تُعتبر البيئة من العناصر الأساسية التي أعدها الله سبحانه وتعالى للإنسان. فهي المكان الذي يعيش فيه البشر وكافة الكائنات الحية، وتشمل أيضًا عناصر غير حية مثل الماء، التربة، والهواء. وقد دعا الإسلام إلى أهمية المحافظة على البيئة. في هذا المقال، سنستعرض العلاقة بين الإسلام وحماية البيئة.
مفهوم البيئة
- تُعد السماء من مكونات البيئة وتعتبر مصدرًا للجمال على سطح الأرض، حيث ذُكرت في القرآن الكريم مئة وعشرين مرة، كما توفر السحب الحماية من الأشعة الضارة.
- الأرض هي البيئة الرئيسية لجميع الكائنات الحية، وهي غنية بالثروات الطبيعية مثل الفواكه والمعادن.
- الماء يُعتبر أساس الحياة، فهو ضروري لجسم الإنسان والنبات على حد سواء، ولا يمكن تصور الحياة بدونه.
- الهواء موجود في البيئة أيضًا، وقد بُيّن في القرآن الكريم من خلال الإشارة إلى الرياح.
- تُعد النباتات مصادر الغذاء لكل من الإنسان والحيوانات، حيث تنتج الأكسجين الضروري للحياة.
- الحيوانات هي جزء لا يتجزأ من البيئة، وقد ذُكرت أسماء العديد منها في القرآن مثل سورة البقرة، النمل، العنكبوت، والنحل.
- أكرم الله الإنسان بالاستفادة من الحيوانات التي توفر له العديد من المنافع.
- خلق الله كل ما في البيئة لتكون في خدمة الإنسان ولتسهيل حياته.
الإسلام ودوره في حماية عناصر البيئة
تُشجع التعاليم الإسلامية على حماية البيئة ودرء الفساد، ومن أبرز المبادئ التي تدعو إلى ذلك:
مبدأ الخلافة
- خلق الله الإنسان كخليفة في الأرض، كما جاء في قوله تعالى: “وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة”، مما يفرض على الإنسان مسؤولية العناية بالبيئة.
مبدأ التوازن البيئي
- يمكن أن يؤدي التلوث إلى اختلال التوازن في البيئة، مما يؤثر سلبًا على الإنسان والكائنات الحية الأخرى.
مبدأ لا ضرر ولا ضرار
- إذا تعرضت البيئة لأي ضرر، فإن ذلك يؤدي أيضًا إلى تأثيرات سلبية على الإنسان، وبالتالي يُعتبر الضرر محرمًا في الإسلام.
مبدأ المصلحة العامة
- تُعتبر المحافظة على بيئة صحية مصلحة للجميع، وتعود بالنفع على جميع الكائنات الحية.
مبدأ المسؤولية الشخصية
- يُعتبر الإنسان المسؤول الأساسي عن حماية البيئة، حيث إن تصرفاته لها تأثيرات مباشرة عليها، كما قال صلى الله عليه وسلم: “كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته”.
مبدأ الرقابة الذاتية
- حث الإسلام على أهمية العناية بالبيئة، مما يستدعي تقوية الإرادة لحمايتها من الفساد.
مظاهر حماية environment في الإسلام
تشمل مظاهر حماية البيئة في الإسلام العديد من الأدلة الشرعية والتعاليم الإسلامية، ومنها:
تشجيع الإسلام على الزراعة
- أوصى النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بغرس الأشجار، حيث قال: “ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعًا، فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له بذلك صدقة”.
تحريم الاعتداء على عناصر البيئة
- تُعتبر البيئة حقًا لكل الكائنات الحية، وليس من المقبول أن يُعتبرها الإنسان ملكًا له، بل هي ملك لجميع البشر والكائنات.
دعوة الإسلام للاهتمام بنظافة البيئة
- حثَّ النبي صلى الله عليه وسلم على تجنب تلويث المياه، حيث قال: “لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه”.
الامتناع عن الإسراف في الموارد الطبيعية
- ينبغي تجنب الإسراف في استخدام الموارد الطبيعية مثل الماء، الذي يُعتبر أساس الحياة والبيئة.
حماية البيئة وفقًا للقرآن الكريم
- سخر الله الكون لخدمة الإنسانية، كما جاء في قوله تعالى: “وما ذرأ لكم في الأرض مختلفًا ألوانه إن في ذلك لأية لقومٍ يذكرون…”
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أكل منه له صدقة”.
- روي عن سعد بن أبي وقاص أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إن الله تعالى طيب يحب الطيب، نظيف يحب النظافة، كريم يحب الكرم…”
