هل تُفرض زكاة الفطر على الجنين؟ عندما يُرزَق المسلم بمولود جديد في الأيام المباركة لشهر رمضان، وبالتحديد في آخر يوم من الشهر، يكثر التساؤل حول واجب زكاة الفطر وما إذا كان الجنين ملزمًا بها أم لا. وهذه الاستفسارات تعكس اهتمام المسلمين بدينهم وحرصهم على آخرتهم. من خلال هذا المقال، سنقوم بتوضيح مسألة فرض زكاة الفطر على الجنين.
هل تُفرض زكاة الفطر على الجنين؟
يجب إخراج زكاة الفطر قبل غروب شمس اليوم الأخير من رمضان. ومع ذلك، إذا غربت الشمس والجنين لا يزال في بطن أمه، فلا يُلزم بإخراج الزكاة عنه. هذه القاعدة مستندة إلى اجماع فقهاء المذاهب الأربعة، بما في ذلك الحنابلة والشافعية والمالكية. السبب في ذلك هو أن الجنين كان في بطن أمه عند وجوب تقديم الزكاة، وبالتالي لا تُفرض عليه زكاة.
وقد استند العلماء إلى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال: “فرَضَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ زَكاةَ الفِطرِ طُهرةً للصائمِ منَ اللغْوِ والرفَثِ، وطُعْمةً للمَساكينِ. مَن أدَّاها قبلَ الصلاةِ، فهي زَكاةٌ مَقْبولةٌ، ومَن أدَّاها بعدَ الصلاةِ، فهي صَدَقةٌ منَ الصدَقاتِ”. [الراوي: عبد الله بن عباس] [المحدث: شعيب الأرناؤوط].
يفسر العلماء هذا الحديث بأن زكاة الفطر تُفرض عند غروب شمس اليوم الأخير من رمضان، حيث تشير الإضافة في الحديث إلى أن الزكاة مرتبطة بشكل خاص بهذا الوقت. وبالتالي، من وُلِد بعد غروب الشمس في اليوم الأخير من رمضان، لا يُلزم بإخراج الزكاة عنه.
زكاة الفطر
تم تشريع زكاة الفطر في السنة الثانية من الهجرة، وهي السنة نفسها التي فُرض فيها الصيام. الغرض الأساسي من فرض زكاة الفطر هو تعويض النقص الذي قد ينجم عن الصيام. كما ورد في الحديث: “طُهرةً للصائمِ منَ اللغْوِ والرفَثِ”. تُعتبر زكاة الفطر مشابهة لسجود السهو الذي يعوض عن نقصان الصلاة. وهناك شرطين أساسيين لوجوب زكاة الفطر، وهما:
- أن تكون الزكاة زائدة عن حاجة الشخص وأسرته، وأن يتوفر في المنزل ما يكفي للضروريات.
- يجب على الوالد إخراج زكاة الفطر عن أولاده الصغار، سواء كانت من ماله الخاص أو إذا كان لديهم مال كافٍ مخصص له.
ما هو الوقت المناسب لإخراج زكاة الفطر؟
تجب زكاة الفطر عند غروب الشمس في ليلة عيد الفطر. وعندما يتوجب إخراج الزكاة، إذا توفي الشخص قبل الغروب، فإن الزكاة لا تُفرض عليه. بينما إذا توفي بعد الغروب، يجب إخراج الزكاة عنه. وبالنسبة لمن وُلِد بعد الغروب، فلا يُلزم بإخراج زكاة الفطر عنه.
الوقت المفضل لإخراج زكاة الفطر هو صباح العيد قبل صلاة العيد. كما جاء في الحديث الشريف: “نُخْرِجُ في عَهْدِ رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَوْمَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، وكانَ طَعَامَنَا الشَّعِيرُ والزَّبِيبُ والأقِطُ والتَّمْرُ”. [الراوي: أبو سعيد] [المحدث: البخاري].
يجوز إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، ولكن يجب عدم تأخيرها عن صلاة العيد إلا لعذر. فإن تأخيرها بدون عذر قد يؤدي إلى عدم قبولها، كما ورد في الحديث الشريف: “من أدَّاها قبلَ الصلاةِ فهي زكاةٌ مقبولةٌ، ومن أدَّاها بعدَ الصلاةِ فهي صدقةٌ من الصدقاتِ” [الراوي: عبد الله بن عباس] [المحدث: الألباني].
في الختام، تناولنا في هذا المقال موضوع زكاة الفطر وما إذا كانت تُفرض على الجنين، بالإضافة إلى تناول مفهوم زكاة الفطر، ووقت وجوب إخراجها، والأوقات غير المستحبة لإخراجها.