تعتبر الأضرار الناتجة عن التصوير بالأشعة النووية واحدة من الموضوعات الحيوية التي تتطلب اهتمامًا خاصًا، حيث يمثل الإشعاع النووي ظاهرة فيزيائية تنشأ في الذرات غير المستقرة لعناصر معينة، مما يدل على احتمال فقد نواتها لبعض الجسيمات.
يمكن أن تتحول الذرات خلال هذه العمليات إلى عناصر جديدة أو إلى نظائر مختلفة من نفس العنصر. في هذا المقال، سنستعرض الإشعاع النووي، تاريخه، والآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث بعد التعرض له.
تاريخ الإشعاع النووي
- قام العالم إينريكو فيرمي في عام 1934 بإجراء تجارب تهدف إلى إنتاج نظائر جديدة للعناصر من خلال قذف النوى بالنيوترونات.
- عند توصل فيرمي إلى عنصر اليورانيوم، وهو العنصر الأخير في الجدول الدوري في ذلك الوقت، توقع أن عملية القذف ستؤدي إلى انشقاق نواة غير مستقرة تطلق جزيئات بيتا.
- وهكذا، قد يرتفع العدد الذري من 92 إلى 93، مما يسفر عن إنتاج عنصر جديد، إلا أن النتائج لم تكن كما هو متوقع ولم يتمكن من فهم نواتج تفاعلاته بشكل كامل.
-
استمرت الأبحاث والدراسات حتى عام 1938، حيث استطاع الكيميائي الألماني أوتو هان معرفة نواتج التفاعل.
- أوضح هان أن نواة اليورانيوم قد انقسمت إلى نواتين متوسطتي الكتلة.
- تجدر الإشارة إلى أن الانشطار النووي يعني انقسام نواة ثقيلة إلى نواتين متوسطتي الكتلة، مما ينتج كميات هائلة من الطاقة.
- لإحداث الانشطار، يتم قذف نواة ثقيلة مثل اليورانيوم-235 بجزيئات خفيفة مثل النيوترونات، التي تعتبر من أفضل القذائف لعدم تحملها شحنات.
الآثار الجانبية الناتجة عن التعرض للإشعاع النووي
- التعرض للأشعة النووية يؤدي إلى تغييرات كيميائية في أنسجة الكائنات الحية، مما قد يسبب أضرارًا جسيمة في الجسم.
- تتراوح شدة هذه التغييرات وفقًا لجرعة الإشعاع التي تم امتصاصها.
- قد لا تظهر أعراض الإصابة على الشخص لفترة معينة، تُعرف بفترة الكمون.
- أيضًا قد تتأخر الآثار المبكرة لبعض أنواع التعرض الإشعاعي لعدة سنوات، ويعتمد ذلك على نوع ومصدر الإشعاع.
- من المؤكد أن التعرض للإشعاع النووي قد يؤدي إلى ظهور أنواع متعددة من الأمراض السرطانية.
- تم إثبات ذلك من خلال دراسات على أشخاص عانوا من هذا النوع من الإشعاع، بالإضافة إلى الأبحاث التي أجريت عقب التفجيرات النووية في هيروشيما وناكازاكي.
المخاطر والأضرار الناتجة عن التعرض للإشعاع النووي
- السرطان: قد يؤدي التعرض للإشعاع النووي إلى الإصابة بأنواع متعددة من السرطان، والتي تعتمد بدورها على كمية الجرعة والمنطقة المتأثرة.
- غريب أن استخدام الإشعاع النووي قد يُستخدم أحيانًا كوسيلة لتفتيت الكتل السرطانية.
- عتمة عدسة العين: تعتبر العين منطقة حساسة، ويمكن أن تتأثر بشكل كبير بالإشعاع، حيث قد تكفي جرعة من النيوترونات لإحداث تلف دائم.
- العقم: يمكن أن يؤدي التعرض للإشعاع النووي إلى تلف الأعضاء التناسلية وعقمه.
- الوفاة: التعرض لفترات قصيرة لجرعات منخفضة من الإشعاع قد لا يكون له تأثير خطير، لكن التعرض لفترات طويلة قد يؤثر على مناعة الجسم ويؤدي إلى الوفاة.
مخاطر التصوير بالأشعة النووية
-
يعتبر التصوير بالأشعة النووية إحدى الوسائل الأساسية التي يستخدمها الأطباء في هذا المجال.
- يشتمل ذلك على التصوير النووي والتصوير المقطعي المغناطيسي.
- وقد يتعرض الأطباء لهذه الأشعة أكثر من المرضى، إلا أن ذلك لا يحمل مخاطر كبيرة على صحتهم.
- تُستخدم كميات صغيرة من الأشعة في الأجهزة الخاصة بالتصوير، ولا تتطلب أي تدخل خطير.
- مع ذلك، يتعين اتخاذ احتياطات خاصة عندما تكون السيدة حاملًا وتضطر للخضوع للتصوير بالأشعة النووية.
طرق الوقاية من الإشعاع النووي
تتعدد التأثيرات الظاهرة الناتجة عن الإشعاع، لذا من المهم اتخاذ إجراءات وقائية صارمة عند التعامل مع مصادر الإشعاع المختلفة.
ينبغي مراعاة سلامة الأفراد العاملين في المجال الإشعاعي، حيث أن جسيمات ألفا قصيرة المدى لا تستطيع اختراق سطح الجسم الخارجي.
لذا، يجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع المصادر الإشعاعية، ومنها:
- توخي الحذر عند استخدام الأجهزة المصدرة للإشعاع مثل الأشعة السينية.
- يجب أن يتحلى العاملون في هذا المجال بحذر خاص عند التعامل مع المواد السوائل.
- لا ينبغي ترك مصادر الإشعاع مفتوحة بعد الانتهاء من العمل.
- استخدام أجهزة قياس مستويات الإشعاع عند دخول المناطق الملوثة بالإشعاع.
استراتيجيات إضافية للوقاية
- الاستفادة من الشركات المتخصصة في بناء المحطات النووية.
- بناء أبراج لمراقبة المفاعلات النووية عن بُعد.
-
وضع المحطات النووية في مناطق بعيدة عن التجمعات السكانية.
- مثل إقامة المفاعلات على جزر معزولة.
- إجراء صيانة دورية للعاملين في هذا المجال ومتابعة التفاعلات بشكل مستمر.
- تجنب استخدام المواد سريعة التفاعل داخل هذه المحطات.
علاوة على ذلك، يجب أن تُجرى تجارب متكررة لتفادي الأخطاء المتوقعة، ويجب وضع خطط واضحة للتعامل مع أي انبعاثات إشعاعية، وتحويلها إلى طاقة يمكن الاستفادة منها بطرق صديقة للبيئة.
ينبغي أن يكون هناك تصميم لمرافق تحت الأرض لتوفير خيارات سريعة للإخلاء في حالات الطوارئ، مع توفير الملابس الواقية المناسبة.