تشير الغابات الاستوائية المطيرة إلى مساحات شاسعة مغطاة بالأشجار والنباتات، حيث تسقط الأمطار على مدار العام، وتتخللها مستنقعات واسعة. كما تحتوي هذه الغابات على تنوع كبير من الحيوانات البرية المنتمية إلى مختلف الأنواع.
الأهمية الاقتصادية للغابات الاستوائية المطيرة
تحظى الغابات الاستوائية المطيرة بأهمية اقتصادية كبيرة، وتتجلى أبرز نقاط هذه الأهمية في:
-
صناعة الأدوية: تُعتبر العديد من أشجار ونباتات هذه الغابات مصدراً مهماً في صناعة الأدوية. تشير الدراسات إلى أن أكثر من 25% من الأدوية المصنعة عالمياً تُستخرج منها.
- على سبيل المثال، يتم استخراج علاج الفينكرستين من نبات وردي ينمو في غابات مدغشقر.
- وقد أثبت هذا العلاج فعاليته في معالجة نحو 80% من حالات سرطان الدم.
- كذلك يتم استخراج سم الكورارا من هذه النباتات، حيث تُستخدم جرعات بسيطة منه لتخدير العضلات.
- ويؤكد العلماء أن أكثر من 99% من نباتات هذه الغابات لم تُستخدم بعد في صناعة الأدوية، مما يفتح المجال لاكتشاف علاجات جديدة في المستقبل.
-
مصدر للغذاء: تحتوي هذه الغابات على مجموعة متنوعة من أشجار الفاكهة والخضروات ذات القيمة الغذائية العالية.
- فمثلاً، تنتج غابات البرازيل الاستوائية أكثر من 300 نوع من نخيل الخوخ.
- تحتوي هذه الفاكهة على قيمة غذائية تفوق نصف قيمة موز، كما تضم كربوهيدرات وبروتين أكثر من الذرة.
- استخدام التربة كسماد: تُستخدم تربة هذه الغابات في تخصيب الأراضي الفقيرة، حيث تحتوي على بكتيريا تساهم في الحفاظ على خصوبة التربة وعدم تعرضها للتآكل.
- حماية أنواع الحيوانات البرية: تحتضن هذه الغابات أكثر من نصف الأنواع الحيوانية الموجودة في العالم، بما في ذلك الثدييات والبرمائيات والطيور والحشرات وغيرها.
فوائد الغابات الاستوائية المطيرة
تتجاوز فوائد الغابات الاستوائية المطيرة المجال الاقتصادي، حيث تشمل العديد من الفوائد، منها:
-
تنقية الهواء: تلعب هذه الغابات دوراً مهماً في تنقية الهواء على كوكب الأرض.
- إذ تقوم بامتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين، مما يمثّل أكثر من 20% من الكمية الموجودة في الغلاف الجوي.
- تسهم عملية التمثيل الضوئي في الحفاظ على الحياة على سطح الأرض، خاصة مع تزايد المصانع وزيادة الحركة المرورية باستخدام الوقود الأحفوري.
-
مصدر للمياه: تُعتبر هذه المناطق من أكثر الأماكن التي تشهد هطول الأمطار على مستوى العالم.
- حيث تتساقط الأمطار على معظم الغابات على مدار العام، وتعمل على تخزين هذه المياه بفعالية.
- على سبيل المثال، يحتوي حوض الأمازون فقط على حوالي ربع كمية المياه العذبة في كوكب الأرض.
-
موطن للقبائل البشرية: تعيش في هذه الغابات العديد من القبائل البشرية، والتي يصل عددها إلى حوالي 1000 قبيلة، الذين يجهلون العيش في أماكن أخرى.
- ومع ذلك، فإن هذه القبائل تواجه خطر الحرمان من مواطنها بسبب التهديدات التي تتعرض لها الغابات.
- حيث تسعى بعض الشركات إلى قطع الأشجار لاستغلال مواردها.
أنواع الغابات الاستوائية المطيرة
إن تناول الأهمية الاقتصادية للغابات الاستوائية المطيرة يتطلب عرض أنواعها ومواقعها حول العالم، وتشمل:
-
الغابات الاستوائية المنخفضة: تُعرف بكونها دائماً خضراء وتستقبل كميات كبيرة من الأمطار، تصل إلى حوالي 2000 مم سنوياً، وتوجد بالقرب من خط الاستواء.
- تشمل هذه الغابات أماكن مثل أمريكا الجنوبية (حوض الأمازون)، ووسط أفريقيا (غينيا والكونغو)، وآسيا (إندونيسيا).
-
الغابات الاستوائية الموسمية: تتميز بحالتها شبه الخضراء والرطبة، حيث تتلقى أمطاراً غزيرة في فصل الشتاء وتسود الجفاف في فصل الصيف.
- توجد هذه الغابات في منطقة البحر الكاريبي وغرب أفريقيا وكذلك جزء من الهند.
- الغابات المطيرة الجبلية: تُعرف أيضاً بالغابات السحابية وتوجد في المناطق الجبلية التي يصل ارتفاعها بين 1500 و2500 متر فوق مستوى سطح البحر.
- غابات الأراضي الغارقة: تقع في المناطق القريبة من حوض الأمازون ودولة بيرو، حيث تتواجد فيها مستنقعات مشبعة بالمياه.
المخاطر والتهديدات التي تواجه الغابات الاستوائية
بعد تسليط الضوء على الأهمية الاقتصادية للغابات الاستوائية المطيرة، من الضروري التعرف على أهم المخاطر والتهديدات التي تواجهها، والتي تتضمن:
- قطع الأشجار: تشهد هذه الغابات موجهًا من قطع الأشجار لاستخدامها في العديد من الصناعات مثل الورق والأثاث والطاقة، مما يشكل تهديدًا لبقائها.
- الممارسات الزراعية غير المستدامة: بعض الشركات تقوم بإزالة هذه الغابات لزراعتها بمحاصيل محددة مثل الذرة وفول الصويا استجابةً لاحتياجات السوق.
- عمليات التعدين: يتم حفر العديد من المناجم للمعادن والفحم داخل هذه الغابات، مما يؤدي إلى قطع الأشجار لفتح طرق الوصول، فضلاً عن تلوث الأنهار بالمخلفات الناتجة عن غسل المعادن.
- تطوير مدن جديدة: تقوم بعض الجهات المسؤولة بإزالة الغابات بهدف إنشاء مدن سكنية جديدة.
-
عمليات التهريب والقرصنة: يتم سرقة النباتات والحيوانات البرية من قبل بعض الشركات والأفراد بهدف بيعها واستخدامها في الصناعة.
- تؤدي هذه الأنشطة إلى الإضرار بالنظام البيئي والتنوع الحيوي في الغابات.