صوتيات اللغة العربية: الحروف المتحركة والحروف الساكنة

تعتبر الحروف المتحركة والساكنة في اللغة العربية من العناصر الأساسية التي تشكل جمال هذه اللغة وغناها. تُعد اللغة العربية واحدة من أرقى اللغات وأكثرها تعبيرًا في العالم، وهي تُصنف كأحد أصعب اللغات بسبب تنوع أشكال حروفها وكثرة المعاني المحتملة لكلمة واحدة، بالإضافة إلى اختلاف المعاني والنطق حسب التشكيل. ومن جهة أخرى، تنقسم الحروف بالعربية إلى نوعين رئيسيين: الحروف المتحركة والحروف الساكنة، وهو ما سنستعرضه في هذا المقال.

اللغة العربية

  • لم يتم الحصول على دليل قاطع يثبت أسبقية اللغة العربية في الجذور اللغوية، لكن الدراسات المختلفة أجمعت على اعتبارها واحدة من أقدم اللغات الحية، حيث يُعتبرها الكثيرون أصل اللغات الحديثة.
  • اختار الله عز وجل اللغة العربية لتكون لغة كتابه المقدس، أي القرآن الكريم، مما يزيد من مكانتها بين اللغات الأخرى.

الحروف الساكنة في اللغة العربية

تنقسم الحروف في اللغة العربية إلى نوعين، وفي البداية لابد من الإشارة إلى أنه لا يمكن أن تبدأ كلمة بحرف ساكن. الآن سنتناول الحروف الساكنة:

  • تُعرف الحروف الساكنة أحيانًا بالأحرف النائمة؛ حيث تشمل خمسة أحرف تُسمى حروف القلقلة وهي متواجدة في كلمة مساعدة (قطب جد).
    • يتم نطق هذه الأحرف عبر تباعد أطراف أعضاء النطق دون أي حركة من الفكين.
  • الحروف الساكنة تظهر عند وجود علامة السكون ( ْ )، أو إذا كانت حرفًا ممدودًا، حيث يُعتبر أي منهما حرفًا ساكنًا. وهناك 28 حرفًا ساكنًا في العربية.
  • النطق الصحيح للحروف الساكنة يمكن أن يكون غير المعتاد. كمثال، يُنطق (تَأْ أو تئْـ أو تؤْ)، لكن الشكل الأنسب هو (أَتْ، إِتْ، أُتْ).
  • تعلم النطق الصحيح للحروف يسهل نطق الحروف المشددة بسلاسة.

الفرق بين الصوت والحرف

  • هناك الكثير ممن يخلطون بين الأصوات والحروف في لغات متعددة، وليس فقط في العربية. الصوت هو ما يُستخدم للتواصل والشعور بالحديث.
  • أما الحرف فهو رمز كتابي يعبر عن صوت معين أو مجموعة من الأصوات دون أن يغير المعنى فيه.

الأصوات الساكنة في اللغة العربية

كما ذكرنا، تحتوي اللغة العربية على نوعين من الحروف: الحروف المتحركة والساكنة. يمكن أن نجدهما معًا في كلمة واحدة مثل (قـَـمـِـيـنْ)، وهذا هو أسلوب شرح الحروف المستخدمة فيها:

  • حرف الـ (ق): وجود فتحة فوقه يُعتبره حرفًا متحركًا.

    • ينطبق ذلك أيضًا إذا وُضعت ضمة أو كسرة على حرف الـ (ق).
  • حرف الـ (م): جاء متحركًا بسبب وجود كسرة أسفله.
  • حرف الـ (ي): جاء هنا مدودًا، حيث لم يُضف له فتحة أو ضمة ولم تكن هناك كسرة تحتها.
  • حرف الـ (ن): جاء هنا ساكنًا بوجود علامة السكون.

تعد الحروف (و، ي) حالات خاصة إذا جاءت مع السكون، وهناك أيضًا ما يُعرف بحروف اللين وهي (الألف، والياء، والواو).

يظهر الألف كحرف لين ومدود، بينما تُعتبر الواو والياء حروف لينة عند وجود حرف مفتوح قبلهما.

الخصائص الصوتية للحروف الساكنة

تنقسم الأصوات الساكنة وفق رنين الصوت إلى قسمين:

  • أصوات ساكنة مجهورة.
  • وأصوات ساكنة مهموسة.

الأصوات المجهورة تتطلب حركة للأوتار الصوتية، وتُصنف على أنها حركة منتظمة، مثل (ب ـ ج ـ د ـ ز ـ ر ـ ض ـ ظ ـ ع ـ غ ـ ل ـ م ـ ن).

الأصوات المهموسة: على العكس، لا تحتاج لضغط أثناء النطق، وتصدر صوت همس مثل (ت ـ ث ـ ح ـ خ ـ س ـ ش ـ ص ـ ط ـ ف ـ ك ـ هـ ـ ي).

الحروف المتحركة في اللغة العربية

  • تُعتبر الحروف المتحركة النوع الثاني من حروف اللغة العربية، حيث إذا وُجدت فوق الحرف علامة الفتحة ( َ )، أو علامة الضمة ( ُ )، أو علامة الكسرة ( ِ )، يُعتبر الحرف متحركًا.
    • مثال على ذلك: كلمة يَنْظُرُ، حيث إن (ي) هنا جاءت متحركة بعلامة الفتحة، و(ظ) جاءت مضمومة بعلامة الضمة، وهكذا بالنسبة لحرف (ر).
  • لا يمكن أن تبدأ الجملة في اللغة العربية بحرف ساكن أو تنتهي بحرف متحرك، مما يعني أن الجملة ستبدأ بحرف متحرك وتنتهي بحرف ساكن.

الفرق بين الحروف المتحركة والحروف الساكنة في اللغة العربية

  • الحروف المتحركة: تأتي مضمومة بعلامة الضمة (  ُ )، أو مكسورًا بعلامة الكسرة ( ِ )، أو مفتوحًا بعلامة الفتحة (  َ ).
  • الحروف الساكنة: تأتي مع علامة سكون أي علامة ( ْ )، أو ما يُعتبر ساكنًا عند النطق.

الكتابة العروضية

تُعرف الكتابة العروضية أيضًا بالكتابة الصوتية، حيث تُنطق أحرف الكتابة دون أن تكتب، مما يعني إهمال الأحرف التي تُكتب ولا تُنطق.

لذلك، تختلف الكتابة العروضية عن الكتابة الإملائية، حيث تُسلط الكتابة الإملائية الضوء أكثر على الأحرف التي تُكتب ولا تُنطق، بعكس الكتابة العروضية. كمثال توضيحي:

  • يُكتب التنوين (تنوين النون) بطريقة عروضية، ويشمل ذلك التنوين بأنواعه: الفتح والضم والكسرة، مثل (نملةً).
  • عند فك الإدغام في كلمة (مدَّ)، سيكون شكل الكتابة العروضية لها (مدْدَ).
  • تُرد الألف إلى موضع نطقها وليس لكتابتها، كمثال في الضمير (هذا) ليكون عروضيًا (هاذا).
  • تُكتَب الألف هنا في وجود همزة بعدها، كما في كلمة (آدم) تُصبح عروضيًا (آدمي).
  • تُكتب الواو في الكلمة التي تضم الواو نطقًا وليس كتابة، كما في كلمة (داود) تكتب عروضيًا (داوود).
  • كما تتضمن الكتابة العروضية حذف بعض الحروف، مثل همزة الوصل عندما لا تُنطق.
    • كمثال، في كلمة (فاستغفر) تُكتب عروضيًا (فاستغفر).
  • تُحذف لام التعريف إذا جاء بعدها حرف شمسي، مثل (فالشمس) تُكتب شمس).
  • الواو في حالتي الرفع والجر، مثل (عمرو).
  • ياء الاسم المنقوص، إذا كانت تلاحقها ساكنة.
  • ألف الاسم المقصور، عند ملاحقتها ساكنة.
  • ألف (مائة) وألف واو الجماعة المتطرفة، مثل كلمة (حضروا).
  • ألف ((أنا))، وهذا الحذف شائع وليس إلزاميًا كما في (أنا الذي) تُكتب عروضيًا (انللذي).

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *