مفهوم الرحمة في الإسلام
تُفهم الرحمة في اللغة على أنها: الغفران ولين القلب وعطفه. أما عن تعريف الرحمة في الاصطلاح، فقد قدم العلماء تعريفات متعددة تتقارب في معناها. فقد عرّفها الجرجاني بأنها الرغبة والإرادة في تقديم الخير للآخرين، في حين عرّفها الكفوي بأنها “حالة وجدانية تحدث غالبًا لدى من يتمتع برقة القلب، وتكون بداية للانطواء النفسي الذي يُعبّر عن الإحسان”.
أهمية الرحمة بين الناس
تُعتبر الرحمة من أبرز العوامل التي تسهم في كسب القلوب وتعزيز المحبة والمودة بين الناس. فمن المعروف أن غياب الرحمة يؤثر بشكل سلبي على الحياة الكريمة. لذلك، تُعد الرحمة بين الأفراد ذات أهمية كبيرة، إذ إن انعدامها يقود إلى زرع الحقد وانعدام الطمأنينة وفقدان الحياة الطيبة. وفيما يلي بعض النقاط التي تبرز أهمية الرحمة بين الناس:
- الشخص الرحيم بالآخرين يستحق رحمة الله سبحانه وتعالى كما ورد في الحديث: (الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء).
- الرحمة هي سبب للحصول على محبة الله ومكانته.
- الراحمون يكونون محببين لدى الناس، ما يجعلهم في متناول القلوب.
- نشر الرحمة في المجتمع يسهم في بناء مجتمع خيّر ومتحد.
- إن مقدار الرحمة التي يتحلى بها الفرد يحدد مكانته عند الله.
- الرحمة تمثل وسيلة للتعامل مع الفقراء والمساكين والضعفاء، وعليها يُفترض الانتباه لأحوالهم ودعمهم.
- عموم الرحمة في المجتمع الإسلامي يعد دليلاً على أن الإسلام هو دين الرحمة والرأفة.
صور الرحمة بين الناس
هنا بعض الأمثلة التي تظهر وتحثّ على الرحمة كما جاءت في النصوص القرآنية والحديث النبوي:
- أكد القرآن الكريم على أهمية الرحمة والمودة بين الأزواج، حيث قال تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون).
- أشار القرآن إلى الرحمة في مجالات البيع والتجارة، حيث يُمنع احتكار السلع وفرض أسعار مبالغ فيها، ويُفضل المراعاة للظروف الاقتصادية للمجتمع.
- تعكس الرحمة في تجمع الناس حول الحق، للعيش في دار الرحمة وترك المعاصي.
- الرحمة تُعتبر أساس بناء مجتمع متماسك وقوي، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
- الرحمة تعتبر علامة على انتماء المسلم للإسلام كما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا).