أين يقع الحجر الأسود ومكانته الدينية؟

موقع الحجر الأسود

الحجر الأسود هو صخرة ذات لون يميل إلى السواد، تتميّز بشكل بيضاوي شبه منتظم، ويقع في الجزء الجنوبي الشرقي من الكعبة المشرفة. يُعتبر هذا الحجر أصلاً من الجنة، حيث كان لونه أبيض قبل أن ينزل الله به إلى الأرض، وقد اكتسب لونَه الحالي نتيجة ذنوب البشر وخطاياهم. وفقًا لما رواه ابن عباس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال: (نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشد بياضًا من اللبن فسودته خطايا بني آدم).

تاريخ وضع الحجر الأسود في موضعه

في زمن الجاهلية، كانت هناك امرأة تقوم بتجمير النار بالقرب من الكعبة، مما أدى إلى احتراقها. بعد فترة، شهدت الكعبة سيلًا قويًا تسبّب في هدم بعض أجزائها. في العام الثامن عشر قبل الهجرة، قامت قبيلة قريش بإعادة بناء الكعبة، حيث حرصت على أن يكون بناؤها من الكسب الطيب الحلال، بعيدا عن المحرمات مثل الربا وأكل أموال الآخرين بالباطل.

تعاون الجميع في بناء الكعبة حجرًا فوق حجر، وشارك في هذا العمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل أن يُبعث بخمس سنوات. وعندما وصلوا إلى الحجر الأسود، نشبت نزاعات بين القبائل حول من يتحمل شرف وضعه. بعد مناقشات، قرروا أن يكون أول من يدخل من باب بني شيبة -المعروف حاليًا بباب السلام- هو من سيحدد الأمر.

دخل النبي محمد ابن عبد الله من الباب، فقالوا: “أتاكم الأمين”، فعُهد إليه بهذا الشرف. أحضر ثوبًا وضع فيه الحجر، وسمح لجميع القبائل بمسكه من الطرفين، ليتمكن الجميع من المشاركة في شرف وضع الحجر الأسود، ورغم ذلك واجهتهم صعوبة في تأمين الحجر خلال أعمال البناء المتبقية.

بعد ذلك، تم وضع قواعد إبراهيم، وأُحيط مكان البناء بالحجر، ثم أُسس الباب بحيث يكون مرتفعًا لا يسمح بدخول أي شخص دون إذن، حيث كان من أراد دخوله يُسمح له، ومن لم يُرد كان بإمكانه الوصول إلى الباب ودفعه.

خصائص الحجر الأسود

الحجر الأسود يقع في الجانب الجنوبي الشرقي من الكعبة، ويُقارب حجمه حجم الذراع. هو جزء أصيل من بناء الكعبة، ولا يظهر منه سوى قمته، التي أصبح لونها أسود نتيجة أخطاء البشر، بينما لا يزال باقي الحجر محتفظًا بلونه الأبيض كما كان عند نزوله.

وصف النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- الحجر الأسود بأنه ياقوتة من الجنة، فقال: (الركن والمقام ياقوتتان من يواقيت الجنة ولولا أن الله طمس على نورهما لأضاءتا ما بين المشرق والمغرب).

وقد وصفه الله بأنه يمينه في الأرض، يصافح به عباده، كما جاء في حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- حيث قال: (إن هذا الركن يمين الله عز وجل في الأرض، يصافح به عباده مصافحة الرجل أخاه).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *