يسأل العديد من المسلمين عن مصدر ظهور المسيح الدجال وما هي أفعاله تجاه سكان الأرض. يُعتبر المسيح الدجال من أبرز الشخصيات في العقيدة الإسلامية، لذا يسعى موقعنا من خلال هذا المقال للإجابة على تساؤلات حول مكان خروجه وما يمكن أن يفعله بأهل الأرض.
أين سيخرج المسيح الدجال؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. إجابة هذا السؤال تفيد بأن المسيح الدجال سيخرج من مدينة أصفهان في إيران، وسيكون معه سبعون ألفًا من اليهود الطيالسة.
ما الذي سيفعله المسيح الدجال بأهل الأرض؟
أما عن أفعاله، فإن المسيح الدجال سيُحدث فتنًا عظيمة وكوارث تصيب سكان الأرض، حيث يعد الدجال أكبر فتنة ستظهر في التاريخ. فكل نبي منذ أن خلق الله آدم نبّه أمته إلى فتنة الدجال. يشير هذا الأمر إلى حجم خطورة الفتنة، حيث ستستمر فتنته أربعين يومًا كاملاً، يومًا كالسنة، ويومًا كشهر، ويومًا كالأسبوع، وأربعة وثلاثين يومًا كأيامنا المعتادة.
في أوقات المجاعات والعطش، سيظهر الدجال، مما يجعل المؤمنين في أضعف حالاتهم من الجوع والعطش؛ وبسبب شدة قسوة الأرض في تلك الأوقات، سيكون غذاؤهم وشرابهم هو التسبيح والحمد والتهليل، كما ورد عن رسول الله. هذا الوضع سيزيد من سهولة مهمته في إغواء البشر، حيث سيقدم لهم مغريات عديدة لإقناعهم بأنه إله، وسيخرج معهم جبال من الخبز والذهب والأنهار ليغريهم لاتباعه.
المسيح الدجال
سُمّي المسيح الدجال بهذا الاسم لأنه يدعي زورًا كونه المسيح بن مريم، وهذا يعد كذبًا وبهتانًا. يحمل أيضًا لقب المسيح الدجال لأنه سيسير في الأرض بأسرها خلال أربعين يومًا، ويدعى بالأعور لأنه يُعتبر أعور العين، ويطلق عليه وصف المسيخ الدجال.
لقب “المسيخ” يُشير إلى أنه مكّن الله له مسخًا، إذ سيظهر في البداية كرجل يسعى لنشر السلام، ثم يدعي النبوة، ثم يتطور الأمر ليزعم بأنه الإله، وحاشا لله. فالله الكامل لا يمكن أن يكون أعور، ولن يُرى في الحياة الدنيا.
الدجال أعور بخصائص بشرية، مثل الأكل والشرب، وما يُعتبر شبه له بيننا وبين الله سبحانه هو محض كذب. والدجال ليس له والدين، وإلهنا جل شأنه لم يُولد ولم يُولد. إن مسخ الدجال الأعور يعد أقوى دليل على أنه مجرد شخص ملعون وكاذب، ومكانه جهنم خالداً فيها مع إبليس وسائر الجاحدين بوجود إله خالق لهذا الكون.
أما عن زمان خروجه، فسيظهر نتيجة غضب يبديه إبليس بعد الفتوحات الإسلامية التي سيقوم بها المسلمون تحت راية الإمام المهدي بعد المعركة الكبرى في سهل مجيدو (هرمجدون). بعد انتصارهم على الروم، سيتجه المسلمون شمالًا لفتح القسطنطينية، ومن ثم روما.
عندما يصل المسلمون إلى حدود روما لأول مرة في تاريخهم، سَيَصرخ إبليس أن الدجال قد ظهر لإيقاف الفتوحات، مما يثير الذعر في صفوف المجاهدين. ولذا، سوف يرسل المهدي عشرة من أفضل الفرسان للتحقق من حقيقة ظهور الدجال.
فتنة المسيح الدجال
كما ذكرنا، سيتم إرسال أفرسان الجيش للتحقيق في ظهور الأعور، لكنهم لن يجدوا له أثرًا. ولكن بعد عودتهم، سيظهر الدجال من مدينة أصفهان، ويجوب الأرض لمدة أربعين ليلة، باستثناء مكة المكرمة والمدينة المنورة.
ففي كل زاوية من زوايا مكة والمدينة، هناك ملائكة بحماية الجبار، ولو أذن الله لأحد من هؤلاء الملائكة بإيقاع الأذى بالدجال، لدُمّر. لكن الدجال يعلم ذلك، لذا لن يجرؤ على دخول هذه البقعتين المقدستين، وسيواصل نشر شروره طوال الأربعين يومًا.
إلى أن ينزل المسيح عيسى بن مريم عليه السلام من السماء عند المنارة الشرقية، ويدخل المسجد أثناء صلاة الفجر، فيتراجع الإمام المهدي ليتيح للمسيح بن مريم الصلاة بالمسلمين، حيث يقول المسيح أن تلك الصلاة كانت له. بعد انتهاء الصلاة، ينادي بن مريم المسلمين لفتح باب المسجد، وعند رؤيته للدجال، يفر الأخير ويمتدّد كما يذوب الملح في الماء، لكن بن مريم يلحقه ويضربه بحربة، فيُضعفه المسيح بن مريم قاتلاً الأعور الدجال مسيح الضلال.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا اليوم، حيث قدمنا تفاصيل دقيقة حول خروج المسيح الدجال وما سيفعله بأهل الأرض.