أشكال العبادات التي تتعلق بالقلوب

أنواع العبادات

قام الله سبحانه وتعالى بتشريع العبادات للناس بما يتوافق مع فطرتهم، حيث جعلها متنوعة بأشكال عديدة. تتنوع العبادات إلى ثلاث فئات رئيسية: العبادات القلبية، التي تمثل الأمور المرتبطة بالقلب، والعبادات اللسانية، التي تشمل نطق الشهادتين، والثناء على الله سبحانه وتعالى، والدعاء، وتلاوة القرآن الكريم، والدعوة إلى الحق، والتناصح، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. كما تُعتبر العبادات البدنية الفئة الثالثة، وهي تشمل جميع العبادات التي تتطلب جهدًا بدنيًا، مثل الصلاة، والصيام، والنحر، والنذر، والعمرة، والحج، والجهاد في سبيل الله. ومن الضروري التأكيد على أن جميع هذه العبادات يجب أن تكون خالصة لوجه الله تعالى، حيث يجب أن تُوجه جميعها إليه دون سواه، فلا ينبغي بها إلا وجهه.

تعريف العبادات القلبية

تُعرف العبادات القلبية بأنها العبادات التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقلب الإنسان، كالاعتقاد والتوجه الداخلي. هذه العبادات تنبع من القلب وتؤثر بشكل عام على الجوارح، إلا أنها تُنسَب إلى القلب لأنه موطنها ومكان نشأتها. ومن ميزاتها أنها لا تقبل الهبة أو النيابة، بخلاف العبادات البدنية التي قد تقبل النيابة في بعض الحالات، إلا إذا كانت العبادات القلبية مرتبطة بأعمال بدنية، مثل النية عند أداء الحج، حيث يُنوي الحاج حجيه باسم معين. وذلك لأن هذه العبادة في الأصل بدنية ومالية، تقبل النيابة، ويتبعها النيّة لشخص محدد.

أنواع العبادات القلبية

فيما يلي نستعرض بعض أنواع العبادات القلبية:

• إخلاص النيّة لله وحده: فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنَّما الأعمال بالنّيَّات، وإنَّما لكل امرئ ما نوى). فالنية لا تؤدى إلا بالقلب، وهو مكانها ومحلّها.
• محبة الله عز وجل: تُعتبر محبة الخالق من أعظم العبادات القلبية، حيث قال الله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}. القلب الذي يمتلئ بحب الله -عز وجل- هو أقرب القلوب وأطهرها، بينما إذا وُجد في القلب حب أي شيء آخر غير الله تعالى، يمتزج هذا الحب بما هو غير محمود.
• البغض في الله تعالى: تُمثل كراهية الكفار وأولئك الذين يعادون دين الله -عز وجل- عبادة تقرب العبد من الله -تبارك وتعالى-.
• التوكل على الله تعالى: يُعتبر التوكل على الله من أكبر العبادات التي يتعبد بها المسلم، فهو لا يعتمد في حياته على أي شيء سوى الله تعالى.
• الخوف من الله تعالى: يمثل شعور العبد بالخوف من معصية الله وعقابه من العبادات القلبية التي يتعبد بها المسلم.
• الرجاء والأمل بالله تعالى: إن الأمل في رحمة الله وعفوه وفضله وكرمه يمثل من العبادات القلبية التي تُنعش روح المسلم.