كان يُطلق المسلمون على أفغانستان اسم خراسان، وقد تعددت الفتوحات الإسلامية حيث قام المسلمون العرب بغزو العديد من البلدان وضمها إلى الحكم الإسلامي، ومن بين هذه البلدان كانت أفغانستان، التي عُرفت بخراسان.
تعد خراسان جزءًا هامًا من شرق الإمبراطورية الفارسية، وكانت تُعرف بأرض شروق الشمس. بعد سقوط الإمبراطورية الفارسية، بدأت الحركات التي تدعم التحرير القومي في الظهور، مما أدى إلى تقسيم منطقة خراسان بين عدة دول، ومن بينها إيران وتركستان وأفغانستان، حيث باتت الأخيرة الأكثر تبعية حتى اليوم.
عندما دخل المسلمون إلى أفغانستان، قاموا بنشر الدين الإسلامي، واعتنق العديد من السكان الإسلام بدون مقاومة. وبذلك، أصبحت البلاد دولة إسلامية تلتزم بتعاليم الدين بشكل كامل.
أفغانستان
- تقع أفغانستان في قارة آسيا، حيث تبلغ مساحتها الإجمالية حوالي 230 ألف كيلومتر مربع، مما يجعلها واحدة من أكبر الدول مساحة في العالم.
- تشترك أفغانستان في الحدود مع كل من إيران والصين وتركمانستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان.
- نالت أفغانستان استقلالها في عام 1919 ميلادي، ولها موقع استراتيجي هام؛ حيث تربط بين جنوب وشرق آسيا من جهة وقارة أوروبا والشرق الأوسط من جهة أخرى.
- تتميز أفغانستان بتاريخها الغني في الثقافة والعلوم والدين، بالإضافة إلى المعالم السياحية والأثرية المهمة.
- عاصمة أفغانستان هي كابول، التي كانت قبل الفتوحات الإسلامية مدينة بوذية في فترة كوشان ومدينة هندوسية قبل اعتناق الإسلام وصارت تابعة للدولة الإسلامية. وقد أطلق عليها المسلمون لقب خراسان، وسنستعرض سبب هذا الاسم لاحقًا.
ما هو تاريخ خراسان
- عندما خضعت خراسان للحكم الإسلامي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، ودخل العديد من السكان الدين الإسلامي، بدأ حقبة جديدة من الخير والبركة.
- تميز سكان خراسان بالقوة البدنية والتصميم والإخلاص في العمل، حيث كانوا يعملون بجد وإتقان وبدون أي إلزام بدفع جزية أو إتاوة.
- ولقد انخرطوا في الزراعة والصناعات المختلفة، وشاركوا في العديد من الحروب، وأصبحوا بعد دخولهم الإسلام علماء ومؤرخين ومفسرين.
- أما أشهر مدن خراسان، فتشمل بلخ ونيسابور وهراة ومرو، وقد ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وشهدت الفتوحات الإسلامية تلك المرحلة توسعاً ملحوظاً للقبائل كوحدات مقاتلة، مما ساهم في نشر الدين الإسلامي ودمج الحضارات.
- وكل ذلك أسهم في بناء حضارة إسلامية زاهرة، ويمثل سكان خراسان من البلوش والفرس والبشتون والأتراك.” في شمال خراسان، وقد كانت المنطقة قبل ازدهار الإسلام مركزاً هاماً للديانة المجوسية.
- توجد منطقة الفردوس التي تتبع إداريًا خراسان في جل شرق إيران، وتحدها من الشمال تركستان وبحر الخزر، ومن الغرب العراق، ومن الشرق أفغانستان والهند، بينما تحدها من الجنوب كرمان وسجستان.
- تعتبر خراسان معروفة بتربتها الخصبة وهوائها الجيد ومائها العذب، فضلاً عن جودة ثمارها.
السكان في إقليم خراسان
- كما سبق وأن ذكرنا، يتكون غالبية سكان خراسان من البشتون، حيث كانت الديانة المجوسية هي السائدة قبل انتشار الإسلام. وعقب الغزو الإسلامي، أصبحت خراسان تتبع الحكم الإسلامي.
- ويعد سكان خراسان من أكثر الناس تمسكًا بالدين الإسلامي، وقد عرفوا بجودة صناعتهم للدروع والأسلحة والملابس، حيث تم قتل كسرى بن قباذ وفيروز بن يزدجر ملك الفرس بواسطة سكان خراسان.
- فيما يتعلق بتسمية خراسان، يذكر المؤرخون أن هناك شخص يدعى دغفل النسابة الذي ادعى أن هذا الاسم يعود لأبناء عالم بن سام بن نوح بعد تشتت ببابل التي نزح منها كل واحد إلى بلده.
- وتقول المتخصصون أن كلمة “خر” تعني الشمس بالفارسية، بينما “اسان” مُشتقة من أصل الشيء، مما يعني سهولة الوصول.
- عملت الدولتان العباسية والأموية على رعاية خراسان وجعلها مركز علمي وأدبي وديني هام بعد أن عُثرت تحت الحكم الإسلامي.
أهم محافظات خراسان
- تُعتبر خراسان الجديدة في الوقت الحالي تلك التي تقع شمال شرق إيران، وقد تم تقسيمها إلى عدة محافظات رئيسية، ومن بينها خراسان رضوى والتي تقع خراسان الشمالية في أحد محافظات إيران الواحدة والثلاثين، حيث يشكل غالبية سكانها من الفرس.
- التركمان يمثلون ثلث سكانها، بينما الأكراد يمثلون خمس عدد السكان.
- تُعتبر بجنورد عاصمة خراسان الشمالية، ومن بين مدنها الهامة: اسفارين وشيروان وجاجرم وسملقان ومُنان وفاروج.
- أما خراسان الجنوبية، فعاصمتها بيرجند، وخراسان رضوى عاصمتها مشهد،
- وتعتبر نيسابور المركز الثقافي الهام لتلك المحافظة.
- تُقدر المساحة الإجمالية لخراسان رضوى حوالي 120 ألف كم مربع، ويصل عدد السكان إلى 6 مليون نسمة.
مدينة نيسابور
- تعتبر نيسابور من المدن الرئيسية في خراسان حيث سنستعرض أهميتها، فهي واحدة من مدن إيران، وتعرف علميًا باسم نيسابور.
- وفي اللغة الفارسية، تعني نيشابور “المدينة الجديدة”.
- تأسست تلك المدينة في القرن الثالث قبل الميلاد، وكانت عاصمة لطاهريين.
- اكتسبت المدينة أهمية استراتيجية كبيرة في العصور الوسطى، حيث كانت نقطة وصل بين الأناضول والبحر الأبيض المتوسط مع الصين.
- بلغ عدد سكانها حوالي 250 ألف نسمة، وتضم جامعة آزاد الإسلامية.
- كما تحتوي على كلية الهندسة والزراعة، وتعد مركزًا هامًا للفرق الرياضية مثل كرة القدم.
- تحتوي المدينة على مراكز رياضية مختلفة مثل كرة السلة والطائرة ومجمع انغلاب الرياضي، ويمتد بها خط قطارات يعرف باسم كارثة، وهو وسيلة النقل الأساسية في المدينة.
- تقع نيسابور غرب قارة آسيا، وبالتحديد في شمال شرق إيران، وهي تابعة لمقاطعة خراسان رضوى وتحيط بها عدة مناطق.
- تعتبر نيسابور خلال الفترة الإسلامية في القرنين التاسع والعاشر من أهم المدن في صناعة الفخار والتحف الخزفية.
- حيث عُثر على بعض الأعمال الفنية داخل متحف ميتروبولتان للفنون، وتهتم أيضًا بصناعة السيراميك ذات الطابع الساساني.
- تشتهر المدينة أيضًا بصناعة السجاد، والذي وجد منه نماذج في مجموعة من الدول، منها مسجد الشيخ زايد في الإمارات وجامع السلطان قابوس الأكبر وقصر الرئاسة الأرميني.
أهم مشاهير نيسابور
- تحتضن نيسابور العديد من الشخصيات البارزة التي ساهمت بشكل كبير في مجالات الدين والعلم والثقافة والترجمة.
- من بين هؤلاء، يوجد الناشط الديني مازداك، الفيلسوف الزرادشتي بهافريد، والفقيه إسحاق بن راهويه.
- وكذلك العالم والمؤرخ الإيرانشهري وبن خزيمة ومسلم بن الحجاج وأبو الحسن العامري،
- وأيضًا أبو الوفاء البوزجاني وأحمد بن عماد الدين، بن أبي صادق وأبو سعيد أبو الخير وغيرهم الكثير.
- هناك عدد من المدن الأخرى التي تشبه نيسابور وتعتبر شقيقة لها في مجالات مختلفة،
- تعد منها المدن المحيطة بكربلاء في العراق، وأيضًا خوي الإيرانية وبغداد والبصرة.
- في أفغانستان تضم مدن مثل غزني وبلخ وهيرات، وفي أوزبكستان توجد بخاري وسمرقند وخوارزم.
- كما تشمل مدنًا مثل خوجاند وكلوب بمدينة طبرستان، والقيروان في تونس ورمي في قونية بتركيا.