تعتبر العلاج السلوكي لفرط الحركة وتشتت الانتباه منهجًا غير طبي مكملًا يستخدم لرعاية الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، ويُعرف هذا النوع من العلاج أيضًا باسم إدارة السلوك.
العلاج السلوكي للأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه
- اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه هو حالة مزمنة تؤثر على عدد كبير من الأطفال وقد تستمر حتى مرحلة البلوغ. يتضمن هذا الاضطراب مجموعة من المشاكل مثل فرط النشاط، الاندفاع، صعوبة التركيز، ومشكلات في العلاقات الاجتماعية.
- تشمل خيارات العلاج المتاحة للأشخاص الذين يعانون من الاضطراب مجموعة من الأدوية بالإضافة إلى العلاج السلوكي، بهدف التحكم في الأعراض وتحسين الأداء.
- تعتبر تقنيات العلاج السلوكي فعالة لأنها تساعد في تعزيز سلوك الأفراد وزيادة ضبط النفس لديهم وتعزيز احترام الذات.
- توجد نوعان من التدخلات السلوكية المختلفة لعلاج هذا الاضطراب:
- النمط الأول يركز على استراتيجيات للمساعدة على التنظيم، بينما يُركز النمط الثاني على تقليل السلوكيات المدمرة المحاطة بالصعوبات.
- يتوجه العلاج السلوكي نحو تصرفات الأفراد بدلاً من مشاعرهم، مما يساعدهم على التكيف مع الأماكن والأشخاص المهمين في حياتهم، مما يعزز من التصرفات الإيجابية ويقلل من السلوكيات غير المرغوب فيها.
الأسس التي يعتمد عليها العلاج السلوكي لفرط الحركة
- يرتكز العلاج السلوكي على مجموعة من النظريات الواضحة والمتوازنة التي تحاول فهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى تصرف الأطفال بطريقة مقبولة اجتماعيًا.
- إحدى هذه العوامل تكمن في رغبة الأطفال الكبيرة في إرضاء والديهم، فهم يحصلون على المتعة عندما يعبر الآباء عن فخرهم وسعادتهم بسلوكياتهم. ولذلك فإن العلاقة الإيجابية بين الوالدين والأطفال تعد محفزًا قويًا.
- تنعكس هذه الديناميات بشكل إيجابي على سلوك الأطفال، حيث يميلون أيضًا للسلوك المناسب لتجنب العواقب السلبية المترتبة على سلوكياتهم غير الملائمة.
الأهداف الأساسية للعلاج السلوكي
- تهدف استراتيجيات العلاج السلوكي إلى زيادة تكرار السلوكيات المقبولة من خلال تحفيز الأطفال على إرضاء والديهم، وضمان تحصيل نتائج إيجابية في حال تصرفهم بشكل مناسب.
- تسعى التقنيات العلاجية إلى تقليل النتائج السلبية الناتجة عن السلوكيات غير المناسبة التي يتعرض لها الأطفال، مما يوضح جوهر العلاج السلوكي ومبادئه الأساسية.
- يهدف البرنامج العلاجي إلى تعزيز السلوكيات الإيجابية واستبعاد السلوكيات غير المرغوب فيها، ويشمل:
- تدريب الوالدين على كيفية إدارة سلوك أطفالهم.
- تقديم العلاج اللازم لسلوك الأطفال.
- تنفيذ التدخل السلوكي في المدارس.
- يتضمن العلاج السلوكي لفرط الحركة ونقص الانتباه عدة جوانب سيتم توضيحها فيما بعد.
برامج تدريب الوالدين على العلاج السلوكي
- يوصى الخبراء بتدريب أولياء الأمور للأطفال دون سن الثانية عشرة على تقنيات العلاج السلوكي، لتعريفهم بالاستراتيجيات اللازمة لدعم أبناءهم الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه.
- تتوفر برامج التدريب السلوكي لتعزيز المهارات لدى الآباء بهدف تعليمهم كيفية التحكم في سلوكيات أطفالهم وتعزيز الثقة في قدرتهم على المساعدة.
- تُنفذ هذه البرامج لمجموعات من 10 إلى 20 من أولياء الأمور، حيث تتراوح عدد الجلسات بين 10 و16 جلسة، مدة كل منها ساعتين.
تطبيق العلاج السلوكي للأطفال
- تقديم الدعم من الآباء ومقدمي الرعاية للسيطرة على سلوك الأطفال عبر نظام المكافآت لتعزيز قدرة الأطفال على إدارة أعراض فرط الحركة والتشتت.
- على سبيل المثال، قد يتم تشجيع الطفل على تناول طعامه ومن ثم مكافأته على تصرفه الجيد.
- يتم تشجيع الأطفال ومكافأتهم على تقدمهم الأكاديمي السريع.
التدريب على المهارات الاجتماعية
- تعد تقنيات تعزيز المهارات الاجتماعية إحدى أساليب العلاج السلوكي لفرط الحركة ونقص الانتباه، حيث يتضمن ذلك إشراك الأطفال في تمثيل الأدوار والتفاعل في مواقف اجتماعية لفهم تأثير سلوكهم على الآخرين.
- يُعرف العلاج السلوكي المعرفي بأنه طريقة حديثة تساعد في معالجة المشكلات من خلال تغيير نمط التفكير والسلوك، مما يساعد على تعديل كيفية شعور الأطفال تجاه المواقف المختلفة.
كيفية تصميم خطة العلاج السلوكي
- تعتبر عملية تصميم خطة سلوكية فعالة وتنفيذها أمرًا معقدًا، حيث يحتاج الآباء عادةً إلى الدعم المتخصص لضمان نجاح الخطة.
- رغم أن تفاصيل كل خطة يجب أن تتكيف مع احتياجات كل طفل وعائلة على حدة، فإن هناك بعض المبادئ العامة التي يجب أخذها بعين الاعتبار:
- حدد السلوكيات المحددة التي تتوقع من طفلك القيام بها للحصول على المكافآت، والتأكد من وضوح هذه التوقعات لدى الطفل.
- على سبيل المثال، عبارة “استمع لما أقوله” قد تكون غير واضحة، بينما “التقط ألعابك وضعها في مكانها عندما تُطلب منك” تكون أكثر تحديدًا.
- تأكد من أن توقعاتك من الطفل تتماشى مع سنه وامكانياته، حيث يعد فرض توقعات غير ملائمة للسن سببًا لفشل الطفل في تحقيق أهدافه.
- من الجيد دوماً التفكير في مدى واقعية توقعاتك وإعادة تقييمها بحسب عمر الطفل.
- على سبيل المثال، قد تكون معاقبة طفل في الخامسة من عمره لعدم قدرته على الجلوس بهدوء على الطاولة لمدة ساعة أمرًا غير عادل لأنه ببساطة لا يستطيع ذلك.
استراتيجيات دعم السلوك
- يجب أن تؤخذ أعمار الأطفال في الاعتبار عند وضع توقعات السلوك والنهج، خاصةً للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه.
- تجنب محاولة معالجة أكثر من جانب واحد في آن واحد.
- قم بإعطاء الفرصة للأطفال لاختيار أنواع المكافآت التي يرغبون فيها، مما يزيد من اهتمامهم وتفاعلهم مع البرنامج.
- احرص على خلق إحساس بالتعاون مع الطفل بدلاً من تقديم المساعدة له فقط.
- تصميم البرنامج ليمنح الطفل فرصة لتحقيق النجاح في البداية.
- من الضروري أن يشعر الطفل بالنجاح في البداية، مما يعزز الدافع لديه، وبعد تحسن سلوك الطفل، يمكنك زيادة مستوى المعايير تدريجيًا للحصول على المكافآت.
- تنويع المكافآت بين الاجتماعية والأخلاقية (مثل المدح) بالإضافة إلى المكافآت المادية الأخرى يعتبر نوعًا جيدًا لزيادة رغبة الطفل في إرضائك وإقامة مشاعر إيجابية بينكم.
- كن ثابتًا في تطبيق هذه الاستراتيجيات، حيث إن استمرار التطبيق وتقديم المكافآت عند الحاجة ضروري لنجاح البرنامج.
- غالبًا ما يكون من الأفضل التركيز على بعض القضايا المهمة بدلاً من محاولة معالجة جميع القضايا دفعة واحدة، لذا كن دقيقًا واختَر تحدياتك بعناية.
استراتيجية العلاج السلوكي للأطفال المصابين بفرط الحركة وتشتت الانتباه
- قضاء الوقت مع الطفل، وتقديم تشجيع إيجابي وفرض عواقب سلبية عند الاقتضاء لتعزيز السلوك الجيد يُعد من الطرق الفعّالة للعمل مع جميع الأطفال.
- على الرغم من أن المبادئ الأساسية هي نفسها للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه، إلا أنها تُطبق بشكل مشابه مع الأطفال الآخرين.
العوامل الأساسية المرتبطة باضطراب فرط الحركة
توجد العديد من العوامل المميزة لاضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه تتطلب تعديلات محددة في توجه الطفل. إليك بعض هذه التعديلات:
- الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه غالبًا ما يحتاجون إلى تغذية راجعة متكررة حول أدائهم لدعمهم في تحقيق توقعات آبائهم أو معلميهم.
- أظهرت الأبحاث أن هؤلاء الأطفال يحققون أداءً أفضل عند مناقشة أدائهم بشكل منتظم.
- إذا كان السلوك المستهدف هو “اتباع التعليمات”، فإنه يُفضل إرشاد الطفل بالتعليقات حول مدى جودة أدائه.
- تُعتبر ردود الفعل المستمرة أمرًا ضروريًا لتحقيق فعالية البرامج السلوكية مع الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة.
- من الأفضل للأطفال الذين يعانون من فرط الحركة ونقص الانتباه وضع أهداف قصيرة المدى مقارنة بالأهداف طويلة الأمد.
- بالإضافة إلى ذلك، يحتاج الأطفال إلى فترات زمنية أقصر بين الفرص لكسب المكافآت.
- على سبيل المثال، وعد الطفل بمكافأة نهاية الأسبوع قد يكون طويل الأمد بالنسبة له، في حين أن المكافآت اليومية قد تكون أكثر فعالية.
- يمكن استخدام نظام نقاط أو رموز (مثل “العملات المعدنية”) للكسب مقابل أكثر من مكافأة ملموسة مثل المزيد من وقت اللعب أو مشاهدة التلفزيون.
- تكون هذه المكافآت أكثر جذبًا للطفل بما أن المكافآت مرتبطة بأنشطة يرغب في القيام بها.
احتياجات الأطفال المصابين بفرط الحركة
- الأطفال الذين يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه بحاجة إلى تذكيرات مستمرة بما يتوقع منهم تحقيقه وبما سيجنونه عند التزامهم بهذه التوقعات.
- لكي تكون هذه التوجهات فعّالة، ينبغي توضيحها بشكل دائم في ذهن الطفل، حيث أن الأطفال الذين ينسون أهدافهم والسلوكيات المطلوبة يميلون إلى الفشل في تحقيقها.
- لذا فإن التذكير بالأهداف والمكافآت يُعتبر جزءًا حيويًا من العملية التربوية، من خلال تقديم تغذية راجعة مباشرة للطفل حول أداءه.
- غالبًا ما يتطلب الطفل المصاب بفرط الحركة تعديلات مستمرة على البرنامج للحفاظ على اهتمامه وتحفيزه.
- من الشائع أن يبدأ الطفل بداية ممتازة ثم يفقد اهتمامه بالمكافآت، لذا يُعتبر تغيير البرنامج بأسلوب يجعله يشعر بالتجديد هو أحد أفضل الحلول.
- يمكن تقديم مكافآت متغيرة مثل مزيد من الوقت لمشاهدة التلفزيون في يوم والتزام آخر في يوم آخر.
- إذا كان لديك نظام مكافآات رمزية مثل العملات المعدنية، يمكنك تغييرها بشكل دائم، وكن مبتكرًا في ذلك، مع الأخذ بعين الاعتبار عمر الطفل واهتماماته.
- كل هذا بالطبع يتطلب وقتًا وجهدًا كبيرين من الآباء، لكنه يقود إلى تحفيز فعال للاستمرار في تطوير سلوكيات إيجابية.
