أنواع السحب المختلفة وأشكالها

أنواع الغيوم

تُقسّم الغيوم بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية (WMO) إلى عشرة أنواع رئيسية ترتكز على الارتفاع، كما هو موضح أدناه:

الغيوم عالية الارتفاع

تكون الغيوم عالية الارتفاع (High-Level Clouds) على ارتفاع يزيد عن 5.5 كيلومتر تقريباً فوق سطح الأرض، وتشمل السحب السمحاقية (Cirrus Clouds)، والسحب السمحاقية الركامية (Cirrocumulus Clouds)، والسحب السمحاقية الطبقية (Cirrostratus Clouds). تغلب على هذه الأنواع الشفافية وتكون عادةً رقيقة وبيضاء، ولكن يمكن أن تظهر بألوان جميلة وقت غروب الشمس. تتكون هذه الغيوم بشكل أساسي من بلورات الجليد بسبب الانخفاض الشديد في درجات الحرارة عند تلك الارتفاعات.

السحب السمحاقية

تتميز السحب السمحاقية (Cirrus Clouds) بأنها تظهر في السماء كسحب بيضاء رقيقة تتباعد عن بعضها، ويتماثل شكلها مع الشعر الممتد عبر السماء. تُعتبر هذه الغيوم الأعلى بين الأنواع المختلفة، وغالباً ما تُعرف بـ “ذيل الحصان”. تتكون غالبًا من بلورات الثلج، ويعتمد وضوحها في السماء على تباعد هذه البلورات. عند مرورها أمام الشمس، قد تؤدي إلى تقليل سطوعها أو حتى حجبها بالكامل إذا كانت كثيفة نوعاً ما. غالباً ما تتزين هذه السحب بألوان حمراء أو صفراء فاتحة عند شروق الشمس وغروبها.

تظهر هذه السحب عادة في الأجواء الصافية، كما قد تتشكل قبل مجيء الجبهات الدافئة، أو العواصف الكبيرة، أو الأعاصير المدارية. يشير ظهور كميات قليلة من السحب السمحاقية في السماء الزرقاء الصافية إلى أجواء لطيفة. تتشكل هذه السحب من صعود الهواء الجاف وتحويل بخار الماء المتواجد فيها إلى ثلج دون المرور بالحالة السائلة، أو من مسارات الطائرات النفاثة في طبقات الجو العليا الجافة. تُقسم هذه السحب إلى خمسة أنواع مختلفة حسب الشكل:

  • السحب السمحاقية الليفية (Cirrus fibratus): عبارة عن سحب رفيعة خيطية تأخذ شكل أشرطة متوازية في السماء.
  • السحب السمحاقية المعقوفة (Cirrus uncinus): تشبه في شكلها الخطاف أو المنجل.
  • السحب السمحاقية الخصلية (Cirrus floccus): تُشبه في مظهرها الصوف أو القطن وتظهر كبقع غير منتظمة في السماء.
  • السحب السمحاقية السميكة (Cirrus spissatus): تتواجد في الجزء العلوي من التروبوسفير وتظهر كطبقة كثيفة من السحب تغطي معظم السماء.
  • السحب السمحاقية القلعية (Cirrus castellanus): تظهر لها قمم شبيهة بالأبراج وبطول أكبر عن عرضها.

السحب السمحاقية الركامية

تظهر السحب السمحاقية الركامية (Cirrocumulus Clouds) في شكل بقع بيضاء صغيرة تشبه الحبوب أو كرات القطن. تتكون من بلورات ثلجية، ويكون حجم كل غيمة منها أقل بكثير مقارنة بحجم السحب الركامية المتوسطة. تعتبر من السحب النادرة التي تستمر لفترات قصيرة، وغالبًا ما تظهر في فصل الشتاء أو في أجواء معتدلة.

تتواجد هذه السحب على ارتفاعات تتراوح بين 4.88 إلى 11.89 كيلومتر، وتنحني خلال شروق الشمس أو غروبها لتعكس الألوان الحمراء والصفراء. وعلى الرغم من ذلك، لا يصل الهطول الناتج عنها إلى الأرض. عادة ما تشير إلى اقتراب العواصف، تنقسم إلى أربعة أنواع حسب الشكل:

  • السحب السمحاقية الركامية المنتشرة (Cirrocumulus stratiformis): تظهر على شكل طبقات مسطحة.
  • السحب السمحاقية الركامية العدسية (Cirrocumulus lenticularis): تظهر كعدسات في السماء.
  • السحب السمحاقية الركامية الخصلية (Cirrocumulus floccus): تأخذ شكل خصل منتفخة تنتشر على مساحات واسعة.
  • السحب السمحاقية الركامية القلعية (Cirrocumulus castellanus): تكون طويلة أكثر من عرضها.

السحب السمحاقية الطبقية

تُعتبر السحب السمحاقية الطبقية (Cirrostratus Clouds) سحباً شفافة تمتد لتغطي السماء، وتميل إلى اللون الأبيض. يمكن التعرف عليها من خلال الهالة التي تحيط بالشمس أو القمر، الناتجة عن انعكاس الضوء على بلورات الثلج. تظهر هذه الهالة كحلقات أو بقع من الضوء حول الشمس أو القمر.

تظهر هذه الغيوم عادة كطبقة رقيقة وتسبق جوًا غير مستقر بنحو 12-18 ساعة. قد تُشير إلى ارتفاع مستوى الرطوبة في الأجواء العليا، وترتبط عادةً بجبهات دافئة. يمكننا تقسيمها إلى نوعين:

  • السحب السمحاقية الطبقية الليفية (Cirrostratus fibratus): تشبه السحب السمحاقية ولكن بصورة أكثر انتظاماً.
  • السحب السمحاقية الطبقية السديمية (Cirrostratus nebulosus): يظهر كحجاب يغطي السماء بشكل منتظم وبصعوبة ملاحظته غالباً.

الغيوم متوسطة المستوى

ترتفع الغيوم متوسطة المستوى (Mid-Level Clouds) في حدود 1.98 كيلومتر إلى 5.5 كيلومتر عن سطح الأرض. تشمل هذه الأنواع السحب الركامية المتوسطة (Altocumulus Clouds)، والسحب الطبقية المتوسطة (Altostratus Clouds)، والسحب المزن الطبقية (Nimbostratus Clouds). تتكون غالباً من قطرات الماء ولكن قد تشمل بلورات ثلجية في درجات الحرارة المتدنية.

السحب الركامية المتوسطة

تتميز السحب الركامية المتوسطة (Altocumulus Clouds) بلونها الأبيض وتظهر تدرجات لونية أحياناً. يمكن أن تكون على شكل كتل كروية أو أشرطة متوازية. يمكن تمييزها عن السحب السمحاقية الطبقية من خلال ملاحظة أن أحد أجزائها عادةً ما يكون أكثر قتامة. عندما تكون بحجم الإبهام تقريباً، تُعتبر سحباً ركامية متوسطة، بينما إذا كانت بحجم قبضة اليد، فهي تشير إلى سحب طبقية ركامية.

تتكون هذه السحب من قطرات الماء وقد تحتوي على بلورات ثلج، وتبدو الشمس أو القمر وكأنهما مشعين من خلف زجاج. تشير ظهورها في الصيف إلى إمكانية حدوث رعد، مما قد يؤدي إلى هطولات مطرية.

  • السحب الركامية المتوسطة المنتشرة (Altocumulus stratiformis): النوع الأكثر شيوعاً، يظهر كتل منتفخة من السحب.
  • السحب الركامية المتوسطة العدسية (Altocumulus lenticularis): تظهر كعدسات فوق الهضاب.
  • السحب الركامية المتوسطة القلعية (Altocumulus castellanus): أعلى من عرضها وتُشير إلى عدم استقرار جوي.
  • السحب الركامية المتوسطة الخصلية (Altocumulus floccus): صغيرة وترافق عادةً السحب الركامية القلعية.

السحب الطبقية المتوسطة

تغطي السحب الطبقية المتوسطة (Altostratus Clouds) عادةً السماء بلون رمادي، ولا تسمح برؤية الشمس أو القمر بوضوح. تشير ظهورها إلى اقتراب عاصفة مطرية أو ثلجية مع استمرار الهطولات. لا تنقسم السحب الطبقية المتوسطة إلى أنواع كما في الأنواع الأخرى.

السحب المزن الطبقية

تظهر السحب المزن الطبقية (Nimbostratus Clouds) كطبقة داكنة، وتسبب حجب أشعة الشمس، تترافق دائماً مع الهطول المنتظم. يرمز وجودها إلى بدء العاصفة وتغطي السماء لفترات طويلة. تتشكل نتيجة ازدياد سماكة السحب بالتزامن مع الجبهات الدافئة.

الغيوم منخفضة المستوى

يصطلح على الغيوم منخفضة المستوى بأنها تلك التي قد تلامس سطح الأرض أو ترتفع حتى 1.98 كيلومتر، وتشمل السحب الطبقية الركامية (Stratocumulus)، السحب الطبقية (Stratus)، السحب الركامية (Cumulus)، وسحب المزن الركامية (Cumulonimbus). تتشكل هذه السحب غالباً من القطيرات المائية أو القطرات فوق المبردة، بينما تحتوي في الشتاء البارد على بلورات الثلج.

السحب الركامية الطبقية

تبدو السحب الركامية الطبقية (Stratocumulus Clouds) كسحب منتفخة رمادية أو بيضاء، تظهر في شكل بقع من الغيوم. تتكون عند تيارات حمل ضعيفة في الغلاف الجوي. عادة لا تنتج عنها أمطار، لكن قد تحدث بعض الزخات الخفيفة في بعض الحالات.

  • السحب الركامية الطبقية المنتشرة (Stratocumulus stratiformis): الأكثر شيوعاً، تظهر كطبقات من السحب.
  • السحب الركامية الطبقية المتراكمة (Stratocumulus cumulogenitus): تتشكل عند مواجهة السحب الركامية الصاعدة.
  • السحب الركامية الطبقية القلعية (Stratocumulus castellanus): سحب رطبة قد تؤدي إلى عواصف رعدية.
  • السحب الركامية الطبقية العدسية (Stratocumulus lenticularis): الأقل انتشاراً، تظهر فوق الهضاب.

السحب الطبقية

تتكون السحب الطبقية (Stratus) من قطرات الماء وبلورات الثلج، تبدو كطبقة منتظمة تغطي السماء بالكامل. ترتبط بزخات خفيفة من المطر والضباب، وتتكون تحت ظروف مستقرة.

  • السحب الطبقية السديمية (Stratus nebulosus): سحب داكنة قد تصدر بعض الأمطار.
  • السحب الطبقية المجزّأة (Stratus fractus): السحب التي بدأت بالانفصال عن بعضها.

السحب الركامية

تتشكل السحب الركامية (Cumulus Stratus) ككرات قطنية ضخمة، وتبدو ذات قاعدة منبسطة داكنة نسبياً. تتكون نتيجة الحمل الحراري، ولا تسبب عادةً أمطار، إلا أنها قد تتطور لتكون سحب المزن الركامية. تظهر غالبًا في الأيام المشمسة وتكبر بالأحجام حتى تختفي في المساء.

سحب المزن الركامية

تعتبر سحب المزن الركامية (Cumulonimbus) سحباً ضخمة تترافق بالعواصف الرعدية، وتسبب هطول الأمطار بغزارة. تتشكل نتيجة نمو السحب الركامية الصغيرة فوق الأسطح الحارة، وقد تؤدي إلى حالات طقس سيئة مثل الفيضانات المفاجئة. تشمل أنواعها:

  • المزن الركامي ذات النتوء القليل (Cumulonimbus calvus): لا تتحول فيها القطرات إلى بلورات.
  • المزن الركامي الشعرية (Cumulonimbus capillatus): تبدأ القطرات بالتجمد وتتزامن مع بدء الأمطار.
  • المزن الركامي السندانية (Cumulonimbus incus): تأخذ شكل السندان وتستمر بالنمو.

أنواع أخرى من الغيوم

توجد أنواع مختلفة من الغيوم منها:

  • سحب الجرف (Shelf Cloud): تظهر كسحابة منخفضة تمتد أفقياً، وغالباً ما ترتبط بعواصف الجبهة.
  • السحب الصدرية أو الماماتوس (Mammatus): تتشكل بعد مرور العاصفة، تظهر كسلسلة من الجيوب المنتفخة.
  • السُحب الحائطية (Wall Cloud): تتشكل عندما يرتفع الهواء الرطب بسرعة كبيرة تحت قاعدة السحابة.
  • الضباب (Fog): طبقة من السُحب الطبقية قرب سطح الأرض.
  • سحب الطائرات النفاثة (Contrail): تظهر كشريط ضيق نتيجة تكاثف عوادم الطائرات.

تعريف الغيوم

الغيوم هي تجمعات مرئية من بلورات الثلج أو قطرات الماء، معلقة في الغلاف الجوي على ارتفاعات عالية. تنشأ من صعود بخار الماء وتكاثفه، وتلعب دورًا مهمًا في تنظيم درجة حرارة الأرض وحماية البيئة.

تصنيف الغيوم

تُصنف الغيوم بناءً على عاملين رئيسيين: الموقع والشكل. حيث تتواجد على ارتفاعات مختلفة، مثل الغيوم عالية المستوى والغيوم متوسطة المستوى وكذلك الغيوم منخفضة المستوى التي تُلامس الأرض في بعض الأحيان. أما الشكل، فتتخذ الغيوم أشكالاً متعددة، كالسحب السمحاقية التي تبدو رقيقة، والسحب الركامية الضخمة، بالإضافة إلى السحب الطبقية التي تغطي مساحات واسعة.

تم تصنيف الغيوم لأول مرة بواسطة لوك هوارد عام 1803 بأسلوب علمي، وقد وضع أسماءً لاتينية لعشرة أنواع أساسية، ما زالت تُستخدم حتى يومنا هذا.

هذا التصنيف تم تعديله في عام 1874 في المؤتمر العالمي للأرصاد الجوية ليصبح أساساً لتصنيف الغيوم المعتمد حالياً.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *