يعتبر الحبل الشوكي واحدة من أهم النعم التي أنعم بها الله علينا، ولأهميته البالغة يتوجب علينا فهمه بشكل جيد حتى نتمكن من حمايته والحفاظ عليه من المخاطر التي قد تؤثر سلبًا على حياة الفرد.
تعريف الحبل الشوكي
لنبدأ بتعريف الحبل الشوكي: هو عبارة عن مجموعة من الأعصاب المسؤولة عن نقل الرسائل بين المخ والعضلات، ويتم حمايته عبر العمود الفقري. قد يتعرض لضغط في منطقة الظهر أو العنق.
تشمل الأعراض الشائعة للحبل الشوكي الشعور بالخدر والألم وضعف العضلات، وقد تتطور في بعض الحالات إلى الشلل. يمكن أن يكون الشلل إما نصفي، حيث يؤثر على الجزء السفلي من الجسم بما في ذلك الساقين، أو كلي، حيث يفقد الشخص الإحساس تمامًا في جميع أطرافه العليا والسفلى، وهذا النوع من الشلل قد لا يتوفر له علاج سريع وفعال.
أسباب انضغاط الحبل الشوكي
- وجود تجويف في العظام.
- إصابات العمود الفقري.
- بعض الأورام التي تضغط على الحبل الشوكي.
- أمراض العظام، خصوصًا تلك المتصلة بالغضاريف.
- مرض الرثياني.
- الالتهابات.
أعراض انضغاط الحبل الشوكي
توجد علامات معينة يجب ملاحظتها للتأكد من حدوث ضرر في الحبل الشوكي، ومنها:
- ألم حارق يمتد من الرقبة إلى الظهر أو أسفل الظهر.
- ألم حارق يمتد من الذراعين إلى الساقين.
- ضعف أو خدر في أحد الأطراف، سواء الذراع أو اليد أو الساق.
- فقدان الإحساس في القدمين.
- صعوبات في تنسيق حركة اليدين.
- هشاشة وضعف في عضلات القدم مما يؤدي إلى العرج.
- فقدان القدرة على الاستجابة الجنسية.
- فقدان التوازن أثناء المشي.
- تظهر متلازمة “ذيل الفرس” عند ضغط الحبل الشوكي في منطقة الفقرات القطنية، ويجب استدعاء الإسعاف فوريًا في حالة ظهور الأعراض التالية:
- خدر شديد بين الساقين أو خلفهما.
- ضعف وألم شديد في إحدى الساقين أو كليهما، مما يجعل المشي صعبًا.
- فقدان السيطرة على عمليات الإخراج، مما يؤدي إلى سلس البول أو البراز.
- فقدان الإحساس، فلا يستطيع الشخص الشعور بالجروح أو الحروق حتى بعد مرور وقت.
- تأثر الدورة الدموية، مما يؤدي إلى ما يسمى “الصدمة النخاعية”.
- أمراض تجلط الدم.
- مشاكل تنفسية.
- توتر وقلق عصبي.
تشخيص انضغاط الحبل الشوكي
- توجد عدة طرق لتشخيص انضغاط الحبل الشوكي:
- يبدأ الطبيب بالفحص السريري ويتبع الخطوات التالية:
- إجراء أشعة سينية بسيطة لتحديد وجود نتوءات عظمية على طول العمود الفقري (تسمى المهاميز)، مما يدل على وجود وضع غير سليم يُعرف بالجنف.
- استخدام أشعة الرنين المغناطيسي لتحديد الحالة.
- إجراء أشعة مملوءة بصبغة بعد حقن مادة صبغية في الحبل الشوكي.
- إجراء رسم وتخطيط كهربائي للعضلات.
علاج انضغاط الحبل الشوكي
تتنوع خيارات العلاج بين العلاج الفيزيائي والعلاج الدوائي، وفي الحالات الخطيرة قد يتطلب الأمر تدخلًا جراحيًا، مثل في حال متلازمة “ذيل الفرس”. تتضمن طرق العلاج ما يلي:
- حقن الستيرويد والأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، التي تساعد في تقليل التورم.
- العلاج الفيزيائي الذي يعزز القدرة على الاستجابة في المناطق المتضررة مثل العنق والظهر.
- استخدام دعامات للرقبة والظهر لتقوية العضلات.
- إجراء عمليات جراحية متنوعة مثل:
- إزالة النتوآت العظمية لتخفيف الضغط عن الحبل الشوكي وتوسيع المسافة بين الفقرات.
- إجراء جراحة دمج الفقرات.
هل يمكن الوقاية من انضغاط الحبل الشوكي؟
بعض أعراض انضغاط الحبل الشوكي لا يمكن الوقاية منها، ولكن يمكن تجنب الأعراض الناتجة عن التهاب العظام والمفاصل من خلال تعزيز قوة الظهر والعضلات عبر الخطوات التالية:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام للحفاظ على مرونة العمود الفقري.
- الجلوس بطريقة صحيحة للحفاظ على استقامة العمود الفقري.
- حمل الأثقال بطريقة صحيحة لتجنب إصابة فقرات الظهر.
- النوم على سرير متماسك لدعم الظهر بشكل مناسب.
- الحفاظ على وزن صحي من خلال نظام غذائي متوازن.
- في حالة الاشتباه بإصابة الحبل أو العمود الفقري، يجب:
- عدم تحريك الشخص لتجنب المزيد من الأذى.
- الحفاظ على استقرار الشخص.
- تثبيت الرأس من خلال وضع مناشف أو باليد.
- استدعاء خدمات الطوارئ لحماية المريض.
طرق التعامل مع المصابين بمشاكل الحبل الشوكي
تتطلب رعاية المرضى المشلولين بسبب مشاكل في الحبل الشوكي رعاية طبية خاصة لتجنب حدوث مضاعفات. يجب الأخذ في الاعتبار حاجة المريض وطرق التفاعل معه للحد من الأضرار، وتشمل الرعاية ما يلي:
قرحات الضغط:
تشمل خطوات الرعاية الفحص اليومي لجلد المريض، والحفاظ على نظافة الجلد وجفافه، وتغيير وضعه بشكل دوري. عند الحاجة، يمكن استخدام سرير خاص لتخفيف الضغط.
مشاكل البول:
إذا كان المريض غير قادر على الحركة، فإنه من الأفضل استخدام قسطرة بولية. يجب التأكد من التعقيم الجيد لتفادي العدوى.
الالتهابات الرئوية:
يمكن تدريب المريض على تمارين التنفس العميق لتقليل خطر الإصابة بالالتهابات الرئوية، ويجب وضعه في وضع مناسب لتسهيل التنفس.
جلطات الدم:
قد يُوصى باستخدام أدوية مضادة للتجلط مثل الهيبارين، سواء عن طريق الحقن أو بالأدوية الفموية.
مرشحات الوريد الأجوف السفلي:
تمثل هذه الطريقة وسيلة مهمة للوقاية من الانصمام الرئوي، حيث تمنع حدوث جلطات دموية تصل إلى القلب.
يحتاج الشخص الذي فقد قدرة الحركة بسبب حادث أو إصابة إلى دعم نفسي قوي، حيث يمكن أن يتعرض للاكتئاب أو فقدان الثقة بالنفس. يُعتبر التواصل مع مختصين في الاستشارات النفسية أمرًا ضروريًا لتقديم الدعم والمساعدة في التعامل مع التحديات، مما يمكّن المريض من التكيف مع حالته والعودة للمشاركة بفعالية في المجتمع.