التعبير عن الهوية
تتيح الكتابة للإنسان إمكانية تقديم صورة عن ذاته للآخرين، بما في ذلك مشاعره ومهاراته، مما يعزز بلا شك الأنا الشخصية لديه. تعتبر الكتابة إحدى وسائل التعبير عن الذات، كما أن الطبيعة الدائمة التي تتمتع بها الوثائق والمستندات المكتوبة تلبي رغبة الكثيرين في الخلود بعد وفاتهم. إذ تمثل أفكارهم وسيلة لتخليد ذاتهم عبر الأجيال القادمة. يحمل العديد من الأفراد في قلوبهم شغفاً لإصلاح الأرض وتحسين جودة الحياة، مما يجعل الكتابة حرفة متخصصة لنشر أفكارهم وآرائهم بهدف إعادة تنظيم العالم وفق رؤيتهم الخاصة.
تعزيز مهارات التفكير
تتطلب الكتابة بأنواعها وأغراضها المتعددة القيام بعمليات عقلية معقدة، مما يستوجب تفعيل كلا نصفي الدماغ الأيمن والأيسر لإعادة صياغة التجارب والمشاعر المطلوبة ليتمكن شخص آخر من قراءتها وفهمها. سواء كان الشخص طفلاً أو بالغاً، فإن إتقان مهارة الكتابة يوفر له عدة فوائد، منها:
- تحسين القدرة على حل المشكلات وتعزيز التفكير النقدي.
- تطوير استراتيجيات تنظيمية متنوعة تتناسب مع نوع وهدف المادة المراد كتابتها.
- بناء مهارات البحث العلمي والمنطقي، من خلال جمع المعلومات وتقييمها، والمقارنة والتمييز بينها، مما يسهم في رفع مستوى الثقة والقدرة على اتخاذ القرارات.
نقل وتدوين المعرفة
يعتبر اختراع الكتابة من أعظم الإنجازات الإنسانية عبر العصور، حيث أسست جسراً لنقل المعارف المتراكمة، مما يتيح للمتعلمين الاستفادة من خبرات السابقين وحكمتهم، والاطلاع على ثقافات متنوعة. تعد الكتابة وسيلة ثابتة ودائمة لحفظ وأرشفة المعلومات والخبرات التي تملكها، وبالمقارنة مع وسائل التواصل الأخرى، يتيح تدوين الأفكار ومراجعتها للكاتب الوقت والمساحة اللازمة لإعادة ترتيب المحتوى بشكل أفضل. بينما يتعذر على الشخص تعديل أفكاره عند التعبير عنها شفويًا، حيث أن الكلمات التي ينطق بها تفقد مرونتها قبل أن تصل إلى السامع.