أهمية الفخر بالإسلام
تتجلى أهمية الفخر بالإسلام في ارتباطه الوثيق بالله سبحانه وتعالى، وبرسوله محمد صلى الله عليه وسلم. عندما يتحلى المسلم بالإيمان الصادق بالله وتوحيده والتوكل عليه، ويتبع سنن الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يعبّر عن فخر حقيقي بدينه. يتحقق ذلك من خلال إتقان المسلم لعباداته وسمو أخلاقه، مما يجعله يدرك عظمة هذا الدين التي تنطلق من عظمة الله تعالى. عندها يدرك المسلم أنه كائن مميز وقد خلقه الله لمهمة عظيمة تتمثل في عبادته وتوحيده وتعمير الأرض. لذا، يجب على المسلم أن يعتز بدينه من خلال محبة الله ورسوله، والعمل بإخلاص على نشر الدعوة الإسلامية، و بذل الجهد لتكون سلوكه مثالاً يُحتذى به، حاملًا في طياته فخرًا بدينه وأخلاقٍ ساميةٍ.
معنى الفخر بالإسلام
الفخر بالإسلام هو شعور ينبثق من الحب الصادق لهذا الدين والإيمان القوي به، الذي لا يقوم فقط على وراثة الآباء والأجداد بل على الأدلة والحقائق الراسخة. بفضل ذلك، يحصل المسلم على الانتماء الحقيقي للدين الإسلامي، ويصبح مستعدًا للتضحية في سبيله. إن العقيدة الصحيحة هي التي تدعم وتعزز هذا المفهوم في نفوس جميع المسلمين.
مواقف تعكس الفخر بالإسلام
التاريخ الإسلامي مليء بالمواقف التي تعكس اعتزاز المسلمين بدينهم، وتوضح كيف واجهوا من أساء للإسلام. من هذه المواقف:
- عندما خرج عمر بن الخطاب مع أبي عبيدة بن الجراح، وصادفوا منطقة مخاضة، نزل عمر عن ناقته وخلع نعليه ووضعهما على كتفه وبدأ السير على المخاضة. تعجب أبو عبيدة من هذا التصرف، وانتقده، فرد عليه عمر قائلاً: “إنّا كنا أذلّ قوم، فأعزَّنا الله بالإسلام، فمن يطلب العزة بغير ما أعزّنا الله به أذلّه الله”.
- رد السلطان عبد الحميد الثاني على صفقة من اليهود الذين عرضوا عليه تسليم فلسطين مقابل أموال، حيث أجاب قائلاً: “حتى لو قدمتم لي ملء الدنيا ذهبًا، فلن أقبل، ففلسطين ليست ملكي، بل هي ملك الأمة الإسلامية. وما اكتسبه المسلمون بدمائهم لا يمكن بيعه، وحتى وإن تفتت إمبراطوريتي يوماً، لن آمّنكم أن تحصلوا على فلسطين دون مقابل”.
- موقف سيدنا سعد بن معاذ أثناء أدائه العمرة، حيث واجهه كفار قريش، وبالأخص أبو جهل الذي حاول منعه. لكن سعد لم يستجب ومضى في أمره، حتى هدد أبو جهل بقطع طرق التجارة. وقد تحقق ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم من أن سعد هو من سيقتل أبو جهل، وذلك حدث في غزوة بدر.
- كان موقف ابن تيمية مع ملك التتر مثالًا للفخر والشجاعة، حيث واجه الملك بلا خوف وأصر أن لا يأكل من طعام ظالمين. هذه الشجاعة تعبر عن اعتزازه بدينه وقيمه.