الإسلام والشريعة الحنيفية وضعت إطاراً واضحاً لجميع جوانب الحياة الإنسانية، بما في ذلك الدعاء. حيث يكون الدعاء على بعض الأشخاص جائزًا، بينما يُعتبر غير جائز في حالات أخرى وخاصة عندما يتعلق الأمر بالوالدين. لذا، سنناقش في هذا المقال موضوع “الأب الظالم: هل يجوز الدعاء عليه؟” مع مزيد من التفاصيل حول بر الوالدين. تابعونا حتى نهاية المقال للحصول على كافة المعلومات المفيدة.
الأب الظالم: هل يجوز الدعاء عليه؟
- قبل الخوض في موضوع بر الوالدين وكيفية التعامل معهم، يجب أن نجيب على هذا السؤال بوضوح.
- إن الدعاء على الأب، حتى وإن كانت له تصرفات ظالمة، يُعتبر أمراً غير جائز، لأن ذلك يعد من عقوق الوالدين، ويقع تحت باب الكبائر بل من أعظم الكبائر.
- وقد جاء في الحديث الشريف عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: “ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ ثلاثًا، قلنا بلى يا رسول الله، قال الشرك بالله وعقوق الوالدين….”
- فيما يتعلق بمسألة الدعاء على الأب الظالم، أوضح الكثير من العلماء والمشايخ:
- إذا ابتلى الإنسان بأب ظالم، فعليه أن يُحسن معاملته، وبذل ما في وسعه لإرشاده ونصحه للتخلي عن سلوكياته السيئة.
- كما ينبغي له أن يتجنب المعاصي ويدعو له بهداية الله سبحانه وتعالى.
هل يجوز لي أن أقول لوالدي “لا سامحك الله”؟
- إن ذلك يُعتبر خطيئة كبيرة، ولكن في بعض الأحيان يكون الإنسان مأسوراً بالشيطان ولا يدرك ما يقول، لذا يجب عليه أن يستغفر ويتوب إذا تلفظ بأي عبارة تسيء لمكانة والده.
- ذكر الله سبحانه وتعالى تحذيراً شديداً في كتابه الكريم: (ولا تقل لهما أفٍ ولا تنهرهما، وقل لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل: رب ارحمهما كما ربياني صغيرا).
- الله سبحانه وتعالى لا يترك عباده للشيطان ليبعدهم عن الطريق المستقيم، فعلى الإنسان أن يتسم بالهدوء ويجتهد في الدعاء لوالده.
- يمكن أن يقول: “اللهم اهدنا، اللهم اكفنا شرهم”، فكل هذه الأدعية مستحبة، لكن لا يجوز الدعاء عليهم بالسوء.
نصائح للتعامل مع الظلم الأبوي
هناك العديد من الأمور التي يمكن التركيز عليها بدلاً من التفكير في المعاملة السيئة من الأب. وسنستعرض بعض النصائح في هذا السياق:
- من النصائح الأساسية الابتعاد عنه قدر الإمكان لتفادي الأذى، فإذا كان بإمكانك فعل ذلك، فهو الأفضل.
- إذا كنت تعيش معه تحت سقف واحد، يمكنك أن تعتزل قليلاً وتدعو له باستمرار بالهداية وصلاح الحال.
- إذا كنت قد تزوجت وانتقلت بعيداً، من الأفضل الابتعاد كلياً، ولكن عليك أن تواصل برّك له، مع الحرص على الصبر والتحمل على هذا البلاء.
- إن كان الأب لا يعترف بأخطائه، ينبغي تجنب الجدال معه بشكل كبير لئلا يتصاعد الموقف إلى ما يضر بك.
- الدعاء هو مفتاح الحل، فلا يُغير القدر إلا الدعاء، فعليك أن تدعو له دائماً بالإصلاح والهداية.
- الحل بإذن الله وحده، ولا يوجد رادع لأي شخص إلا بما قدَّره الله سبحانه وتعالى.
الحذر من الدعاء على الوالدين وهجرهم
- إن الدين الإسلامي يعبر عن الحق والعدل، ولا يظلم ربك أحداً، لذا لا يسمح الله لأي مخلوق بظلم عباده.
- الإسلام هو دين الفطرة ويدعو الجميع للعدل، ولذلك أتاح الله للظالم أن يطلب حقه، ولكن دعا إلى عدم الدعاء على الوالدين أو ظلمهم.
- كما حذرنا الله من عقوق الوالدين، والابتعاد عنهم، وتجنب الدعاء لهم بالخير وصلاح الحال.
- استند الأئمة والعلماء إلى أنه ينبغي مراعاة الوالدين وعدم الدعاء عليهم، وأن هذا الأمر يتعارض مع تعاليم الإسلام.
- يستند هذا التحذير إلى قوله تعالى: (إن الشرك لظلم عظيم). ورغم ذلك، حث الله سبحانه وتعالى على مصاحبة الوالدين المشركين ومعاملتهم بالحسنى مع عدم اتباع ما يسيرون عليه.
- يعتبر العلماء عقوق الوالدين من الكبائر بل من أشد صور العقوق، مما يعني أنه يجوز الدعاء على الظالمين إلا الوالدين.
الأسباب وراء عقوق الوالدين
- توجد أسباب متعددة لعقوق الأبناء لآبائهم، بما في ذلك التربية غير السليمة التي قد تدفع الأب إلى توجيه أبنائه نحو سلوكيات مغايرة للدين الإسلامي.
- ذلــك يكون بالابتعاد عن المبادئ الإسلامية مما يؤدي إلى نشوء سلوكيات غير صحيحة لدى الأبناء.
- ما يقوم به الآباء يؤثر بشكل كبير على الأبناء، مما قد يؤدي إلى عقوقهم دون أن يشعروا.
- تفريق المعاملة بين الأبناء يحمل تأثيراً سلبياً، حيث يزرع الكراهية في نفوسهم ويدفعهم إلى ابتعادهم عن الوالدين، مما يؤدي في بعض الأحيان للدعاء عليهم.
- في حالات الطلاق، يعاني الأبناء كثيرًا حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى الدعاء على الآباء. يجب أن نكون حذرين لا نصل بأبنائنا إلى هذه المرحلة.
