أمثلة على الإخفاء الحقيقي في القرآن الكريم
الإخفاء الحقيقي يُعتبر أحد الأحكام الأساسية في علم التجويد، ويُطبق بشكل خاص على النون الساكنة والتنوين. يمكن أن يظهر الإخفاء في كلمة واحدة أو في كلمتين عندما تكون النون ساكنة، بينما يظهر التنوين فقط في كلمتين. يحتوي الإخفاء الحقيقي على خمسة عشر حرفاً، يُمكن تذكرها من خلال الأبيات التالية:
صف ذا ثنا، كم جاد شخص قد سما
دم طيبًا زد في تقى ضع ظالمًا
فيما يلي أمثلة على حروف الإخفاء الحقيقي الواردة في القرآن الكريم:
- حرف الصاد؛ (أَنْ صَدُّوكُمْ)، (رِيحاً صَرْصَراً).
- حرف الذال؛ (وَأَنْذِرْهُمْ)، (ظِلٍّ ذِي).
- حرف الثاء؛ (مِنْ ثَمَرَةٍ)، (قَوْلاً ثَقِيلاً).
- حرف الكاف؛ (الْمُنْكَرِ)، (كِتَابٌ كَرِيمٌ).
- حرف الجيم؛ (إِنْ جَاءَكُمْ)، (خَلْقٍ جَدِيدٍ).
- حرف الشين؛ (فَأَنْشَرْنَا)، (غَفُورٌ شَكُورٌ).
- حرف القاف؛ (مِنْ قَرَارٍ)، (سَمِيعٌ قَرِيبٌ).
- حرف السين؛ (الإِنْسَانُ)، (وَرَجُلاً سَلَماً).
- حرف الدال؛ (مِنْ دَابَّةٍ)، (كَاْسَاً دِهاقاً).
- حرف الطاء؛ (بِقِنْطَارٍ)، (صَعِيداً طَيِّباً).
- حرف الزاي؛ (مِنْ زَوَالٍ)، (صَعِيداً زَلَقاً).
- حرف الفاء؛ (فَانْفَلَقَ)، (خَالِداً فِيهَا).
- حرف التاء؛ (وَمَنْ تَابَ)، (جَنَّاتٍ تَجْرِي).
- حرف الضاد؛ (مَنْضُودٍ)، (وَكُلاً ضَرَبْنَا).
- حرف الظاء؛ (مِنْ ظَهِيرٍ)، (ظِلاًّ ظَلِيلاً).
تعريف الإخفاء الحقيقي ومراتبه
الإخفاء الحقيقي في اللغة يعني الستر، أما في الاصطلاح فيشير إلى نطق القارئ بالحرف بشكل خاص، حيث يكون في حالة وسيطة بين الإظهار والإدغام دون تشديد، مع الحفاظ على الغنة في الحرف الأول، أي النون الساكنة أو التنوين.
تتواجد حروف الإخفاء في حالة متوسطة بين الأحكام المعروفة، إذ لا تكون قريبة بما يكفي لتدخل في حكم الإدغام، ولا بعيدة بما فيه الكفاية لتنسحب عليها أحكام الإظهار. ولذلك، تتراوح أمثلة الإخفاء الحقيقي إلى 45 صورة، نظراً لتنوع حروفه التي تبلغ خمسة عشر حرفاً، وكل حرف منها يتضمن ثلاثة أشكال.
تُقسم مراتب الإخفاء الحقيقي إلى ثلاثة، بناءً على قرب أو بُعد الحرف عن النون الساكنة أو التنوين، كما يلي:
- المرتبة العليا؛ التي تشمل الحروف: “الطاء، والدال، والتاء”.
- المرتبة الدنيا؛ وهي عند الحرفين: “القاف، والكاف”.
- المرتبة الوسطى؛ وهي تشمل الحروف: “الصاد، والذال، والثاء، والجيم، والشين، والسين، والزاي، والفاء، والضاد، والظاء”.
أحكام النون الساكنة والتنوين
تتوزع أحكام النون الساكنة والتنوين إلى أربعة، تم تناولها تفصيلاً في كتب التجويد. ومن هذه الأحكام، نستعرض بإيجاز الأحكام الثلاثة المتبقية:
- الإظهار
ويعني أن يُخرج القارئ الحرف المُظهر بشكلٍ صحيح ودون غنة، ويُعرف بالإظهار الحلقي أو الحقيقي، ويتكون من سبعة أحرف: “الهمزة، والهاء، والعين، والحاء، والغين، والخاء”. ومثال على ذلك قوله -تعالى-: (مِنْ أَجْرٍ).
- الإدغام
يتحقق الإدغام عندما يتماس حرف ساكن مع حرف متحرك، مما يجعلهما يتحدان ليصبحا حرفاً واحداً مشدداً. ويتضمن الإدغام ستة أحرف: “الياء، والنون، والراء، والميم، واللام، والواو”. كما تُقسم هذه الأحرف إلى قسمين بناءً على وجود الغنة أو عدم وجودها، ومثال على ذلك قوله -تعالى-: (مَن يَقُولُ).
- الإقلاب
يشير الإقلاب إلى قلب حرف مكان حرف آخر، حيث يتم تحويل النون الساكنة أو التنوين إلى ميم، وذلك عند الالتقاء مع حرف الباء، مع ضرورة الحفاظ على الغنة. ويقتصر الإقلاب على حرف واحد هو “الباء”، ومن الأمثلة عليه قوله -تعالى-: (سَمِيعٌ بَصِيرٌ).