يُعتبر مرض الزهايمر من الأمراض الشائعة بين كبار السن، وهو يعد من التحديات الصحية الصعبة التي تواجه الطب الحديث. ورغم وجود أدوية تساعد على السيطرة على أعراض المرض والتقليل منها، إلا أنه لا يوجد حتى الآن علاج يضمن الشفاء التام منه.
في المراحل المتقدمة من المرض، قد يؤدي الزهايمر إلى وفاة المريض، لذلك سنستعرض في هذا المقال معلومات شاملة حول مرض الزهايمر، أسبابه، أعراضه، وطرق علاجه.
تعريف مرض الزهايمر
يُعرف مرض الزهايمر بأنه حالة ناتجة عن تدهور خلايا الذاكرة في الدماغ، مما يؤدي إلى ضعف القدرة على التذكر واضطراب في الأداء السلوكي.
كما يؤثر المرض على المهارات الاجتماعية، مما قد ينجم عنه آثار نفسية سلبية على المريض. ويُعتبر الزهايمر بداية للإصابة بالخرف.
تساعد الأدوية المتاحة حالياً في تخفيف أعراض المرض، وتمكّن المريض من ممارسة أنشطته اليومية بكفاءة دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين. لكن ينبغي على كبار السن تناول الأدوية المناسبة لتحقيق هذه الفوائد، حيث لا يوجد حتى الآن دواء يوقف تقدم المرض أو يعالج بشكل كامل، مما يجعل مضاعفاته قد تؤدي إلى الوفاة.
أعراض مرض الزهايمر
تتواجد مجموعة من الأعراض التي تشير إلى احتمال إصابة الشخص بمرض الزهايمر.
تبدأ الأعراض بشكل عام بنسيان مواقع الأشياء وأسماء الأقارب، ومع تقدم الحالة، قد يعاني المرضى من نسيان الأفراد المحيطين بهم.
هذه التغييرات ناتجة عن التغيرات الكيميائية في خلايا الدماغ والتي تؤثر بعدة جوانب، منها:
الذاكرة
- يتجاوز تأثير مرض الزهايمر مجرد نسيان مواقع المفاتيح أو أسماء الأقارب إلى تأثيرات سلبية شديدة على الذاكرة، حيث قد يكرر الشخص نفس السؤال عدة مرات.
- قد ينسى المريض الكثير من الأحداث والمحادثات، ويضع الأشياء في أماكن غير معتادة.
- يمكن أن يضيع في أماكن مألوفة، ويفقد القدرة على التعبير عن مشاعره بسبب نسيان الكثير من الكلمات.
- يعاني المريض من صعوبة في التركيز والتفكير، خاصة عند التعامل مع الأرقام، مما يمنعه من إجراء العمليات الحسابية أو مراجعة الأمور المالية.
- قد يواجه صعوبة في اتخاذ قرارات بسيطة مثل اختيار الملابس المناسبة أو طبخ الطعام أو قيادة السيارة.
- تتراجع قدرته على القيام بالأنشطة اليومية الأساسية، مما قد يؤدي إلى عدم تذكر كيفية ارتداء الملابس أو حتى الاستحمام.
- يمكن أن يؤثر المرض بشكل سلبي على حدة الرؤية، وعدم القدرة على التفاعل بشكل طبيعي مع العائلة أو الرغبة في الانعزال.
- قد يشعر المريض بأحاسيس مختلفة مثل الاكتئاب، أو قلة الاهتمام والمزاج المتقلب، مما يسبب له شعوراً بعدم الاستقرار.
ننصح بقراءة:
أسباب الإصابة بمرض الزهايمر
يرى الأطباء أن أسباب مرض الزهايمر مردها إلى مجموعة من العوامل الجينية والبيئية. وقد أظهرت الدراسات أن العوامل الجينية تساهم في نسبة لا تتجاوز 1% من حالات الإصابة، وتظهر هذه الأعراض عادةً بعد منتصف العمر.
إلى الآن، الأسباب الدقيقة للإصابة بالمرض غير معروفة، إلا أنه يرتبط بتغيرات في البروتينات في الدماغ التي تؤدي إلى تدمير الخلايا العصبية. تظهر أعراض الزهايمر بعد فترة طويلة من بداية التلف في خلايا الدماغ.
مع ذلك، يركز الباحثون على نوعين من البروتينات في الدماغ:
بروتينات الحبائك
- تقوم هذه البروتينات بنقل المواد الغذائية إلى الخلايا، وعند الإصابة بالمرض، يتغير شكلها لتصبح حبائك ليفية، مما يسبب سمية للخلايا.
اللويحات
- تتكون هذه من تجمعات بيتا أميوليد، وهي أجزاء متبقية من بروتينات أكبر، مما يعوق توصيل المواد الغذائية للخلايا، ويؤدي إلى تلفها.
طرق معالجة مرض الزهايمر
نظراً لعدم وجود أدوية ذات فعالية كاملة لعلاج الزهايمر، يتم وصف أدوية معينة للتخفيف من الأعراض وتقديم الدعم للمريض. تشمل هذه الأدوية:
أدوية لتحسين الوظائف العقلية
تم تصميم هذه الأدوية لدعم التواصل بين الخلايا العصبية، مما يساعد على تقليل تأثير المرض على سلوك المريض، رغم أن استجابة المرضى لهذه الأدوية قد تختلف.
أدوية لإدارة السلوك
مع ظهور أعراض مثل الاكتئاب والقلق، قام الباحثون بدراسة الأدوية التي يمكن أن تساعد في تخفيف هذه الأعراض، وقد أظهرت الأبحاث أهمية هذا النوع من العلاج لتحسين راحة المرضى.