الزواج الشرعي في الإسلام يستلزم توافر مجموعة من الأحكام والضوابط التي يجب استيفاؤها لكي يكون جائزًا وحلالًا، دون مخالفة الشريعة. ومع ذلك، هناك بعض الفروقات الطفيفة بين المذاهب الإسلامية، وهو ما سنستعرضه على موقعنا، مع تسليط الضوء على آراء الأئمة الأربعة وأهم الشروط المتعلقة بالزواج الشرعي السليم.
هل يجوز الزواج بالكلام فقط؟
يتفق معظم علماء الفقه على أن الزواج يعتبر باطلًا إذا لم يتم استيفاء جميع الشروط المنصوص عليها في عقد النكاح. وقد جاءت النصوص القرآنية وأحاديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم واضحة ومفصلة لإنهاء أي خلاف حول هذه المسألة، لنميز بذلك عقد النكاح عن غيره مثل البغاء والرق.
أركان الزواج الشرعي في الإسلام
لكي يكون أي عقد زواج صحيحًا، هناك خمسة أركان يجب توافرها جميعًا، رغم وجود بعض الاختلافات بين العلماء في جزئيات معينة. وتشمل هذه الأركان ما يلي:
1- وجود الولي
تعتبر ضرورة وجود ولي الأمر من الشروط الأساسية لصحة عقد النكاح الشرعي، حيث لا يجوز الزواج إلا بوجوده، استنادًا إلى قول الله تعالى: {وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ} [النور: 32].
2- حضور الشهود
يشترط أن يكون هناك شهود عدول لحضور عقد الزواج، مما يضمن حقوق المرأة وإضفاء الطابع المقدس على الميثاق الغليظ في الإسلام. ورغم اختلاف الصيغة، فإنه يظل اتفاقًا بين الطرفين.
وقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: “لا نكاح إلا بولي” [أبو موسى الأشعري – الخلافيات للبيهقي]، وقد حرم على المرأة أن تزوج نفسها، باستثناء الثيب التي يُسمح لها بزواج نفسها إذا كان الزوج كفء.
3- الاتفاق على الصداق
يتوجب على الزوج دفع مهر يُعرف بالصداق، وهو يعتبر حقًا من حقوق الزوجة، تكريمًا لمكانتها في الإسلام، كما ورد في قوله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً} [سورة النساء: 4].
4- الإعلان أو الإشهار
يعتبر إشهار عقد الزواج أمر مستحب لدى الغالبية من الفقهاء، وذلك لتجنب الفتن والشبهات. ويمكن إعلان الزواج بعدة طرق، مثل إقامة احتفال أو توزيع الطعام، وذلك كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: “أظهروا النكاح”.
5- صيغة العقد
تتطلب عقد الزواج الشرعي صيغة محددة تتضمن الإيجاب والقبول، فعلى المرأة أن تقول للرجل: “زوجتك نفسي على المهر المتفق عليه”، ويجب أن يتم تحديد المهر بحضور الشهود والولي، ويجب على الرجل قبول هذا في حال إتمام الزواج والموافقة على شروط الزوجة أو من خلال وكيل الطرفين في عقد القران.
ضوابط الزواج في الإسلام
تتزوج المرأة لأسباب متنوعة، منها الجمال والنسب والدين، وقد منح الإسلام الأولوية للدين كاعتبار رئيسي في اختيار الزوجة، حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: “تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك”. لذا، فإن له أربعة شروط أساسية، منها عدم وجود قرابة محرمة، وتوافر الإيجاب والقبول، والإشهاد في حالة القاصرين.
نظرًا لطبيعة الأسرة ودورها كأساس للمجتمع، أحاطها الإسلام بتشريعات صارمة تتلخص في قوانين تحافظ على تماسكها واستمراريتها، مما يضمن لها بيئة آمنة وسكنًا هنيئًا، بالمقارنة مع عقود الزواج المدنية الحديثة.