يعتبر الدعاء قبل التسليم من الصلاة من الأدعية الهامة التي ينبغي على المسلمين معرفتها، خصوصاً أن الدعاء بعد التشهد الأخير يعد من الأوقات المستجاب فيها. وقد وردت عدة أدعية عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – تتعلق بالسؤال عما يقال من الدعاء في هذه الفترة.
إن دعاء ختام الصلاة بعد التشهد يؤكد أهمية هذا الأمر، ويعزز شغفنا للتوجه بالدعاء، كما يظهر على موقع مقال maqall.net حيث نولي أهمية كبيرة لحكم الدعاء قبل التسليم في ختام الصلاة، وهو ما يعكس الحرص على تحصيل هذه الفضيلة الكبيرة وكسب الأجر والثواب.
الدعاء قبل التسليم من الصلاة
- هذه الأدعية عظيمة ومهمة، إذ أن طلب الإصلاح من أعظم الأسباب التي تقي الإنسان من مفاسد كبيرة، لذا فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصاً على هذا الدعاء بشكل خاص.
- كان صلى الله عليه وسلم يدعو به ويحثّ المسلمين على استخدامه، وجعل الموضع المناسب للدعاء بعد الصلاة دليلاً على كونه وقتاً يناسب الاستجابة.
-
يشمل هذا الدعاء الاستعاذة من عذاب القبر والنار، وكذلك الحماية من شهوات الدنيا وإغواء الشياطين عند الموت:
- كما يتضمن الاستعاذة من فتنة القبر التي تسبب العذاب، وفتنة الذين يظهرون بمظهر الحق وهم في الحقيقة كاذبون.
- ويأتي في مقدمتهم فتنة المسيح الدجال التي ذُكرت في الأحاديث النبوية، لذا نسأل الله أن يعصمنا من الفتن الظاهرة والباطنة.
-
تعتبر هذه الاستعاذة من المهام الأساسية للدعاء ومغزياته؛ لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اولى لها أهمية خاصة:
- فهي تشمل طلب الحماية من شرور الدنيا والآخرة، وأوصى بتكرارها في هذه المواطن المقدسة أملاً في استجابتها.
- ثبت عذاب القبر والإيمان به واجب، لما تكرر ذكره في الأخبار الشريفة.
- الحذر من شبهات الحياة ورغباتها الضارة، فهذه تعتبر من أسباب الانزلاق إلى المعاصي.
-
التوعية بشأن دعاة الشر الذين ينشرون الإلحاد والفساد تحت راية الإصلاح، في حين أنهم يدمرون القيم والدين.
- هؤلاء هم مبدعون وهم في الواقع مدمرون للفضيلة.
- يحمي هذا الدعاء الإنسان من فتنة الحياة وما قد يتعرض له من هموم وشهوات، وأخطرها سوء الخاتمة.
- يحمي من فتنة الموت وفتنة القبر، كما ورد في صحيح البخاري عن أسماء بنت أبي بكر: “وإنكم تفتنون في قبوركم مثل أو قريب من فتنة الدجال”.
- يتمكن الإنسان من فهم الأسباب المساعدة للاستجابة للدعاء.
-
الاعتراف بالظلم الذي يتعرض له الإنسان بنفسه وإهماله لحق الله، وأيضاً الاقتراب من الله للتوبة:
- وفي هذا السياق يتجلى صدق الالتجاء وحرارة الطلب.
- بعد هذه الدعوات النافعة، يسأل الله المغفرة، فليس هناك من يغفر الذنوب سواه، وبالتالي يكون الطلب مصحوباً بإخفاء الذنوب وطلب التوبة.
-
بعد ذلك يسأله عن الرحمة، وهو طلب نبيل للغاية، وينهي هذا الدعاء بالتوسل لصفاته الكريمة:
- فقد اتسم بالمغفرة والرحمة ليهبها لعباده، وخاصة لمن يتوجه إليه بالدعاء.
دعاء حرص عليه النبي قبل التسليم من الصلاة
- اللَّهُمَّ إِنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَعَذَابِ النَّار وَمِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا وَالْمَمَاتِ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.
- كذلك هناك دعاء قصير يقال بعد التشهد، كما جاء في حديث لمسلم: «إذَا تَشَهَّدَ أحَدُكمْ فَلْيَسْتَعِذْ بالله مِنْ أرْبَع».
- روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن أبي بَكْر الصّدِّيق رضي الله عنه أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: “علّمني دعاءً أدعو به في صلاتي”.
- فأجابه: «قل: اللَّهُم إني ظَلَمْتُ نَفْسي ظُلْمًا كَثِيرًا، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ، فَاغْفِرْ لي مَغْفِرَةً مِنْ عِندِكَ، وَارْحَمْني إِنَّك أنْتَ الغَفُور الرَّحِيمُ».
استحباب الدعاء قبل السلام في الصلاة
-
اللهم أَعِنِّي على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت:-
فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهم اغفر لي ما قدّمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت. - وما أسرفت وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت.
-
فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
- اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر.
- اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، فهذا يدعى به في آخر الصلاة وفي أي وقت؛ لأن الرسول ﷺ عندما سئل من قِبل الصديق.
- قال: يا رسول الله، علمني دعاء أدعو به في صلاتي – وفي رواية – وفي بيتي، فقال: قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم
- (اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم)، أي نعتصم ونستجير بك من عذاب جهنم، وهذا يوضح وجود نار جهنم.
- وفيه رد على من ينكرها، وقدمت لجسامة أمرها، لأن عذابها يتفوق على كل عذاب.
- و(أعوذ بك من عذاب القبر)، أي من عقوبته وما ينطوي عليه من العذاب، وهذا بمثابة رد على من ينكر وجوده.
-
و(أعوذ بك من فتنة المحيا والممات)، حيث إن فتن المحيا عديدة، مثل الفتن في الدين والمال والأهل:
- ومع ما قد يتعرض له الإنسان في الحياة الدنيا، فإن فتن الممات أعظم وأكثر صعوبة، كمن يُفتن في دينه عند اللحظات الأخيرة.
- أو في القبر، أو سوء الخاتمة، نسأل الله العافية.
- كما أن الدعاء في هذه اللحظات يؤكد على شدة الحاجة إليه.
-
و(أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال)، يعني أعوذ بك من تصديقه أو الوقوع تحت غ temptationsه:
- وهذا يؤكد وعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخروجه.
- حيث إن زمان المعركة غير معلوم، مما يجعل التحذير من هذه الفتنة ضرورياً.\n
استجابة دعاء قبل التسليم من الصلاة
-
يعد الدعاء بعد التشهد الأخير وقبل التسليم من الصلاة بمثابة فرصة استجابة بإذن الله.
- لذا ينبغي أن نكون واعين لما نقوله بين التشهد والتسليم، حيث يتوافق مع ما ورد في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
- وفقًا لما جاء في الأحاديث، أوضح مجمع البحوث الإسلامية، ونقلاً عن سلفنا الصالح، كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عادةً يدعو بـ 26 كلمة بين التشهد والتسليم.
- وفي صحيح مسلم، يُذكر أن رسول الله كان من آخر الكلمات التي يقولها بين التشهد والتسليم:
-
“أسألك يا الله أن تغفر لي ما مضى من ذنبي وما تأخر، ما أعلنه وما أخفيته:
- فأنت تعلم السر وما هو مخفي، وأنت الباطن والأول، لا إله إلا أنت، سبحانك، كنت من الظالمين.