الجزيرة
الجزيرة، في مفهومها العام، هي مساحة من الماء محاطة باليابسة من جميع الجهات. وينطبق نفس التعريف على الجزيرة الصناعية، لكنها من صنع الإنسان. تُعتبر بحيرة ناصر، التي تقع في جمهورية مصر العربية، أكبر بحيرة صناعية في العالم. تتواجد هذه البحيرة أمام السد العالي، حيث تتجمع فيها مياه الفيضانات لنهر النيل. وقد جلبت العديد من الفوائد للشعب المصري، على الرغم من أنها غمرت مساحات واسعة من الأراضي، بما في ذلك جزء من الأراضي السودانية.
السد العالي
تتمتع مصر بمناخ صحراوي يتميز بندرة الأمطار وارتفاع درجات الحرارة، مما يجعل نهر النيل مصدراً حيوياً للحياة في البلاد. قبل إنشاء السد العالي، كانت الزراعة تعتمد على مياه الفيضانات التي كانت تتجمع في الترع المؤدّية من النهر، مما كان يتسبب بضرر كبير للمزروعات والمساكن، حيث كانت الفائدة من هذه المياه محدودة.
بدأ التفكير في معالجة قضية نقص مياه الري ومواجهة فيضان النهر منذ زمن الحكومة الفاطمية حين تم بناء خزانات صغيرة والترع، لكنها لم تحل المشكلة بشكل كافٍ. لذا، تبلورت فكرة إقامة سد يستوعب صبيب مياه الفيضانات. تقدم مهندس يوناني بمشروع للحكومة المصرية لإنشاء سد على مجرى النيل لجمع المياه واستخدامها لتوليد الطاقة الكهربائية، لكن لم يلقَ المشروع استجابة في ذلك الوقت. في عام 1953، مع قيام ثورة الضباط الأحرار، عرض المهندس نفسه الفكرة على الحكومة الجديدة، التي بدأت تهتم بالمشروع، وانتشرت الدراسات والتصاميم اللازمة له.
عندما كانت الحكومة المصرية تبحث عن تمويل للمشروع العملاق، واجهت صعوبات كبيرة، لكن الزعيم جمال عبد الناصر اتخذ خطوة تأميم قناة السويس، للاستفادة من إيرادات القناة في تمويل إقامة السد، حيث تم توقيع اتفاقية للبدء في البناء.
بحيرة ناصر
سُميت هذه البحيرة بـ”بحيرة ناصر” تكريمًا للزعيم المصري جمال عبد الناصر، الذي كان وراء فكرة بناء السد العالي. تكونت بحيرة ناصر نتيجة لتجميع المياه أمام السد، وتعتبر أكبر بحيرة صناعية في العالم، حيث يقع ثلث من مساحتها في الأراضي السودانية وثلثيها في الأراضي المصرية.
وصف البحيرة
تُعرف بحيرة ناصر بهذا الاسم تقديرًا للزعيم جمال عبد الناصر، وتتصف البحيرة بالخصائص التالية:
- طول البحيرة حوالي 500 كيلومتر.
- متوسط عرضها 12 كيلومتر.
- عمقها يصل إلى 180 متر.
- السعة التخزينية الإجمالية للبحيرة تصل إلى 162 مليار متر مكعب.
- سعة تخزين الطمي والرواسب تقدر بـ 32 مليار متر مكعب.
تنقسم البحيرة إلى قسمين: القسم الأول يقع في الجزء السفلي، ويخصص لتخزين الطمي والمواد العالقة بمياه الفيضان (“التخزين الميت”)، بينما يلي ذلك القسم المخصص للمياه (“التخزين الحي”)، الذي يستوعب كميات كبيرة من الفيضانات لأكثر من عامين متتالين، ويتم تصريف مياه البحيرة وفقاً للاحتياجات. وتحقق هذه البحيرة فوائد كبيرة جداً للشعب المصري.