تُعتبر الاضطرابات السلوكية مجموعة معقدة من المشكلات السلوكية والعاطفية التي يُعاني منها الأفراد، خصوصاً خلال مراحل الطفولة والمراهقة.
يواجه الأفراد في هذه الفترات تحديات كبيرة في الامتثال للقواعد والمعايير المفروضة عليهم، وغالباً ما يسعون إلى التعبير عن شخصياتهم وآرائهم بكل حرية.
الاضطرابات السلوكية والنفسية
- يتعرض كل فرد لمشكلات نفسية أثناء حياته اليومية، لكن تلك المشكلات قد لا ترتقي إلى مستوى المرض النفسي.
- ومع ذلك، فإنها تحتاج إلى اهتمام وعلاج، لتفادي تطورها إلى مشكلات أكثر حدة قد تؤثر على الصحة النفسية للفرد.
- يتطلب علاج المشكلات النفسية دراسة شاملة للمشكلة والظروف المحيطة بالشخص المتأثر.
- يتوجب على الأخصائيين دراسة الاضطراب بشكل متعمق، والوصول لفهم كامل لكل تفاصيل المشكلة، بما في ذلك الأعراض والتاريخ.
- تظهر الاضطرابات السلوكية في أشكال متعددة، تشمل سلوكيات عدوانية أو انفعالية غير تقليدية، بالإضافة إلى بعض السلوكيات المتطرفة التي قد تبتعد بالفرد عن المعايير المجتمعية والثقافية.
ملخص حول الاضطرابات السلوكية
- السلوك غير السوي أو المضطرب يُعتبر سلوكاً غير مقبول اجتماعياً.
- يحدث السلوك المضطرب بشكل متكرر.
- الأفراد الأكبر سناً في المجتمع لهم تأثير بالغ على سلوكيات الأطفال والمراهقين بشكل مباشر وغير مباشر.
- يمكن تعديل السلوكيات غير المقبولة وتعلم سلوكيات جديدة سوية.
- يجب أخذ عمر الفرد وجنسه وظروفه الاجتماعية في الاعتبار قبل الحكم على سلوكه.
- يمكن أن يؤدي اضطراب السلوك والاضطرابات النفسية إلى تعرض الطفل لمشكلات متعددة في حياته.
تعريف بوار للاضطرابات السلوكية
العالم النفسي باور
Bower
عرّف الاضطرابات السلوكية كما يلي:
- الطفل الذي يعاني من اضطراب انفعالي أو سلوكي غالباً ما يظهر تصرفات معينة لفترة طويلة.
- يفقد الطفل القدرة على التعلم دون وجود أسباب جسدية أو حسية أو عقلية واضحة.
- لا يتمكن الطفل من تكوين والحفاظ على علاقات اجتماعية صحية.
- تظهر على الطفل أنماط غير مقبولة من السلوكيات والمشاعر والانفعالات رغم وجوده في بيئات طبيعية.
- يعاني الطفل من الاكتئاب أو عدم الشعور بالسعادة بشكل مستمر.
- يمكن أن يظهر الطفل أعراضاً جسمية مثل مشكلات في النطق أو مخاوف تتعلق بالدراسة أو قضايا شخصية أخرى.
مظاهر الاضطرابات السلوكية
- زيادة ملحوظة في النشاط والحركة.
- تهور في التصرفات وردود الأفعال.
- سوء العلاقات مع الأقران والمعلمين.
- الإصابة بالقلق والاكتئاب.
- وجود عدد قليل أو انعدام من الأصدقاء.
- افتقار للنضج الاجتماعي.
- رفض طاعة الأوامر والتمرد عليها بشكل مستمر.
- استجابة سريعة للغضب وزيادة الحساسية والغيرة بشكل مفرط.
- السلوكيات غير المقبولة أخلاقياً ودينياً مثل الكذب والسرقة.
- سلوكيات عنيفة وعدوانية مثل الصراخ في وجه الآخرين.
- التظاهر بالمرض للانسحاب من المواقف الاجتماعية.
- التصرفات المبالغة مثل الضحك بشكل مفرط أو عدم الاهتمام.
- انخفاض مستويات التحصيل الدراسي.
أسباب الاضطرابات السلوكية
العوامل الاجتماعية
- تعرض الطفل لاضطراب في المناخ العاطفي داخل الأسرة خلال السنوات الأربع الأولى من حياته.
- تكرار شجارات الوالدين أو تجربة انفصالهما، مما يؤدي إلى إحباط عاطفي وزيادة احتماالات الاضطراب السلوكي.
- تعرض الطفل لعقوبات بدنية قاسية من قبل الوالدين.
- افتقار الطفل للارتباط الانفعالي بشخص بالغ موثوق في سنواته الأولى.
- عدم توجيه الآباء لأبنائهم لاحترام القوانين والقواعد.
- انشغال الوالدين بأعمالهم وعدم تقديم الرعاية اللازمة للأطفال.
- تعرض الطفل للإيذاء أو العنف الجسدي مما يزيد من احتمالية ظهور مشكلات نفسية وجسدية.
- غالبًا ما يفتقر الطفل إلى نموذج إيجابي يحتذي به.
العوامل النفسية
- تأثير علاقة الأم بطفلها، حيث تعتبر هذه العلاقة من العوامل الأساسية لنمو الطفل الاجتماعي والعاطفي السليم.
- قد يكون انخفاض مستوى ذكاء الطفل، أو حتى ذكاؤه العالي مشكلة، حيث يؤثر ذلك على سلوكه.
- غياب دور الأب في التربية وسلطة الأم على الطفل مما يُحدث خللًا في إدراك الطفل للمفاهيم السلوكية السليمة.
- شعور الطفل بالذنب وحاجته اللاشعورية للعقاب، مما يؤدي إلى إحباط وشعور دائم بالفشل.
العوامل البيولوجية
- تُعد الوراثة واحدة من العوامل المهمة، حيث يميل الأطفال إلى اكتساب صفات جسدية وعقلية وسلوكية من آبائهم.
- تبين بعض الأبحاث أن التشوهات في الكروموسومات قد تسهم في ظهور الاضطرابات السلوكية.
- اضطراب وظائف الدماغ بسبب مشكلات في تخطيط الدماغ، مما يؤدي إلى نقص في نمو الجهاز العصبي وزيادة العدوانية.
علاج الاضطرابات السلوكية
- يتطلب علاج الأطفال الذين يعانون من الاضطرابات السلوكية إقراراً بأن الأمر معقد وصعب، حيث تختلف الأسباب وتعقيدها من حالة لأخرى.
- تجدر الإشارة إلى أن هناك عوامل سلبية قد تؤثر على فاعلية العلاج، مثل عناد الطفل أو عدم ثقته بالبالغين.
- يحتاج الأخصائي النفسي إلى التعاون مع الأسرة والمعلمين لفهم العوامل المحيطة بحالة الطفل.
- قد يتطلب الأمر استشارة اختصاصيين آخرين مثل أطباء الأطفال أو الأطباء النفسيين لتقديم تشخيص دقيق.
- في حال تعرض الطفل للعنف الأسري، يجب نقله إلى بيئة أكثر أماناً.
- يتم توفير الدعم النفسي للطفل لحثه على التعبير عن مشاعره وكيفية التحكم بعواطفه.
- إذا كان الطفل يعاني من اضطرابات في الصحة العقلية مثل فرط الحركة أو الاكتئاب، فقد يحتاج إلى خطة علاجية شاملة تشمل الأدوية عند الحاجة.