تُعتبر أسماء الشياطين وصفاتهم ووظائفهم موضوعًا مثيرًا للجدل. في البداية، نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى في الاستعاذة من تلك المخلوقات الغامضة مثل الشياطين والجن. ولكن، لا يدرك العديد منا الأسماء التي تُعرف بها الشياطين أو الأعداد التي تنتمي إليها. في هذا المقال، سنستعرض معلومات قيمة حول أسماء الشياطين والمهام التي يتولاها كل منها بشكل منفصل. كما ينبغي علينا السعي للتقرب إلى الله والتحصين ضد تلك الكائنات التي تسعى لسوء الإنسان.
أسماء الشياطين
تتعدد الأسماء التي تُطلق على الشياطين، ولا ينبغي أن تفاجأ بأن لهذه المخلوقات تسميات خاصة؛ فقد قام الله سبحانه وتعالى بتسمية كل ما هو كبير وصغير. يمكن لتلك المخلوقات رؤية البشر، بينما لا يمكننا رؤيتها؛ البعض منها يتخذ أشكالًا مختلفة، مثل الحيوانات أو المواد الجمادية، لإقناع الإنسان بوجودها بجانبه. ومن بين الأسماء المعروفة، نجد شيطان الولهان، والخنزب، والأجدع، والهفاف، والشيصبان، وشمهروش، وميطرون، وغيرهم ممن يُعبرون عن صفات الشياطين المتنوعة.
وظائف الشياطين في حياة الإنسان
تؤدي الشياطين العديد من الوظائف التي تعيق حياة الإنسان، إذ يُوكل إليهم إبليس مهام معينة تهدف إلى إبعاد البشر عن الأعمال الصالحة وجذبهم إلى المعاصي والذنوب. من بين هؤلاء نجد فئة تُمارس الأذى والوسواس الداخلي، مثل شيطان الهفاف، الذي يُظهر في صورة حيوان مألوف، مثل الحمار أو الماعز، للقيام بالتلاعب بقدرة الإنسان على التفكير.
ويوجد أيضًا شيطان زلنبور الذي ينشط في الأسواق وأماكن التجارة، حيث يحث الناس على خداع بعضهم البعض والتجميل من الكلام لبيع البضائع. كذلك نجد شيطان الولهان الذي يؤدي دورًا في الوسوسة بعد الوضوء والإعداد للصلاة، مما يجعل الشخص يتسائل عما إذا كان وضوؤه صحيحًا ويبدأ في تكراره.
شيطان الأبيض
يُعتبر هذا النوع من الشياطين موكلًا للأنبياء والرسل تحديدًا، حيث يوسوس للأنبياء بالغضب. كما يوجد شيطان ليزين الذي يأتي في حالة وقوع المصائب، ليحث الشخص على إيذاء نفسه جراء تلك المحنة، لذا يجب علينا عند التعرّض للأزمات أن نتذكر ما ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم في كتاب الله: (إنا لله وإنا إليه راجعون).
أيضًا هناك شيطان الأعور الذي يشجع الأفراد على ارتكاب الفواحش، ويعمل على تحريك الشهوات في نفوسهم لدفعهم إلى الزنا. كما يشتهر الشيطان داسم بتوليد الخلافات والمشكلات بين الأسر والأقارب، بينما يقوم الشيطان مطرش بنشر الأخبار الكاذبة بين الناس.
وليس الأمر مقتصرًا على أبناء إبليس فحسب، بل يوجد ابنة له تدعى لاقيس، وظيفتها تعليم نساء قوم لوط السحاق. كما يقوم الشيطان اقبض بنشر البيض الذي يفقس عنه الشياطين في كل مكان على وجه الأرض. ولذا، ينبغي الحذر من هذه الكائنات العدوة للإنسان والعمل على تجنب كل ما يغضب الله، وتذكر تلك الأسماء لكي لا يتم تسميتها لأي مولود يجلب النحس.
صفات الشيطان في القرآن
- إن للشياطين صفات تم ذكرها في مواضع متعددة من القرآن الكريم، مثل صفة الضعف. قال الله تعالى: “فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا”، مما يشير إلى أن الشيطان بالرغم من قوته الظاهرة على بعض البشر، إلا أنه في جوهره ضعيف.
- العداوة للإنسان: الشيطان هو عدو الإنسان الأول، يسعى لتدميره وإبعاده عن الصواب. قال تعالى: “إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا”، وهذا يحث على الحذر من الشيطان وتأخذه كعدو.
- يجري في الإنسان مجرى الدم: يعتبر الشيطان عدوًا يجري في عروق الإنسان، لذا يبذل جهوده في الوسوسة والشهوات. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم”.
آيات عن وسوسة الشيطان
توجد آيات في القرآن تتحدث عن وسوسة الشيطان للإنسان، وخصوصًا في سورة الناس، حيث قال الله تعالى: “قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)”. وتمتاز هذه السورة بالتأكيد على أن الشيطان هو عدو يوسوس للإنسان، وأن الاستعاذة بالله منه ومن وسوسته تعتبر أمرًا ضروريًا.
إبليس يوسوس إلى آدم عليه السلام
قال الله تعالى: “فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ”. وهذا يوضح قوة وسوسة إبليس، إذ استطاع أن يُغوي سيدنا آدم عليه السلام ليأكل من الشجرة ويخرجه من الجنة. ورغم ضعفه، تمكن إبليس من إغواء آدم بطريقة تعتمد على المغريات والتلاعب بالأحاسيس.
حقيقة ما يريده الشيطان من الإنسان
إن الشيطان لا يعدك إلا بالمشاكل والفقر والألم، فكيف يمكنك اتباعه وأنت تدرك نواياه السيئة؟ من الطبيعي الابتعاد عن الأعداء إذا كنت على علم بعداوتهم. قال تعالى: “الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاءِ ۖ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلًا ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ”. تتضح هنا نوايا الشيطان السيئة، إلى جانب وعد الله بالمغفرة والفضل، مما يجعل من الواضح الفرق بين الاثنتين. يُعد وعد الله بالمغفرة والخيرات دعوة للتقرب إلى الله والابتعاد عن وساوس الشيطان.