أهمية جبل عرفات في الإسلام

أهمية جبل عرفات

يتجلى أهمية جبل عرفات في كونه أحد الأركان الأساسية للحج، حيث يُعتبر الوقوف فيه يوم عرفة الركن الأهم والأساسي للعبادة، كما ورد في الحديث النبوي الشريف “الحج عرفة…”.

في هذا الموضع المبارك، يجتمع حجاج بيت الله الحرام في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويبعد جبل عرفات عن مكة المكرمة حوالي واحد وعشرين كيلومتراً، ويتجاوز مساحته عشرة كيلو مترات ونصف مربع، وله معالم وحدود واضحة.

الفرق بين عرفة وعرفات

لا توجد اختلافات ملحوظة بين عرفة وعرفات، فكلا المصطلحين يشيران بشكل عام إلى موقف الحجيج في التاسع من ذي الحجة في نفس البقعة المعروفة. ومع ذلك، هناك بعض الآراء التي تشير إلى وجود فارق، ولكنها لا تحدث اختلافات جذرية بينهما. نستعرض هذه الآراء على النحو التالي:

• يعتقد البعض أن “عرفات” هو اسم الجبل والمكان المحدد، بينما “عرفة” هو اليوم الذي يشهد وقوف الحجاج فيه.
• هناك آخرون يرون أن “عرفات” هو جمع لـ “عرفة”، حيث يُعتبر كل جزء من تلك الأرض عرفة، ومجموع هذه الأجزاء هو عرفات.

تتعدد الآراء حول سبب تسمية عرفات بهذا الاسم، ومن بينها:

• ما يُرجح أن الاسم يعود إلى الحديث بين جبريل -عليه السلام- ونبي الله إبراهيم -عليه السلام- حول مناسك الحج حيث كان يسأله: “هل عرفت؟” فيرد إبراهيم: “عرفت”.
• بعض العلماء يرون أن الاسم ناتج عن تعارف الناس في هذا المكان.
• بعض الآراء تشير إلى أنّ عرفات سُمّي بهذه التسمية بسبب لقاء آدم وحواء فيه للمرة الأولى بعد النزول من الجنة، حيث كان ذلك يوم التعارف بينهما.

فضل يوم عرفة

يعتبر يوم عرفة مشابهاً بشكل كبير ليوم الحشر، حيث يكون الجميع في انتظار الحساب، عراة من أي شيء، وقائمين بانتظار رحمة الله -عز وجل-. في هذا اليوم، يتساوى الجميع ولا يختلف أحد عن الآخر.

لهذا اليوم الفضيل فوائد عديدة، نعرض بعضاً منها كما يلي:

• يوم عرفة هو اليوم الذي تم فيه إكمال الدين، حين أنزل الله -تعالى- على نبيه قوله: “اليوم أكملت لكم دينكم، وأتممت عليكم نعمتي، ورضيت لكم الإسلام ديناً”.
• لقد أقسم الله -تعالى- بيوم عرفة، وهو اليوم المشهود، إذ أن الله لا يُقسم إلا بالمقدسات والأمور العظيمة.
• يعتبر يوم عرفة يوماً للمغفرة والعتق من النار، وصيامه كفارة لسنة ماضية وأخرى قادمة.
• يوم عرفة هو من أعظم الأيام عند الله، حيث يتباهى به الله عز وجل بعباده أمام الملائكة.
• في هذا اليوم، يُهزم إبليس عندما يفيض الله بالرحمة والمغفرة على عباده، وهو ما يثير غضبه بشدة.