الصرع النفسي لدى الأطفال وعلاجه. كلمة “الصرع” تعود إلى أصل يوناني قديم تشير إلى مجموعة من الأمراض العصبية المزمنة، ولذلك تُعرف الحالة بنوبة صرع. ويمثل الصرع النفسي أحد أبرز الأنواع التي يمكن أن تصيب الأطفال.
تتسبب هذه الحالة بشكل عام في اضطرابات خارجة عن المألوف، وقد تؤدي إلى أعراض شديدة. يُظهر واحد من كل أربعة مرضى أفكارًا انتحارية، بينما يعاني نصف هؤلاء المرضى من ضعف في الانتباه والقدرات الإدراكية.
الصرع النفسي لدى الأطفال وعلاجه
- تشمل الاضطرابات النفسية الشائعة مثل اضطرابات المزاج والقلق والتوتر، بالإضافة إلى الأمراض الذهنية.
- يُعتبر مرض نقص الانتباه وفرط الحركة والتوحد من الأمراض التي غالبًا ما تصاحب الصرع لدى الأطفال.
شاهد أيضًا:
أنواع الصرع
تتعدد أنواع الصرع وتعتمد على مجموعة من العوامل التي تشمل:
- أسباب غير معروفة، حيث قد تبدأ النوبات في سن المراهقة أو الطفولة، وقد يكون هناك عوامل وراثية.
- موقع البؤرة الصرعية مرتبط بنوبات جزئية بسيطة.
- الصرع يُعتبر مشكلة عالمية تصيب بين 2% و3% من سكان العالم، حيث تبدأ 75% من الحالات قبل سن المراهقة.
- يمكن أن تنجم أسباب الصرع عن عوامل وراثية، بنيوية، وظيفية، أو أسباب غير معروفة.
- تشمل الأسباب البنيوية الأوبئة الشائعة في الدول النامية مثل عدوى الجهاز العصبي والأمراض الطفيلية، بما في ذلك داء الكيسات المذنبة العصبية وإصابات المخ أثناء الحمل والولادة.
- تحسن حالة مريض الصرع يرتبط بالأسباب التي أدت إلى حدوث النوبات ويعتمد على العلاج المبكر والمستمر، حيث يُظهر 75% من المرضى قدرتهم على عيش حياة طبيعية عند تلقي العلاج المناسب.
- يمثل مرض الصرع 5% من العبء العالمي للمرض، قياسًا بالسنوات التي يتأثر فيها العمر بالإعاقة.
- معدل الصرع أعلى في الدول النامية مقارنة بالدول المتقدمة، مما يشير إلى احتمالية الوفاة أعلى بين المرضى.
- تتوفر بعض الأدوية المضادة للصرع بأسعار معتدلة في هذه الدول مثل الفينوباربيتال والكاربامازيبين والفينيتوين، لكنها قد تتسبب في آثار جانبية نفسية.
- من أكثر الوسائل فعالية في تحسين فرص العلاج في الدول النامية هو تقديم الخدمات العلاجية من خلال مراكز الرعاية الصحية الأولية.
- على الرغم من أن الاضطرابات النفسية عادة ما تعتبر مضاعفات للصرع، إلا أن هناك علاقة ثنائية الاتجاه بين الصرع وهذه الأمراض.
- يُظهر مرضى الصرع إمكانية أعلى للإصابة بالاضطرابات النفسية، كما أن مرضى اضطرابات المزاج والقلق هم أكثر عرضة للإصابة بالصرع.
- تعضد هذه العلاقة الثنائية الاتجاه من وجود أسباب مشتركة، وقد يشير خلل بنيوي أو وظيفي في الجهاز العصبي إلى وجود أسس عصبية بيولوجية وراء هذه الأمراض.
- أشارت الدراسات الوبائية إلى أن الأمراض النفسية أكثر شيوعًا بين مرضى الصرع.
تابع أيضًا:
دلالة العلاقة بين الصرع والمرض النفسي
- وجود الأمراض النفسية لدى مرضى الصرع يساهم في تفاقم المشاكل النفسية والاجتماعية مثل التمييز والإعاقة.
- النوبات المتكررة للصرع تزيد من احتمالية حدوث الأمراض النفسية.
- الاضطرابات النفسية تزيد من القابلية للإصابة بالصرع.
- الصرع والاضطراب النفسي قد يحدثان نتيجة لخلل عضوي أو إصابة في الجهاز العصبي، حيث تشير الدراسات الوبائية إلى أن تاريخ مرض الاكتئاب قد يزيد من احتمالية الإصابة بالصرع بحدود أربع إلى سبع مرات.
- وجود الصرع يزيد من فرصة حدوث الاكتئاب، مما يشير إلى وجود علاقة متبادلة بين الصرع والاكتئاب.
- بعض الاضطرابات النفسية الأخرى، مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة لدى الأطفال، تزيد من مخاطر الإصابة بالصرع بنسبة تصل إلى 5.3 ضعف.
- في دراسة أجريت في ولاية ويسكنسن الأمريكية على 53 طفلًا تم تشخيصهم حديثًا بالصرع، كان 25% منهم يظهرون أعراض الاكتئاب قبل بداية النوبات الصرعية.
- نفس النسبة تقريبًا كانت تعاني من أعراض قلق وتوتر، بينما عانى البعض الآخر من أعراض نقص الانتباه وفرط الحركة.
بعض الاضطرابات المرتبطة بالصرع لدى الأطفال
الاضطرابات السلوكية
تُظهر الدراسات الوبائية أن الأطفال الذين يعانون من الصرع لديهم معدل أعلى من الاضطرابات السلوكية مقارنة بأقرانهم، على الرغم من عدم وضوح توقيت ظهور هذه السلوكيات، إلا أنها غالبًا ما تظهر بعد تشخيص الصرع.
تظل الأسباب الدقيقة وراء هذه الاضطرابات السلوكية غير معروفة، لكن يمكن أن تتمثل في:
- تأثير البؤرة الصرعية والنوبات.
- تأثير مضادات الصرع.
- صعوبة قدرة الطفل وعائلته على التكيف مع المرض المزمن.
- الأمراض العصبية التي تؤدي إلى الصرع وظهور اضطرابات السلوك.
- تتناقض غالبية الدراسات الموجودة على الاضطرابات السلوكية في الأطفال المصابين بالصرع مع القليل منها التي استندت إلى أطفال يعانون من المرض لفترات طويلة، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كانت الأعراض ظهرت قبل أو بعد ظهور الصرع.
الاضطرابات الحركية
- اضطراب حركة الرجل الدوري يمكن أن يحدث أثناء النوم، مما يؤدي إلى ركلات عنيفة وغالبًا ما يكون مصحوبًا بمرض الساق المتململة، وهو أمر يتشابه مع نوبات الصرع.
- تحدث الحركات الدورية في الأرجل في فترات تتراوح بين 20 إلى 40 ثانية، وقد يترافق بحدوث انثناء في الأرجل وتأثر الذراعين.
- عادة ما تظهر حركات لا إرادية عند الانتقال من اليقظة إلى النوم، رافقتها ظواهر حسية مثل الشعور بالجوع، بينما يمكن أن يظهر الرمع الصرعي في أي مرحلة من مراحل النوم.
- انقباض الفك أثناء النوم قد يسبب تآكل الأسنان، وهو ما لا يحدث عادةً خلال نوبات الصرع.
- الاضطراب الحركي الإيقاعي تحدث على هيئة حركات متكررة في الرأس أو الجسد، مثل ضرب الرأس على البطن أو دوران الجسم للأمام والخلف أثناء وضع الركوع أو الجلوس مع إصدار أصوات.
- يمكن أن تحدث هذه الاضطرابات في أي مرحلة من العمر، لكنها شائعة بشكل خاص بين الأطفال المصابين بتأخر عقلي.
- تتشابه هذه الأعراض مع النوبات الجزئية المركبة مثل الحالات النادرة لكنها تظل متميزة بحركة إيقاعية متكررة.
علاج الصرع النفسي لدى الأطفال
- يشمل العلاج أربعة أنواع من مضادات الصرع الأساسية التي يمكن توفرها في الدول ذات الدخل المنخفض، وهي: الفينوباربيتال، وفينيتوين، وكاربامازيبين، وفالبرويت، والتي عادة ما تتاح من خلال الخدمات الطبية المتخصصة وليس الأولية.
- التأكد من توفر هذه الأدوية بالغ الأهمية، حيث يُعالج حوالي 70% من حالات الصرع بنوع واحد فقط من مضادات الصرع.
- أقرت منظمة الصحة العالمية أن تكلفة علاج مريض صرع واحد سنويًا بعقار الفينوباربيتال منخفضة، حيث تصل إلى 5 دولارات فقط. ولكن الأدوية الحديثة التي تُفيد في الحالات المقاومة للشفاء غالبًا ما لا تتوفر من خلال الخدمات الطبية العامة في هذه الدول وتكون مكلفة.