أول من كتب “بسم الله”
تداول العلماء والمؤرخون العديد من الروايات حول أول من كتب “بسم الله”. ويمكن تلخيص آراءهم كما يلي:
- تشير بعض الروايات إلى أن نبي الله سليمان -عليه السلام- هو أول من كتب “بسم الله”، وذلك في رسالته إلى ملكة سبأ وقومها، حيث دعاهم للإيمان بالله وحده. كما ورد في قول الله تعالى من لسان الملكة: (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ إِنِّي أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتَابٌ كَرِيمٌ* إِنَّهُ مِن سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ). وقد ذكر هذا القول ابن أبي عاصم الشيباني في كتابه المعروف بالأوائل نقلًا عن ابن عباس -رضي الله عنهما-.
- هناك رواية أخرى تشير إلى أن خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنه- هو أول من كتب “بسم الله” في مكة، كما ورد في كتاب الأزرقي “أخبار مكة”.
- يمكن الجمع بين الروايتين، حيث لا يوجد تعارض بين ما ورد في كتاب الأوائل وما في “أخبار مكة”. فيمكن القول إن نبي الله سليمان -عليه السلام- هو أول من كتبها بشكل عام في كتاب، بينما يعد خالد بن سعيد بن العاص -رضي الله عنه- أول من كتب البسملة في بداية الكتب التي كتبها أهل مكة.
معنى البسملة
البسملة هي العبارة المختصرة لـ: (بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ). وفيما يلي توضيح لمفرداتها:
- بسم: كلمة مشتقة من السمة، وتعني العلامة أو ما يدل على المسمى، أو السمو والرفعة، وتستخدم الباء للاستعانة، أي الاستعانة بالله.
- الله: هو اسم الله الأعظم، ويشتق من الكلمة “إله”.
- الرحمن: هو اسم من أسماء الله الحسنى، ويعبر عن الرحمة العامة والشاملة، التي تشمل المؤمنين وغيرهم في الدنيا، وللمؤمنين وحدهم في الآخرة.
- الرحيم: هو اسم من أسماء الله الحسنى، ويشير إلى الرحمة الخاصة، التي خص بها المؤمنين بالله والرسول واليوم الآخر.
باختصار، تعبر البسملة عن طلب العون من الله العظيم لإتمام العمل الذي ينوي المسلم القيام به، إضافةً إلى طلب القبول من الله سبحانه وتعالى، مع تذكير العبد بأن كل عمل ينبغي أن يكون خالصًا له.
مواضع البسملة
حثّ الإسلام المسلمين على بدء أعمالهم وأقوالهم بالبسملة، وأبرز هذه المواطن تشمل:
- يُستحب قول البسملة قبل دخول الخلاء.
- من المستحب أن يُقال البسملة عند البدء في الوضوء.
- يُستحب ذكر البسملة عند بدء قراءة القرآن، أو في مجلس الذكر والعلم.
- يُستحب قول البسملة عند الأكل والشرب، استنادًا لما رواه عمر بن أبي سلمة -رضي الله عنه- عن النبي -عليه الصلاة والسلام- في تعليمه لآداب الطعام: (كُنْتُ في حِجْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ يَدِي تَطِيشُ في الصَّحْفَةِ، فَقالَ لِي: يا غُلَامُ، سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بيَمِينِكَ، وَكُلْ ممَّا يَلِيكَ).
- يُستحب ذكر البسملة عند الجماع.
- تُعتبر البسملة مستحبة عند الذبح، وفقًا لقوله الإمام الشافعي، وهناك رواية عن الإمام أحمد، بينما يذهب الحنفية والمالكية والمشهور في مذهب الحنابلة إلى أنها واجبة.
- تُستحب البسملة على الصيد الذي يُؤكل لحمه في مذهب الشافعية، بينما يعتبرها الحنفية والمالكية واجبة.