أنواع التلغراف
يُعتبر التلغراف واحدًا من الأجهزة التقليدية التي تعود إلى قرون سابقة، حيث كان يُستخدم في نقل المعلومات عبر الأسلاك أو بواسطة موجات الراديو. يُعرف التلغراف كجهاز يقوم بإرسال المعلومات بين المواقع على شكل إشارات مشفرة، وتوجد عدة أنواع من التلغراف تختلف وفقًا لمكوناته والأهداف من استخدامه. فيما يلي نستعرض أنواع التلغراف المختلفة:
التلغراف البصري (نظام السيمافور)
تم تطوير جهاز التلغراف البصري في عام 1792م على يد الأخوين الفرنسيين تشابي، حيث يُعتبر كلود تشابي هو المخترع الرئيسي، وقد أطلق على جهازه اسم “تاشيغراف”، مما يعني الجهاز الذي يكتب بسرعات عالية، لكن في النهاية استقر الاسم على “التلغراف” الذي يعني الجهاز المخصص لنقل الكتابات عن بُعد. استخدم الجيش الفرنسي نظام سيمافور للتنسيق أثناء المعارك، مما ساهم في تسريع عملية توصيل الرسائل على مسافات طويلة.
نالت تقنية السيمافور شعبية كبيرة في فرنسا خلال القرن التاسع عشر، حيث تجاوز طول الشبكة أكثر من 5000 كم متضمنة 534 محطة. وفي عام 1795م، تم تطوير تلغراف بصري جديد على يد العالم جورج موراي في إنجلترا، الذي عُرف باستخدامه الواسع مقارنة بنظام سيمافور الفرنسي، وكان له تأثير ملموس في كل من إنجلترا والولايات المتحدة، لكن تم استبداله بنظام التلغراف الكهربائي في عام 1852م.
التلغراف الكهربائي
أسهم التقدم الملحوظ في مجال الكهرباء واختراع الخلية الفولتية في عام 1800م في تطوير النماذج الأولية للتلغراف الكهربائي، والتي لم تكن ناجحة بشكل كامل بسبب الكلفة العالية لأسلاك النقل، إضافةً إلى الأحوال الجوية غير المستقرة التي أثرت على موثوقية استخدامه ومدى تغطيته. ومع ذلك، أسهم اكتشاف علم الكهرومغناطيسية في معالجة هذه المشكلات.
في عام 1837، تم تسجيل براءة اختراع لتلغرافيين عمليين على يد المخترعين البريطانيين السير ويليام فوثرغيل كوك والسير تشارلز ويتستون في الوقت ذاته. كما حصل صموئيل ف. مورس، الأستاذ في جامعة نيويورك، على براءة اختراع التلغراف الكهرومغناطيسي، وبالتعاون مع العالم ألفريد فيل، تم إجراء تحسينات ملحوظة على التصميم الميكانيكي لكافة أجزاء نظام مورس، متضمنًا تطوير شيفرة مورس التي تُنتج سلاسل أقصر للحروف الأكثر شيوعًا.
تلغراف السكك الحديدية
تلغراف السكك الحديدية هو جهاز يُستخدم في نقل المعلومات بين القطارات باستخدام الكهرباء الساكنة. في عام 1885م، قام جرانفيل وودز بتطوير ما يُعرف بتلغراف السكك الحديدية، حيث اعتمد على نمطين لنقل الرسائل، إما الصوت أو شيفرة مورس. وبعد عامين، في 1887م، ابتكر وودز ما يُسمى بالتلغراف التعريفي، الذي يعتمد على الكهرباء الساكنة الناتجة من خطوط التلغراف القريبة من مسارات القطارات لإرسال الرسائل بين القطارات والمحطات.
التلغراف اللاسلكي
بدأت التجارب الأولى لصنع التلغراف اللاسلكي على يد العالم غولييلمو ماركوني في إنجلترا في عام 1895م، حيث قدم بالبداية نموذجه الأولي لمكتب البريد البريطاني عام 1896م. حصل ماركوني على براءة الاختراع البريطانية عام 1897م، مع ما يعادلها في الولايات المتحدة. في روسيا، قدم العالم ألكسندر بوبوف نظامًا لاسلكيًا مشابهًا لتلغراف ماركوني في نفس العام، حيث احتوى هذا التلغراف على العناصر الأساسية المتمثلة في المُرسل، المستقبل، والوسيط الناقل للإشارات.