هل كنت تعلم أن متوسط عمر الإنسان بلغ 72 عامًا؟ من المعروف أن متوسط عمر الإنسان يختلف من عقد إلى آخر بسبب عدة عوامل، ومن الملاحظ أن متوسط العمر قد شهد ارتفاعًا ملحوظًا في عقدنا الحالي. فما هي الأسباب وراء ذلك؟ سنقوم بعرض جميع التفاصيل المتعلقة بمتوسط عمر الإنسان من خلال هذا الموقع.
متوسط عمر الإنسان يصل إلى 72 عامًا
يُدرك المهتمون بالتاريخ والتراث أن أجدادنا كانوا يعيشون أعمارًا أطول بكثير مما نعيشه اليوم. ومع ذلك، فإن فترة تاريخية شهدت انخفاضًا كبيرًا في متوسط الأعمار، حيث انخفض إلى حوالي 50 عامًا. ولكن، في العقود الأخيرة، بدأ متوسط عمر الإنسان في الارتفاع مجددًا. وقد اعتُقد أن هذا الارتفاع يعود إلى التحسينات في الرعاية الصحية والتغذية، مما يسهم في زيادة سنوات الحياة. وعلى مدى العقود القليلة الماضية، شهدنا زيادة ملحوظة في متوسط الأعمار على مستوى العالم؛ ففي عام 1960، وصل متوسط عمر المواليد إلى 52.5 عامًا، وهو العام الذي بدأ فيه تسجيل البيانات دوليًا من قبل الأمم المتحدة، بينما يبلغ متوسط العمر اليوم 72 عامًا.
وفي المملكة المتحدة، حيث تتوفر سجلات تاريخية أقدم، يمكن ملاحظة الزيادة بشكل أكثر وضوحًا؛ ففي عام 1841، كان متوسط العمر المتوقع لمولودة أنثى حوالي 42 عامًا ولمولود صبي 40 عامًا، مقارنة بمتوسط عمر بلغ 83 عامًا لمولودة في عام 2016 و79 عامًا لمولود في نفس العام.
كيفية حساب متوسط العمر
لحساب متوسط العمر، افترض وجود طفلين؛ أحدهما توفي قبل بلوغه عامه الأول، والآخر عاش حتى سن السبعين. في هذه الحالة، سيكون متوسط العمر بينهما 35 عامًا. ومع أن هذه الطريقة يمكن أن تعطي فكرة عامة عن متوسط العمر، لكنها تظل قاصرة ولا تعكس الظروف المعيشية لكلا الطفلين، خاصة أننا نتحدث عن مناطق أو فترات زمنية شهدت معدلات مرتفعة لوفيات الأطفال. فقد عانى البشر تاريخيًا من ارتفاع معدلات وفيات الأطفال، وهي مشكلة لا تزال قائمة في العديد من البلدان حتى اليوم.
النساء يعشن أطول من الرجال
أوضح تقرير إحصائي حديث صادر عن منظمة الصحة العالمية في جنيف أن متوسط العمر المتوقع عالميًا قد ارتفع بمقدار خمس سنوات ونصف منذ بداية القرن الحادي والعشرين. ولاحظ التقرير أيضًا أن النساء يعشن لفترة أطول من الرجال في جميع أنحاء العالم، وذلك نتيجة لعوامل عدة، مثل ارتفاع معدلات الوفيات الناتجة عن الجرائم والحوادث وأمراض القلب والحروب، على الرغم من تراجعها في الوقت الحالي.
وفقًا للتقرير، فإن الرجال يشكلون نسبة أكبر من الوفيات مقارنة بالنساء، وعزا التقرير هذا التباين إلى اختلاف التفاعل مع الرعاية الصحية بين الجنسين. وقد أظهرت نتائج إضافية من التقرير أن معدلات الانتحار العالمي كانت أعلى بنسبة 75% لدى الرجال مقارنة بالنساء، وكانت الوفيات الناتجة عن حوادث الطرق تفوق ضعفها لدى الرجال، بينما كانت وفيات الذكور الناتجة عن القتل أعلى بأربعة أضعاف.
تشير الأبحاث الأخيرة إلى إمكانية أن يعيش الإنسان حتى سن 130 عامًا في العقود القادمة، لكنهم أكدوا أنه من خلال تحليل البيانات، لا توجد حدود مرصودة للعمر البشري على الأرض.