الأنصار هم الصحابة الأوائل الذين اعتنقوا الإسلام وآمنوا برسالة النبي محمد، وهم من سكان يثرب. ولهذا فإن الكثير من الناس يسعون للتعرف على الأنصار في زمن الرسول وخصائصهم. لذلك، سنقوم من خلال هذا المقال بتقديم لمحة عن الأنصار في عهد نبي الله محمد.
من هم الأنصار
الأنصار هم المسلمون الأوائل من أهل يثرب الذين استقبلوا النبي محمد وأعانوه، وقد أطلق عليهم هذا الاسم لأنه خلال هجرتهم من مكة، استضافوهم في منازلهم بكل كرم.
ينحدر الأنصار بشكل رئيسي من قبيلتي الأوس والخزرج، وقد استقروا في يثرب بعد انتصارهم على اليهود.
تميز الأنصار بمجموعة من الصفات النبيلة التي كانت مصدر راحة للنفوس.
صفات الأنصار
يتمتع الأنصار بعدد من الخصائص التي تميزهم عن الآخرين، نذكر منها ما يلي:
- الكرم والسخاء، وهي سمات فطرية في طبيعتهم.
- خلو قلوبهم من الحسد تجاه المهاجرين.
- تحلّى الأنصار بصفة الإيثار، حيث كانوا يفضلون الآخرين على أنفسهم، مقدمين لهم الأموال والمنازل.
- محبة النبي لهم، حيث دعا لهم بالمغفرة لذرياتهم.
- تمتعهم بقلب حي وتفاعل إيجابي تجاه المشاعر النقية.
- تعزيز المحبة والود بينهم.
- كرم الضيافة.
بيعة العقبة
تعتبر بيعة العقبة حدثًا بارزًا في التاريخ الإسلامي، حين بايع مجموعة من الأنصار النبي محمد، وسميت بهذا الاسم نسبةً لموقعها بالقرب من العقبة.
كانت هذه البيعة تمهيدًا لهجرة النبي إلى المدينة، حيث تمت بيعتان، الأولى والثانية، إليكم تفاصيلهما:
1ـ بيعة العقبة الأولى
خلال موسم الحج، عرض النبي الإسلام على حجاج مكة، فقابل 6 أشخاص من الخزرج. بعد حديثه معهم وتلاوته للقرآن، أدركوا أنه النبي الذي كانت اليهود تتوعدهم بمجيئه.
والجدير بالذكر أن اليهود كانوا يهددون أهل يثرب بظهور نبي سيأتي في وقت لاحق. وعاد هؤلاء الأشخاص إلى يثرب ليقوموا بدعوة قبائلهم للإسلام.
2ـ بيعة العقبة الثانية
في العام التالي، جاء إلى النبي محمد 73 رجلًا وامرأتان من أهل المدينة، فاختار منهم 12 نقيبًا للإشراف على بنود البيعة. شملت بنود البيعة الدعوة للمعروف، والنهي عن المنكر، وطاعة الله ورسوله، والإنفاق في سبيل الله.
ترتب على هذه البيعة هجرة النبي محمد إلى المدينة، ومن ثم هجرة المسلمين، وكانت أيضًا بداية إنشاء الدولة الإسلامية وتحول حقيقي في مسيرة الدعوة وقوة المسلمين.
موقف الأنصار بعد فتح مكة
عاش النبي بين الأنصار، لكن عندما هاجر من مكة، كان يشعر بالحزن لفراقه بلده، حيث قال عنها “إنك لأحب بلاد الله إلى قلبي، ولولا أن أهلك أخرجوني منك ما خرجت.”
بعد فتح مكة، ظن الأنصار أن النبي سيتركهم للاستقرار في مكة، فعبّر أحدهم عن مشاعره قائلًا إن النبي يبحث عن أهله. وقد أبلغ الوحي النبي بما قاله الأنصار، فأكد لهم أنه معهم في الحياة والموت، وما زال طمأنهم بصدق مشاعرهم.
لقد كان الأنصار أصحاب كرم وجود، وكان لهم دورٌ كبير في نشر الإسلام، حيث ساهموا في دعم النبي محمد وإظهار حبهم له، كما كانوا مثالًا في تحقيق تعاليم الإسلام من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.