يُعتبر البحر الأحمر من الأجسام المائية المميزة، حيث يُعد موطناً لبعض من أكثر الشعاب المرجانية إنتاجاً وتنوعاً. وقد كانت المجتمعات البشرية على ضفاف هذا البحر تكتظ بشكل تدريجي، بسبب الظروف المناخية الحارة والجافة المحيطة به.
الشعاب المرجانية في البحر الأحمر
- تتعرض الشعاب المرجانية لضغوط متزايدة بفعل التنمية الساحلية، بالإضافة إلى التغيرات العالمية.
- تشمل هذه المخاطر بشكل رئيسي تحمض المحيطات وارتفاع درجات حرارة مياه البحر، مما يهدد الشعاب المرجانية في المنطقة بشكل فعال.
- تمتاز الشعاب المرجانية في الجزء الجنوبي من البحر بأقصى درجات تحمّل الحرارة، ومع ذلك، شهدت أحداث تبييض مؤلمة في السنوات الماضية.
- تُعتبر الشعاب المرجانية في الأجزاء الشمالية ملاذًا لتلك الكائنات في ظل التحديات الناجمة عن الاحتباس الحراري وتحمض المحيطات، على الأقل خلال العقود المقبلة.
- تتطلب هذه الحساسيات الفريدة على طول التدرج العرضي للبحر الأحمر استراتيجيات إدارية وطرق حماية مختلفة.
- في إطار البحث عن حلول للحفاظ على مرونة هذه الشعاب، تم استخدام تحليل SWOT (نقاط القوة / الضعف / الفرص / التهديدات) لتقديم صورة واضحة عن الوضع الحالي واقتراح تدابير سياسية فعّالة.
- كما نُبرز أهمية اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الأجزاء الشمالية من البحر الأحمر كملاذ لمواجهة تغير المناخ وتأمين الشعاب المرجانية من خلال إدارة الضغوط المحلية.
- يتطلب الأمر أيضاً تعزيز قاعدة المعرفة العلمية لدعم الإدارة المستدامة وتشجيع التعاون الإقليمي في القضايا البيئية.
- استناداً إلى البيانات العلمية، تم تصنيف حلول مثل إنشاء المناطق البحرية المحمية، وتنظيم صيد الأسماك، واستعادة بيئات الشعاب المرجانية في خمسة مناطق عرضية متميزة من البحر الأحمر، مع توصيات بشأن مستويات التدخل.
تعريف الشعاب المرجانية
- تُعرّف الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الشعاب المرجانية بأنّها “أنظمة فريدة ومعقدة.”
- تُعتبر الشعاب المرجانية نظاماً إيكولوجيًا بحريًا أساسياً، حيث يتجاوز تنوع الأنواع فيها أي بيئة بحرية أخرى.
- تُعرف عمومًا بالغابات المطيرة للمحيطات، ومن المتوقع أنه على الرغم من أن مساحتها أقل من 0.2٪ من سطح المحيط، فإنها تستضيف حوالي 30٪ من التنوع البيولوجي البحري.
- أي أن هناك نحو 93,000 نوع موصوفة من الشعاب المرجانية، سواء كانت نباتات أو حيوانات، من إجمالي 274,000 نوع بحري مُعرف.
- تنتج الحيوانات الحية، خصوصاً المستعمرات المرجانية، الشعاب المرجانية التي تفرز “الشعاب المرجانية البنائية”، والتي تتكون من الأراجونيت، وهو نوع من كربونات الكالسيوم.
- يُشكل هذا الهيكل العظمي الخارجي إطارًا ثلاثي الأبعاد يُعزز التنوع البيولوجي والإنتاجية الإجمالية.
- يمكن أن تصل سماكة هذه الهياكل إلى 1.3 كيلومتر وطولها حتى 2000 كيلومتر، حسب شكلها.
- كما تُصنف الشعاب المرجانية إلى شعاب قريبة من الشاطئ على مسافة أقل من كيلومتر واحد، أو شعاب في العمق الساحلي على بعد خمسة كيلومترات من الأرض.
تاريخ البحر الأحمر وسكانه
- استقر البشر على الساحل الأفريقي للبحر الأحمر واعتمدوا على موارده للعيش منذ العصر الحجري، حيث كانت المجتمعات الإنسانية تتنقل بين السواحل وحوض الشام.
- قد عبروا إلى شبه الجزيرة العربية عندما سمحت الفترات الجليدية بالتحركات عبر المستويات المنخفضة.
- رغم ذلك، ظل عدد السكان منخفضًا لآلاف السنين بسبب المناخ الحار والجاف.
- عندما استكشفت بعثة “Arabia Felix” في ستينيات القرن التاسع عشر، كان سكان الساحل نادرين للغاية.
- تغيرت التركيبة السكانية عبر الزمن مع تحسين وسائل النقل البحري، خصوصًا بعد افتتاح قناة السويس عام 1869، مما ساهم في زيادة التجارة بين المحيطين الهندي والهادئ وأوروبا.
- توسعت الحركية السكانية مع تقدم تقنيات تحلية المياه وتوفير الطاقة، مما أدى إلى زيادة اهتمام الناس بالعيش في المناطق الساحلية.
- اليوم، يتجاوز عدد سكان دول البحر الأحمر 150 مليون نسمة، حيث يعيش معظمهم في الداخل أو بالقرب من ساحل البحر الأبيض المتوسط، بينما يبلغ عدد سكان ساحل البحر الأحمر فقط حوالي 6 ملايين نسمة.
- يزيد ذلك من التركيز السكاني على السواحل، حيث يعكس عدد سكان مصر، الذي يبلغ تقريبًا 100 مليون نسمة عام 2018، نمطاً يتجه إلى الاعتماد على طرق الحياة عبر نهر النيل.
- من المتوقع أيضاً أن يصل عدد السكان إلى نحو 120 مليون بحلول عام 2030، مما يشير إلى نمو سكاني كبير سيكون له تبعات ديموغرافية تشمل البحر الأحمر.
السياحة في البحر الأحمر والشعاب المرجانية في مصر
- تعد شبه جزيرة سيناء واحدة من أبرز الوجهات السياحية بمواقعها المقدسة، مثل دير سانت كاترين.
- تشمل المعالم البيئية القيمة، مثل الشعاب المرجانية في العقبة، التي تمثل جذبا سياحيا مثيرًا.
- يوفر البحر الأحمر موائل بحرية فريدة، بما في ذلك الشعاب المرجانية وأشجار القرم وأحواض الأعشاب البحرية.
- تُعتبر هذه البيئة البحرية مصدرًا مهمًا لسكان المناطق الساحلية من حيث الغذاء وحماية السواحل وتعزيز الاستقرار الاقتصادي من خلال السياحة.
- في سياق كونها دولة نامية، تعتمد مصر بشكل كبير على السياحة كمصدر رئيسي للإيرادات الأجنبية، مما يجعل السياحة البحرية حساسة للبيئة المحيطة، مثل نوعية الرمال والمياه.
- تزداد الحاجة إلى الحفاظ على هذه الشعاب وسط النشاط السياحي المتزايد في ظل ضعف السيطرة الحكومية في المنطقة ونمو الاستثمارات الخاصة.
تابع المزيد:
المناخ وتأثيره على الألوان في الشعاب المرجانية – ظاهرة التبييض
- مع ارتفاع درجات حرارة البحار وزيادة حموضتها نتيجة تغير المناخ، بدأت الشعاب المرجانية حول العالم في التأثر، حيث تُظهر ظاهرة تبييض متزايدة.
- ومع ذلك، في شمال البحر الأحمر، هناك بارقة أمل تتمثل في الشعاب المرجانية الأكثر مرونة.
- أصبحت الصور المتكررة للشعاب المرجانية المبيضة مقلقة، إذ تزايدت أحداث تبييض الشعاب بشكل ملحوظ نتيجة لتسارع تغير المناخ.
- بين عامي 2014 و2017، تعرض حوالي 75٪ من الشعاب المرجانية الاستوائية في جميع أنحاء العالم للتبييض، نتيجة لموجات الحرارة العالية.
- الشعاب المرجانية التي تتعرض للإجهاد تُظهر أعراضاً ظاهرة من تبييض، حيث تقوم بطرد الطحالب المفيدة المسؤولة عن توفير الطاقة.
- بدون هذه الطحالب، يفقد المرجان لونه وقد يظهر باللون الأبيض، مما يجعل التعافي بعد التبييض أمرًا غير مضمون.
- تزايد تكرار أحداث التبييض يعني أن هناك وقتاً أقل للشعاب للشفاء، مما يهدد بوفاة الشعاب الفاشلة وأنظمة حياتها البيئية.
- تقول أندريا جروتولي، أستاذة علوم الأرض في جامعة ولاية أوهايو: “مع تزايد وتيرة وشدة الأحداث التفريغية، أصبح الوضع أكثر خطورة.”.
- تركز أبحاث جروتولي على آثار تغير المناخ على الشعاب المرجانية، وما يجعل بعض هذه الشعاب أكثر مقاومة من غيرها.
- تشير النماذج إلى إمكانية فقدان جزء كبير من الشعاب بحلول نهاية القرن، حيث يُتوقع أن تدمر غالبية الشعاب المرجانية في العالم بحلول ذلك الوقت، رغم أن هذا قد يحدث قبل ذلك بكثير.
خطوات مصر للحفاظ على الشعاب المرجانية في البحر الأحمر
- تعد مياه البحر الأحمر، قبالة السواحل المصرية، موطناً لبعض من أهم الشعاب المرجانية الغنية بالإنتاج والتنوع.
- تجذب أشعة الشمس المستمرة خلال العام الملايين من الغواصين والزوّار إلى المنتجعات السياحية.
- تحظى منطقة البحر الأحمر بشعبية خاصة بين السياح، حيث يمكن الحصول على “ختم سيناء”، كبديل مجاني للتأشيرات السياحية، مما يسهل رحلات نهاية الأسبوع من أوروبا.
- نتيجة لذلك، تُعتبر صناعة السياحة من القطاعات الحيوية في الاقتصاد، حيث ساهمت بنحو 389 مليار جنيه مصري (حوالي 20.9 مليار يورو) في اقتصادات الدولة لعام 2018.
- لكن التركيزات العالية من السياح في المناطق الساحلية تُسهم بشكل كبير في زيادة التلوث البلاستيكي، مما يهدد الحياة البحرية.
- تهدف الجهود الأخيرة إلى تحقيق سياحة خالية من البلاستيك في البحر الأحمر في مصر، لحماية البيئة البحرية.
- كما تسعى للحفاظ على منتجعاتها المتميزة مثل الغردقة وشرم الشيخ لأجيال قادمة.