تحذير من الاحتفال بقدوم السنة الميلادية الجديدة

يعتبر التحذير من الاحتفال برأس السنة الميلادية من المواضيع المحورية التي تثير حيرة الكثيرين، خاصة من جهة المسلمين، حول مشروعية هذا الاحتفال. سنقوم في هذه المقالة بالإجابة على هذه التساؤلات ونستعرض الآراء المتعلقة بها.

حكم الاحتفال بعيد رأس السنة الميلادية

  • الاحتفال برأس السنة الميلادية، والذي يُعرف أيضًا بعيد الميلاد، ليس له أسس في الكتاب الكريم أو السنة النبوية.
  • لم يحتفل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بمثل هذه المناسبات، وفي هذا السياق، ذكر النبي صلى الله عليه وسلم:
  • (مَن تشبَّه بقومٍ فهو منهم). (أبو داود)
  • وفي رواية أخرى عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
    • (ليس منا من تشبه بغيرنا؛ لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى).
  • وأشار الإمام أحمد رحمة الله عليه إلى أن هذا الحديث يدل على عدم جواز تشبه المسلمين بغيرهم من الأديان في احتفالاتهم، حيث أن الأعياد المعترف بها في الإسلام هي عيد الفطر وعيد الأضحى فقط.
  • ورد في قوله تعالى في سورة المائدة، الآية 51: (ومن يتولهم منكم فإنه منهم).
  • يعتبر علماء الدين أن التشبه بغير المسلمين يُعد تراجعًا في منزلة المسلم، لأن مكانته أعلى، ولا ينبغي له استبدال كل ما هو أدنى بما هو أفضل له.
  • هذا النوع من الاحتفال يمثل إهانة للإسلام، حيث يعد من الأمور التي لم يُشرع لها ديننا الحنيف، وهو أيضًا إنكار لنعمة الله تعالى في توجيهنا نحو الطريق المستقيم.
  • وورد عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
    • (قدم رسول الله المدينة وكان لهم يومان يلعبون فيهما. فسأل: ما هذان اليومان؟ فقالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر). (أبو داود)
  • لذلك، يُعتبر المسلمون ملزمين بعدم الاحتفال برأس السنة الميلادية، حيث لم يُشرع هذا الأمر في دينهم، ولا هو مذكور في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أو صحابته.

التحذير من الاحتفال برأس السنة الميلادية بالأدلة

  • وردت في القرآن الكريم العديد من الآيات التي تدل على تحريم الاحتفال بأعياد غير أعياد المسلمين، والتقليد في الأمور غير الدينية.
    • وقد تحذرت هذه الآيات من الاحتفال برأس السنة الميلادية وأوجه أخرى لا تتماشى مع الشرع والسنة، ومن الآيات التي تدل على ذلك هي:
  • في سورة البقرة، الآية 150 قال تعالى: (ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم).
  • وفي سورة البقرة، الآية 109 قال سبحانه: (ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارًا حسدًا من عند أنفسهم).
  • كما جاء في سورة الممتحنة: (إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون).
  • وفي سورة النساء، الآية 89 قال تعالى: (ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء).
  • أمرنا الله سبحانه وتعالى باتباع ما أنزل على عباده، كما قال في سورة الأعراف، الآية 3: (واتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء).
  • وفي سورة الحشر، الآية 19: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم أولئك هم الفاسقون).

للمزيد من المعلومات، يمكنكم الاطلاع على:

عواقب التشبه بغير المسلمين

  • يجب على المسلمين إدراك أن الأمور الغير موجودة في الدين الإسلامي ينبغي الابتعاد عنها.
    • مثل الاحتفال بأعياد غير المسلمين أو المناسبات التي لم يأمرنا بها الدين.
  • يعتبر هذا النوع من الاحتفال تشبهًا بغير المسلمين والكفار، ويصنف كابتداع في الدين.
    • من الضروري معارضة مثل هذه الأمور الغير مرتبطة بالعقيدة.
  • واحدة من المظاهر التي تشبه بها بعض المسلمين هي الاحتفال برأس السنة الهجرية.
    • بعض الدول الإسلامية تمنح إجازة لمدة 3 أيام احتفالًا بذلك.
  • هذا الأمر غير مذكور في الأحاديث الصحيحة أو سيرة النبي وصحابته، وإنما هو تقليد للاحتفال برأس السنة الميلادية.
  • قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (قدم النبي المدينة وكان لهم يومان يلعبون فيهما. فقال: ما هذان اليومان؟ فقالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية. فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-: إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر).
  • لذا يجب أن نتبع النبي والسلف الصالح في عدم الاحتفال إلا بالمناسبات التي أمر بها ديننا كعيد الفطر وعيد الأضحى.
  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم)، قيل: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن؟!).
  • نتيجة هذا الأمر هي الغضب من الله وهكذا يعاقب الإنسان في الدنيا والآخرة.
  • أيضًا، عدم اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم يمثل خروجًا عن الطريق المستقيم.
    • وهو ينفي الشفاعة من الرسول الكريم.
  • وتحتوي احتفالات هذه الأعياد على العديد من الكبائر التي قد تؤدي إلى العذاب والشرك وبُعد عن طريق الله عز وجل.

أقوال العلماء حول الاحتفال برأس السنة الميلادية

الشيخ ابن عثيمين:

  • ذكر الشيخ ابن عثيمين رحمة الله عليه أن الاحتفال برأس السنة الميلادية لا يتماشى مع دين الإسلام.
  • أوضح أن مثل هذه المناسبات الدينية أو الاجتماعية الخاصة بغير المسلمين قد تناقض تعاليم الإسلام، ومن الواجب على المسلمين الالتزام بتعاليم دينهم والابتعاد عن الاحتفالات غير الإسلامية.

الشيخ عبد العزيز بن باز:

  • أشار الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله إلى أن الاحتفال برأس السنة الميلادية يُعتبر تقليدًا للأعياد غير الإسلامية، وأنه ليس من السنة النبوية.
  • أكد أنه لا يجوز للمسلمين الاحتفال بهذه المناسبات، ويتعين عليهم الالتزام بأعياد الإسلام المشروعة مثل عيد الفطر وعيد الأضحى.

الشيخ محمد صالح المنجد:

  • أشار الشيخ محمد صالح المنجد إلى أن الاحتفال برأس السنة الميلادية هو من طقوس غير المسلمين، وأنه من الأفضل للمسلمين تجنب هذا الاحتفال والتمسك بالأعياد الإسلامية.
  • وبيّن أن مثل هذه الاحتفالات قد تؤدي إلى تداخل مع العقيدة الإسلامية وقد تكون بداية لممارسات غير إسلامية.

الشيخ أبو بكر جابر الجزائري:

  • قال الشيخ أبو بكر جابر الجزائري إن الاحتفال برأس السنة الميلادية ليس من دين الإسلام، وأن على المسلمين تجنب الانخراط في هذه الاحتفالات.
  • كما وبين أن على المسلمين الالتزام بما جاء في القرآن والسنة وعدم التبعية لغير المسلمين في ممارساتهم الدينية والاجتماعية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *