يُعتبر هبوط القلب لدى الأطفال حالة تنجم عن عدم قدرة القلب على ضخ كميات كافية من الدم إلى مختلف أنحاء الجسم، مما يؤدي إلى مضاعفات قد تؤثر بشكل كبير على صحة القلب. تتعدد الأسباب والأعراض المتعلقة بهبوط القلب، كما توجد طرق علاج مختلفة تعتمد على طبيعة الحالة. في هذا المقال، نستعرض أسباب هبوط القلب عند الأطفال، أهم أعراضه، مضاعفاته، وطرق العلاج المتاحة.
هبوط القلب عند الأطفال
يعرف هبوط القلب بأنه الحالة التي يفشل فيها القلب في ضخ كميات كافية من الدم اللازمة للعمليات الحيوية في الجسم، مما ينتج عنه مشكلات رئيسية بالقلب وقد يترافق مع مضاعفات خطيرة. ولذلك، يُعتبر التعاقب السريع مع التدخل الطبي أمرًا بالغ الأهمية.
أسباب هبوط القلب عند الأطفال
يُعتبر العيب القلبي الخلقي أحد أبرز أسباب هبوط القلب لدى الأطفال، حيث يتضمن ذلك وجود ثقب في الحجاب بين البطينين أو وجود قناة شريانية مفتوحة بين الشريان الأبهر والشريان الرئوي، بالإضافة إلى أمراض خلقية أخرى. في المقابل، تُساهم التهابات القلب، مثل التهاب الصمامات أو التهاب عضلة القلب، في تدهور وظيفة القلب وضعفه. كما تلعب بعض الأمراض الوراثية والأمراض الأيضية وأمراض الغدد، مثل ارتفاع مستوى هرمون الغدة الدرقية وارتفاع ضغط الدم، دورًا في ظهور هبوط القلب لدى الأطفال، بالإضافة إلى فقر الدم الشديد واضطرابات في سرعة دقات القلب.
أهم أعراض هبوط القلب عند الأطفال
تظهر على الأطفال المصابين بهبوط القلب عدة أعراض، وتتمثل في:
1- أعراض هبوط القلب خلال الرضاعة والتغذية
- فقدان الشهية والقيء.
- عدم كسب الوزن.
- صعوبة في الرضاعة أو تناول الطعام، حيث قد يتناول الطفل كميات أكبر من المعتاد.
- سرعة التعب أثناء الرضاعة حتى مع كميات قليلة.
- الخمول وزيادة النوم.
2- أعراض بدنية تشمل:
- صعوبة في التنفس وزيادة سرعته.
- التعرق المفرط.
- انتفاخ البطن.
- قلة التبول.
- احمرار أو تغيير لون الجلد إلى الأزرق أو الرمادي، خصوصًا في الأيدي والأقدام.
- برودة الأطراف.
مضاعفات هبوط القلب عند الأطفال
يمكن أن تسفر عدم قدرة القلب على ضخ الدم بشكل كافٍ عن مضاعفات خطيرة، والتي تعتمد على الجزء المصاب من القلب. وتشمل هذه المضاعفات ما يلي:
1- الجانب الأيسر من القلب
يتولى الجانب الأيسر من القلب مسؤولية ضخ الدم المؤكسج من الرئتين إلى الجسم عبر الشريان الأورطي. في حالة عدم كفاءة البطين الأيسر، يمكن أن يتجمع الدم في الرئتين، مما يؤدي إلى صعوبة تنفس الطفل واحتقان الرئتين، مما يؤثر سلبًا على قدرة الجسم على أكسجة الدم.
2- الجانب الأيمن من القلب
يستقبل الجانب الأيمن من القلب الدم غير المؤكسج من الجسم عن طريق الأوردة. في حال وجود ضعف في قدرة البطين الأيمن، يمكن أن يحدث تجمع للسوائل في الأغشية، مما يؤدي إلى تورّم الأعضاء الحيوية مثل الكبد، ويظهر أيضًا التورم حول العينين والبطن واليدين والقدمين.
علاج هبوط القلب عند الأطفال
ينقسم علاج هبوط القلب لدى الأطفال إلى ثلاثة أبعاد رئيسية تشمل العلاجات الدوائية والجراحية:
1- العلاج الدوائي يتضمن:
- استخدام مدرات البول لإزالة السوائل المتجمعة في أنسجة الجسم والرئتين.
- الأدوية الموسعة للشرايين لتحسين تدفق الدم لجميع أعضاء الجسم.
- الأدوية التي تحتوي على مادة الديجوكسين، والتي تُساعد في تقليل سرعة نبضات القلب وتعزيز ضخ الدم.
2- العلاج الجراحي
يُعتبر العلاج الجراحي خيارًا متاحًا إذا كان هبوط القلب ناتجًا عن عيب خلقي يمكن تصحيحه جراحيًا. ومع ذلك، إذا كانت حالة الطفل قد وصلت إلى مرحلة متقدمة من ارتفاع ضغط الدم الرئوي، قد يكون التدخل الجراحي خطرًا وغير مفيد.
في الختام، من المهم معرفة الأسباب والأعراض المتعلقة بهبوط القلب لدى الأطفال وكذلك المضاعفات المحتملة، مما يساعد في الاكتشاف المبكر لحالة الطفل واختيار العلاج المناسب له.