسات أن زيت جوز الهند يمكن أن يُساعد في تحسين مستويات الأنسولين وتقليل الوزن.
تشير دراسة أولية نشرت في عام 2009 إلى أن النظام الغذائي الغني بالدهون الثلاثية متوسطة السلسلة، مثل زيت جوز الهند، قد يساعد أيضًا في تقليل مقاومة الأنسولين.
من جانب آخر، يُعتبر زيت جوز الهند مصدرًا جيدًا من الكربوهيدرات قصيرة السلسلة والتي يجب على الأشخاص المصابين بمتلازمة القولون العصبي تجنب تناولها، ولكنه قد يُحقق تأثيرات إيجابية لبعض الأفراد.
إجمالاً، ينبغي تناول زيت جوز الهند بشكل معتدل كونه نوعًا من الدهون الصحية.

فوائد زيت جوز الهند للذاكرة

لم تُظهر الأبحاث الحالية قدرة زيت جوز الهند على تعزيز الذاكرة، ولكن يُعتقد أنه قد يُحسن وظائف المخ لدى المصابين بمرض الزهايمر، ولكن هذه الفائدة لم تُؤكد بعد.

فوائد زيت جوز الهند للأسنان

تستخدم بعض الأشخاص زيت جوز الهند في عملية تُسمى “المضمضة بالزيت”، والتي لا تستند إلى أدلة علمية قوية.
رغم ذلك، تشير بعض الدراسات الأولية إلى إمكانية تقديم فوائد غير مؤكدة، منها تقليل التجويفات وتنظيم نسبة البكتيريا في الفم.
وبدأ التركيز على أن زيت جوز الهند قد يُساعد في تقليل رائحة الفم الكريهة والتهاب اللثة، لكن نتائج هذه الدراسات لا تزال غير مؤكدة، ولم تُعتمد كبديل لطرق العناية بالأسنان التقليدية.

فوائد زيت جوز الهند في فقدان الوزن

تشير بعض الدراسات إلى أن زيت جوز الهند قد يُساهم في تقليل الوزن، حيث أظهرت دراسة قامت بها جامعة العلوم الماليزية في عام 2011 نتائج إيجابية على مجموعة من المشاركين الذين استخدموا زيت جوز الهند.
وشهد محيط الخصر، وهو مؤشر لفقدان الوزن، انخفاضًا متوسطًا بمعدل 2.86 سم، لكن لا توجد أدلة كافية تُثبت فعالية زيت جوز الهند في هذا الشأن، مما يعني ضرورة المزيد من البحث.

دراسات حول فوائد زيت جوز الهند

أظهرت دراسة أولية على الفئران نُشرت في عام 2017 فوائد زيت جوز الهند البكر، وقد أضافت الدراسات أن زيت جوز الهند قد يُساهم في تحسين أعراض مرض الكبد الدهني ومساعدة الكبد في الاعتماد على خصائص مضادة للأكسدة.
تظهر الأبحاث أن زيت جوز الهند يُحسن مستويات الكوليسترول ويقلل الدهون الثلاثية في الدم والكبد، وهو الأمر الذي قد يُعزي لمحتواه العالي من الدهون الثلاثية متوسطة السلسلة.

درجة أمان زيت جوز الهند

يُعتبر زيت جوز الهند آمنًا بشكل عام عند تناوله، وقد يكون آمنًا عند استهلاكه بكميات كبيرة.

تحذيرات تتعلق باستخدام زيت جوز الهند

يجب الانتباه عند استخدام زيت جوز الهند في بعض الحالات. فليس هناك أدلة كافية تشهد على سلامة استخدامه من قِبل النساء الحوامل أو المرضعات.
بالإضافة إلى ذلك، لا توجد أدلة كافية تُثبت سلامة الكميات الكبيرة من زيت جوز الهند للأطفال، لذلك يُفضل تجنبها.

هل هناك فرق بين فوائد زبدة جوز الهند وزيت جوز الهند؟

زبدة جوز الهند مُصنوعة من جوز الهند الكامل، وقد تحتوي على دهون مشبعة أقل قليلاً مقارنة بزيت جوز الهند.
إضافةً إلى احتوائها على بعض العناصر الغذائية المهمة مثل الألياف، حيث تحتوي ملعقة كبيرة من زبدة جوز الهند على حوالي 2 جرام من الألياف.
تحتوي زبدة جوز الهند أيضًا على الحديد والبروتين والمغنيسيوم والبوتاسيوم، بينما تتقارب السعرات الحرارية بينهما، مما يمنحهما فوائد مشابهة.
يمكن استخدامها في إعداد الحلويات، لكن يُفضل عدم استخدامها في الطهي بشكل زائد نظرًا لسهولة احتراقها.