تعتبر البكاء واحدة من وسائل التواصل الأساسية التي يستخدمها الأطفال للتعبير عن رغباتهم، آلامهم، أو مشاعرهم المتنوعة. إذ تُعتبر هذه الوسيلة الطريقة الوحيدة لجذب انتباه الوالدين. رغم ذلك، هناك أنواع مختلفة من البكاء قد يصعب على الأهل تفسيرها أو فهم أسبابها.
يُعد استيقاظ الطفل من النوم مع البكاء من أكثر التجارب المقلقة للأهل، حيث يكون من الصعب عليهم معرفة الأسباب التي أدت إلى بكاء طفلهم. لذا، نستعرض فيما يلي الأسباب المحتملة وراء هذا النوع من البكاء.
استيقاظ الطفل المفاجئ من النوم مع بكاء شديد
غالباً ما يستيقظ الأطفال من نومهم ببكاء شديد، مصحوباً بإحساس عميق بالانزعاج وعدم الراحة. وفي هذه الأثناء، قد يكون هناك عدة عوامل تفسر أسباب بكاءهم، مثل تعرضهم لكوابيس أو أصوات ناتجة عن البيئة المحيطة، أو قد يرجع الأمر إلى انزعاج جسدي، كالآلام الناتجة عن المغص أو مرض ما.
في جميع الأحوال، من الضروري البحث عن سبب بكاء الطفل، إذ يعتبر البكاء الوسيلة الوحيدة التي تعبر عن احتياجه. فقد يكون الأمر بسيطاً أو يتطلب التعامل مع عوارض طبية تستوجب التدخل الفوري من خلال استشارة طبيب، خاصة إذا كان هناك أعراض مثل الحمى أو التهاب الأذن.
أسباب بكاء الطفل بشكل مفاجئ أثناء النوم
توجد حالات متعددة لبكاء الطفل، منها استمرار بكاءه لأكثر من أسبوع أو شهرين، أو أن تأتي نوبات البكاء وتذهب. كما يواجه بعض الأطفال صعوبة في التهدئة حتى مع محاولات الأهل للمداعبة. وفيما يلي بعض الأسباب المحتملة لبكاء الطفل:
- الكوابيس: يمكن أن يكون سبب بكاء الأطفال الرضع مرتبطاً بمشكلة الذعر الليلي، حيث يتم الخلط بينه وبين الكوابيس.
- فالذعر الليلي هو أفكار مزعجة تُزعج الطفل أثناء النوم دون أن توقظه.
- يحدث ذلك عادة في الثلث الأول من الليل، وعند استيقاظ الطفل، ينسى حدث الذعر سريعًا.
- بينما تحدث الكوابيس في النصف الثاني من الليل وتؤدي لاستيقاظ الطفل، حيث يكون غالبًا قادرًا على تذكر تلك الأحلام، وقد تشعره بالقلق لعدة أيام بعد ذلك.
- الجوع: يُعتبر الجوع واحدًا من أكثر الأسباب شيوعًا، فالشعور بالجوع يدفع الطفل للاستيقاظ مع بكاء. ولتجنب ذلك، يُنصح بتهيئة جدول غذائي مناسب لضمان شعوره بالشبع قبل النوم.
- الألم: يُستخدم البكاء للتعبير عن الألم، فقد تكون الأسباب مرتبطة بمشاكل في الجهاز الهضمي أو آلام أخرى.
- الخوف: كثيراً ما يشعر الأطفال بالخوف من الظلام، مما قد يؤدي إلى استيقاظهم مع بكاء.
- فصلهم عن الوالدين: عندما ينام الطفل في غرفة منفصلة، يمكن أن يشعر بالقلق والافتقار للأمان.
طرق تهدئة الطفل أثناء نوبات البكاء الليلية
للمساعدة في تهدئة الطفل بعد استيقاظه من النوم وهو يبكي، يُفضل اتباع التوجيهات التالية:
- تقديم العناق للطفل لتهدئته وتخليصه من مشاعر الخوف، مما يمنحه شعوراً بالأمان.
- إذا استيقظ الطفل مع بكاء، استمع لما يشاركه حول ما رآه في حلمه، مما يساعد على تخفيف مخاوفه.
- يمكن أن تساعد الإضاءة الخافتة في الغرفة على تقليل بكاء الطفل ليلاً.
- تعتبر قراءة قصة من الوسائل الفعالة لتهدئة الطفل وتوفير الحب والدعم.
- إذا لم تُجدِ أي من الطرق السابقة نفعًا، يجب زيارة طبيب الاطفال.
احتياجات الطفل من النوم حسب عمره
يحتاج الأطفال الرضع في عمر 4 إلى 12 شهراً نحو 12 إلى 16 ساعة من النوم يومياً، بينما يحتاج الأطفال من سنة إلى سنتين من 11 إلى 14 ساعة يومياً.
ينبغي إعداد الطفل للنوم مبكراً بشكل يومي، فضلاً عن إنشاء روتين نوم بسيط، مثل وضعه في السرير في وقت محدد وإطفاء الأضواء، ثم الجلوس بجانبه لتهدئته أو قراءة قصة.
يمكن لبعض الآباء النوم بجوار طفلهم لفترة من الزمن ليمنحوه شعورًا بالأمان.
كما يجب الحرص على منح الطفل قيلولة أثناء النهار وتهيئة الغرفة لنوم هادئ.
نظافة الطفل وتأثيرها على جودة النوم
يعد الحفاظ على نظافة الطفل قبل النوم أمراً مهماً، وينصح بأن يستحم الطفل بماء دافئ ليساعده على الاسترخاء.
علاوة على ذلك، يجب تغيير الحفاض. لأن الإهمال ينجم عنه قد يُسبب تهيجًا على الجلد ويستدعي استيقاظه ليلاً.
يساعد الحمام الدافئ الطفل على الاسترخاء. وينبغي ضبط درجة حرارة الماء لتتراوح بين 37 و38 درجة مئوية ليكون مناسبًا لجسم الطفل.
كما أن عدم تغيير الحفاض قد يؤدي إلى شعور الطفل بالبرودة، مما يجعله يستيقظ فجأة أثناء النوم. لذا، يُفضل تقديم الرضاعة الطبيعية لإعادة الطاقة والدفء للطفل.
نصائح طبية لضمان نوم صحي للأطفال
إليك بعض النصائح الطبية البسيطة التي يمكن للأمهات تطبيقها لضمان نوم صحي للأطفال:
- ينبغي للأم أن تحاول النوم مبكرًا، مما يمنح الطفل فرصة للنوم الكافي قبل أن يستعد باقي أفراد المنزل للنوم.
- من المهم الحفاظ على أوقات منتظمة لاستيقاظ الطفل لضمان توازن في فترات النوم.
- يمكن تنظيم ذلك باستخدام المنبه لضبط مواعيد النوم والاستيقاظ.
- ضمان توفير هواء نقي في غرفة نوم الطفل لضمان تنفس سليم.
- يجب تجنب التدخين في الأماكن المغلقة وتهوية الغرف بشكل دوري.
- ينبغي تعرض فراش الطفل لأشعة الشمس بانتظام.
- يعتبر ذلك ممارسات جيدة لقتل الجراثيم والفيروسات، وتجنب إصابة الطفل بالفطريات والتسلخات.