تُعتبر الأراضي المالحة، التي تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم المذاب، من أبرز العوامل التي تؤثر سلبًا على جودة المحاصيل الزراعية. تنجم ملوحة التربة عن عدة أسباب، إلا أن هناك أيضًا طرق فعالة لعلاج هذه الملوحة. في هذا المقال، سوف نستعرض أفضل أنواع الأسمدة المستخدمة في تحسين الأراضي المالحة.
أفضل سماد للأرض المالحة
تتطلب الأراضي المالحة اهتمامًا خاصًا من المزارعين، حيث توجد أنواع معينة من الأسمدة التي يمكن أن تعالج مشكلة الملوحة. سنقوم بعرض أفضل الخيارات المتاحة من الأسمدة في النقاط التالية:
- أسمدة السلفات: تحتاج الأراضي التي تعاني من ارتفاع نسبة الأملاح إلى استخدام أسمدة تحتوي على سلفات مثل سلفات الزنك، والمنغنيز، والبوتاسيوم.
- الأفضل أن تُرش هذه الأسمدة على النباتات، بالإضافة إلى سلفات المغنيسيوم.
- لقد أثبتت هذه الأسمدة فعاليتها في تقليل نسبة الصوديوم في التربة.
- سماد كبريتات الكالسيوم: يُعرف في الأوساط الزراعية باسم الجبس الزراعي.
- يعد هذا السماد مصدرًا هامًا للكالسيوم الذي يساهم في التخلص من الأملاح الضارة في التربة.
- كما يزيد من مستوى النيتروجين في النباتات.
- يساعد ذلك الجذور على امتصاص العناصر الغذائية بكفاءة، مما يحافظ على صحة النباتات.
- السماد العضوي: يعتبر استعمال السماد العضوي الناتج عن روث الحيوانات والطيور أحد أهم وسائل تحسين جودة التربة والمحاصيل الزراعية.
- فهذا السماد لا يساهم فقط في تقليل نسبة الأملاح في التربة.
- بل يساعد أيضًا في تقليل تبخر الماء والحفاظ على رطوبة الأرض، مما يرفع مستوى الخصوبة.
- لذا يجب استخدام السماد العضوي في بداية كل موسم زراعي.
ما هي الأرض المالحة؟
قد يتساءل البعض عن مفهوم الأرض المالحة والعوامل التي تسبب هذه الملوحة. بعد توضيح أفضل سماد للأرض المالحة، نقدم تعريف الأرض المالحة كما يلي:
- تعني الأرض المالحة تراكم الأملاح بشكل مفرط في التربة.
- يركز هذا التراكم في جذور النباتات، مما يعيق نموها بشكل سليم.
- تتكون الأملاح الزائدة في التربة من عناصر مثل الصوديوم، المنغنيز، الكالسيوم، بالإضافة إلى كبريتات البوتاسيوم، البيكربونات، البورون، والنترات.
- تُعد هذه العناصر مفيدة للنباتات، وعندما تكون بكمية كافية، تُضيف إلى خصوبة التربة.
- ومع ذلك، فإن زيادة هذه العناصر تؤدي إلى ملوحة التربة.
- توجد عدة أسباب تحول التربة إلى أراضٍ مالحة غير مناسبة للزراعة.
- هناك أيضًا طرق يمكن استخدامها لمعالجة مشكلة الملوحة، وسنستعرض هذه المعلومات في الفقرات التالية.
أسباب ارتفاع الأملاح في التربة الزراعية
سنعرض في السطور القادمة الأسباب التي تؤدي إلى زيادة الأملاح في التربة الزراعية، بعد استعراض أفضل سماد للأرض المالحة. إليكم هذه الأسباب:
- تتمثل إحدى أبرز الأسباب في ري الأراضي بمياه تحتوي على نسبة مرتفعة من الأملاح.
- تؤدي هذه المياه إلى ترسيب الأملاح على السطح الزراعي.
- السبب الثاني هو ارتفاع الأملاح بشكل طبيعي في التربة، والتي تُعزى إلى التكوين الجيولوجي للأرض.
- هذا يمكن أن يكون نتيجة للعوامل البيئية المحيطة.
- السبب الثالث هو تكرار عملية الري على فترات قصيرة.
- تحتاج التربة إلى وقت كافٍ حتى تصل المياه إلى الجذور.
- لذا إذا تم الري بشكل متكرر، يتم ترسيب الملح الموجود في المياه على السطح مما يزيد الملوحة.
- السبب الرابع هو استخدام أسمدة تحتوي على نسب مرتفعة من الأملاح.
- السبب الخامس والأخير هو جريان المياه العذبة فوق أسطح مالحة، حيث تسحب المياه تلك الأملاح من السطوح.
كيفية تقليل ملوحة التربة
هناك عدة طرق يمكن تطبيقها لتقليل نسب الأملاح في التربة. نوضح هذه الأساليب فيما يلي:
- إنشاء شبكات للصرف الصحي أسفل الأرض الزراعية.
- تعمل هذه الشبكات على غسل الأملاح الزائدة من التربة.
- تُعتبر هذه الطريقة من أنجح طرق معالجة الملوحة، إلا أنها تحتاج إلى تنفيذ معقد وتكلفة عالية.
- استخدام أسلوب الرشح للأراضي المالحة.
- هذه الطريقة تساهم في غسل سطح التربة وتخلّصها من الأملاح الزائدة.
- إذا تم تنفيذها بشكل صحيح، فإنها تضمن وصول كمية مناسبة من المياه العذبة إلى جذور النباتات.
- زراعة المحاصيل الملحية، التي تحتاج إلى نسب مرتفعة من الأملاح.
- ستقوم هذه المحاصيل بامتصاص الأملاح الزائدة، مما يساهم في تحسين جودة الأرض.
- مثل هذه المحاصيل تشمل نبات الرجلة البحرية ونبتة الشنان القزمي.
- إضافة سماد مناسب للتربة المالحة تُعتبر من أهم طرق علاجها.
- كما تم توضيحه سابقًا في قسم “أفضل سماد للأرض المالحة”.
- استخدام محراث ذو نصال عميقة لحرث الأرض؛ سيساعد ذلك في تحسين صحة التربة وزيادة إنتاج المحاصيل.
أثر ملوحة التربة على النباتات الزراعية
فيما يلي، نستعرض التأثير السلبي لزيادة ملوحة التربة على النباتات الزراعية، بعد عرض أفضل السماد للأرض المالحة. التأثير السلبي يمكن تلخيصه في النقاط التالية:
ارتفاع الضغط الأسموزي على النباتات
نستعرض في ما يلي تأثير ارتفاع الضغط الأسموزي على النباتات:
- الضغط الأسموزي هو المجال الذي ينقل الرطوبة للكائنات الدقيقة المحيطة بالنباتات.
- إذا زاد ضغط هذا المجال، يؤدي ذلك إلى جفاف تلك الكائنات الدقيقة، مما يزيد من تركيز الأملاح.
- هذه الظروف تؤدي إلى فقدان النبات للرطوبة والطاقة المطلوبة للنمو، مما يضعف المحصول ويقلل الإنتاجية.
التأثير التراكمي للأيونات السامة على النبات
التأثير التراكمي للأيونات السامة يُعتبر الأثر السلبي الثاني للملوحة. نوضح ذلك فيما يلي:
- يشير تراكم الأيونات السامة إلى امتصاص التربة لكميات كبيرة من الكلور، الصوديوم، والبورون.
- كل هذه العناصر تصل إلى جذور النباتات، مما يؤدي إلى تقليل مستوى الرطوبة فيها.
- زيادة هذه العناصر تتسبب في تقليل الغذاء الواصل للأوراق، مما يؤثر سلبًا على نمو النبات.
أعراض ارتفاع معدل الأملاح على النباتات والتربة
تظهر مجموعة من الأعراض على النباتات التي تعاني من زيادة معدل الأملاح في التربة، كما تظهر على التربة نفسها. إليكم أبرز هذه الأعراض:
- قلة الإنتاج وضعف النباتات.
- تحول لون النباتات إلى الأخضر الداكن، وكذلك تحول لون الأوراق إلى الأخضر المائل للأزرق.
- تقزم واصفرار النباتات.
- تزهير النباتات في الأراضي المالحة قبل أوانها.
- تساقط كميات كبيرة من الثمار والأزهار.
- جفاف النباتات، والذي يظهر على الأوراق والفروع.
- ظهور الأملاح على سطح التربة بشكل أبيض.
- تدهور في بنية التربة مما يسبب تغير لونها إلى اللون الداكن، مما يدل على ارتفاع مستوى الملوحة وتدهور الأرض.