تعكس أعراض التهاب البنكرياس حالة صحية مهمة، حيث يُعتبر البنكرياس غدة صماء ضيقة الشكل أشبه بالكمثرى، وهو جزء أساسي من الجهاز الهضمي يقع خلف المعدة في الجزء العلوي من البطن. يتكون البنكرياس من أربعة أجزاء: الرأس الذي يوجه نحو الجانب الأيمن من البطن، والذيل الذي يمتد إلى الجهة اليسارية، بالإضافة إلى العنق والجسم. يمكن أن يصاب البنكرياس بالتهاب حاد يستمر لأيام، أو التهاب مزمن قد يدوم لسنوات.
وظائف البنكرياس
يلعب البنكرياس دورًا حيويًا من خلال إفراز العصارات الهاضمة التي تحتوي على إنزيمات تفكك الطعام إلى جزيئات صغيرة تسهل عملية الهضم والامتصاص، ومن الأمثلة على هذه الإنزيمات:
- إنزيم الليبيز، الذي يحول الدهون إلى أحماض دهنية وكوليسترول، مما يسهم في سهولة هضمها.
- إنزيم الأميليز، المسؤول عن هضم الكربوهيدرات.
- إنزيمات التربسين والكيموتربسين التي تساهم في تحطيم البروتينات إلى أحماض أمينية.
- تقوم جزر لانجرهانز بإنتاج وإفراز هرمون الغاسترين الذي ينشط المعدة لإنتاج حمض الهيدروكلوريك، وهو ضروري لعملية الهضم.
- يعمل حمض الهيدروكلوريك على تسهيل تكسير الطعام في المعدة.
كما ينظم البنكرياس مستوى سكر الدم من خلال إفراز مجموعة من الهرمونات، مثل:
- هرمون الجلوكاجون الذي تفرزه خلايا ألفا في البنكرياس أثناء انخفاض مستوى السكر في الدم.
- يؤدي ذلك إلى تحويل الجليكوجين المخزن في الكبد إلى جلوكوز، مما يزيد من مستوى السكر في الدم مجددًا.
- هرمون الإنسولين الذي تفرزه خلايا بيتا عند ارتفاع مستويات السكر في الدم.
- يعمل الإنسولين على تحويل الجلوكوز إلى العضلات وبقية أنسجة الجسم، موفرًا الطاقة والنشاط.
ما هي خلايا البنكرياس؟
يتكون البنكرياس من مجموعتين رئيسيتين من الخلايا:
- خلايا جزر لانجرهانز، وهي عبارة عن مجموعات صغيرة من الخلايا المتصلة، تشمل:
- خلايا بيتا، التي تنتج هرمون الإنسولين والأميلين، وتمثل حوالي 50-80% من خلايا جزر لانجرهانز.
- خلايا غاما، التي تقوم بإفراز عديد الببتيد البنكرياسي، وتمثل 1% من مجموعة الخلايا.
- خلايا ألفا، المسؤولة عن إفراز هرمون الجلوكاجون، وتمثل 15-20% من خلايا الجزر.
- خلايا دلتا، التي تفرز هرمون السوماتوستاتين، وتمثل 3-10% من الجزر.
الخلايا العنبية
تشير إلى مجموعة من الخلايا التي تحيط بجزر لانجرهانز، تتميز بأنها أكبر حجمًا وأقل كثافة.
أعراض الالتهاب الحاد للبنكرياس
- الشعور بالغثيان والرغبة في التقيؤ عند تناول الطعام.
- زيادة سرعة نبضات القلب ومعدل التنفس.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- ألم في الجزء العلوي من البطن.
- تزايد الألم في البطن عند تناول الطعام.
أعراض الالتهاب المزمن للبنكرياس
- فقدان الوزن غير المبرر.
- رائحة كريهة للبراز الذي يظهر على هيئة إسهال دهني.
- الألم في الجزء العلوي من البطن.
أسباب الإصابة بالتهاب البنكرياس
- زيادة إفراز الإنزيمات الهضمية في البنكرياس.
- الإفراط في تناول الكحول.
- التدخين.
- الإصابة بالتليف الكيسي الناتج عن بعض الأمراض الجينية.
- حصوات المرارة.
- إجراء عمليات جراحية في البطن.
- ارتفاع مستوى الدهون الثلاثية في الدم.
- الإصابة بعدوى فيروسية أو بكتيرية، مثل التهاب الغدة النكافية أو فيروس جدري الماء.
- التعرض لطفيليات مثل ديدان الإسْكارس والتوكسيوبلازما.
- أمراض المناعة الذاتية.
- ارتفاع نسبة الكالسيوم في الدم.
- السمنة المفرطة.
- سرطان البنكرياس.
- إصابات البنكرياس نتيجة لحوادث.
- التهاب الأوعية الدموية في البنكرياس.
- تناول بعض الأدوية مثل أدوية نقص المناعة المكتسبة، الستيرويدات القشرية، المد diuretics، والأدوية المخفضة لضغط الدم، وهرمون الإستروجين.
- وفي بعض الأحيان لا يمكن تحديد سبب واضح لالتهاب البنكرياس.
مضاعفات الإصابة بالتهاب البنكرياس
- قد يؤدي التهاب البنكرياس المزمن إلى عدوى أو تكاثر بكتيري في البنكرياس.
- يمكن أن يؤدي التهاب البنكرياس الحاد إلى فشل كلوي، وقد يتطلب ذلك غسيل الكلى في حالات الفشل الحادة.
- يؤدي إلى انخفاض مستوى الأكسجين في الدم، مما يتسبب في صعوبة التنفس.
- قد تتلف خلايا البنكرياس المسؤولة عن إفراز الإنسولين مما يؤدي إلى مرض السكري.
- يمكن أن يؤدي تعرض البنكرياس المتكرر للالتهابات المزمنة إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان البنكرياس.
- التهاب البنكرياس، سواء الحاد أو المزمن، قد يمنع البنكرياس من إفراز الإنزيمات اللازمة، مما يتسبب في الإسهال ونقص الوزن وسوء التغذية.
- يمكن أن تتشكل كيسات ناتجة عن تجمع السوائل في البنكرياس، وقد تؤدي الكيسات الكبيرة إلى حدوث العدوى أو النزيف الداخلي.
كيفية تشخيص التهاب البنكرياس
- اختبارات دم للكشف عن ارتفاع إنزيمات البنكرياس.
- تحليل البراز لتحديد نسبة الدهون في حالة الإصابات المزمنة.
- إجراء أشعة مقطعية للتحقق من حصوات المرارة ومقدار الالتهاب.
- إجراء موجات فوق صوتية للبطن لرؤية حصوات المرارة والتحقق من التهاب البنكرياس.
- تنظير بالموجات فوق الصوتية لتقييم شدة الالتهاب في البنكرياس والقناة الصفراوية.
- يتم إدخال أنبوب طويل إلى الفم، وبنهايته كاميرا لتصوير البنكرياس والقناة الصفراوية، وتنقل الكاميرا الصور إلى الشاشة.
- إجراء رنين مغناطيسي للتحقق من وجود حصوات في المرارة، البنكرياس، أو القناة الصفراوية.
طرق علاج التهاب البنكرياس
توجد عدة طرق بسيطة ومبدئية قد يتم اتباعها في المستشفى لعلاج التهاب البنكرياس وهي كالتالي:
- الصيام عن الطعام لمدة يومين؛ فإذا استقر البنكرياس واستجاب الالتهاب للعلاج، يُمكن بدء تناول بعض الوجبات الخفيفة والسوائل. أما في حالة عدم استجابة الالتهاب، فقد يتم إطعام المريض عبر أنبوب يصل إلى المعدة.
- تناول أدوية المسكنات مثل المورفين.
- استخدام المضادات الحيوية حسب الحاجة.
- تزويد الجسم بالسوائل عبر الوريد لمنع الجفاف الناتج عن عدم القدرة على تناول الطعام.
وعند تحديد السبب وراء التهاب البنكرياس، يُعالج كما يلي:
- التعامل مع حصوات المرارة إذا كانت هي السبب في الالتهاب.
- إجراء عملية في البنكرياس لتصريف السوائل أو استئصال الجزء الملتهب.
- إذا كان سبب الالتهاب هو إدمان الكحول، يتم وضع خطة علاجية للإقلاع عن الكحول.
- في حالة انسداد القناة الصفراوية، يتم إجراء عملية لتوسيعها أو فتحها.
- استشارة أخصائي تغذية لوضع نظام غذائي يراعي الحصول على أطعمة صحية تحتوي على دهون قليلة.
- استشارة مختص للعناية بالألم الناتج عن الالتهاب.
- تنظير داخلي بالموجات فوق الصوتية للبنكرياس.
- إجراء جراحة للتخفيف من إشارات الألم المرسلة من البنكرياس إلى الدماغ.
العلاجات المنزلية والطب البديل
لا توجد علاجات بديلة معترف بها، ولكن هناك بعض الأساليب التي يمكن أن تخفف من حدة الألم المستمر، مثل:
- ممارسة تمارين اليوغا والتأمل.
- تجربة العلاج بالوخز بالإبر.
- تنفيذ تمارين الاسترخاء.
- شرب كميات كبيرة من المياه للحفاظ على الترطيب.
- الإقلاع عن التدخين.
- اتباع نظام غذائي صحي يتضمن الخضروات والفواكه يوميًا، مع التقليل من الدهون المشبعة وزيادة البروتينات منخفضة الدهون.
- الامتناع عن تناول الكحوليات.
