أعراض الولادة في الشهر التاسع
على الرغم من وجود بعض الأعراض الشائعة المرتبطة بالولادة، إلا أن ظهور هذه الأعراض لا يعني بالضرورة أنها ستحدث قريبًا؛ فقد تظهر بعض العلامات على امرأة تدل على استعداد جسدها للولادة، بينما قد لا تتم الولادة لأسابيع. في المقابل، قد لا يظهر على امرأة أخرى أي علامات مسبقة ومع ذلك تدخل في مرحلة الولادة. في هذا المقال، سنتناول الأعراض التي تسبق الولادة الطبيعية وتدل على اقترابها، بالإضافة إلى الأعراض الأولية للمخاض.
علامات وأعراض ما قبل الولادة
ليس بالضرورة أن تكون علامات وأعراض المخاض ملموسة قبل الولادة مباشرة، حيث قد تظهر قبل ساعتين من الولادة لدى البعض، أو حتى قبل شهر، أو ربما أكثر لدى بعض النساء الحوامل. ونستعرض فيما يلي بعض هذه الأعراض وعلامات الولادة:
نزول رأس الطفل للحوض
عملية نزول الطفل إلى الحوض تُعرف بالتَخَفُّف (بالإنجليزية: Lightening)، وتحدث عادةً قبل المخاض بفترة تتراوح بين بضعة أسابيع أو ساعات. بالنسبة للولادة الأولى، قد يحدث هذا بعد أسابيع قليلة، أما في مرات الولادة اللاحقة فقد يحدث نزول رأس الطفل خلال المخاض فعليًا. يصاحب هذه المرحلة عدة أعراض، منها:
- حاجة متزايدة ومستمرة للذهاب إلى الحمام بسبب ضغط الرأس والرحم على المثانة.
- تغيير في نمط المشي.
- تحسن ملحوظ في ضيق التنفس الذي كانت تعانيه المرأة سابقًا.
- زيادة الضغط في منطقة الحوض.
- تحسن في حرقة المعدة نتيجة انخفاض الضغط على المعدة عند نزول الرأس.
تغييرات عنق الرحم
يحدث تغير في عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervix) مع اقتراب موعد الولادة، حيث يصبح أقل سماكة وأقصر، مما يسهم في اتساعه حول رأس الطفل. يُعرف هذا التغيير بـتلاشي عنق الرحم (بالإنجليزية: Cervical effacement) ويُقاس بنسبة مئوية من 0-100%. بينما يعرف اتساع عنق الرحم بالتمدد (بالإنجليزية: Dilation) ويُقاس من 1-10 سم. يعتبر كل من تمدد وتلاشي عنق الرحم نتيجة مباشرة لانقباضات الرحم.
تقلصات وزيادة ألم الظهر
عادةً ما تسبق المخاض تقلصات وآلام متزايدة في أسفل الظهر وأصل الفخذ، خاصةً في حالات الحمل المتكررة، حيث تتمدد العضلات والمفاصل استعدادًا للولادة. قد تشعر الحامل أيضًا بتقلصات لبضع ثوانٍ خلال منتصف الحمل، والتي لا تعني المخاض.
تغييرات في حركة الجنين
تستمر حركة الجنين حتى بداية المخاض وأثناء المخاض المبكر (بالإنجليزية: Early labor). إذا تغير نمط حركته إلى المزيد من التلوي كبديل حركات الركل، فقد يشير ذلك إلى تغير في وضع الجنين. في حالة انخفاض الحركة، يجب استشارة الطبيب للاطمئنان على صحة الجنين.
أعراض أخرى
هناك أعراض أخرى قد تشير إلى اقتراب الولادة، مثل:
- مرونة المفاصل الناتجة عن إفراز هرمون ريلاكسين (بالإنجليزية: Relaxin) مما يساعد على تسهيل عملية الولادة.
- الإسهال الناتج عن إفراز هرمونات تُساعد في إعداد الجسم للولادة.
- التوقف عن اكتساب الوزن أو فقدان الوزن في الأيام القليلة التي تسبق الولادة.
- شعور بالحيوية أو التعب المفاجئ في الفترة قبل البدء في المخاض.
- تسرب حليب اللبأ من الحلمة في الأسابيع الأخيرة من الحمل.
الأعراض والعلامات المبكرة للولادة
تبدأ الأعراض المبكرة للدلالة على قرب الولادة بالظهور قبل أيام إلى ساعات، ومن أبرزها:
زيادة قوة وتكرار التقلصات
الرحم هو العضلة الرئيسية التي تحمل الجنين خلال فترة الحمل، وعندما يبدأ في الانقباض يتسبب ذلك في ظهور تقلصات مؤلمة في البطن. تُعرف هذه الانقباضات بالانقباضات الكاذبة (بالإنجليزية: Braxton Hicks contractions) التي تزداد قوة وتكراراً مع اقتراب موعد الولادة. وتُعتبر التقلصات الفعلية هي تلك التي تدوم لفترة أطول وتزداد قوة، مما يجعل الحامل تركز على التنفس وتقلص الحركة.
نزول ماء الجنين
تمزق الغشاء الأمنيوسي (بالإنجليزية: Rupture of membranes)، المعروف عمومًا بنزول ماء الجنين، يحدث عادةً بعد أو أثناء بدء المخاض. يجب أن تتوجه المرأة إلى المستشفى إذا لم يبدأ المخاض خلال 24 ساعة من تمزق الكيس الأمنيوسي.
- يكون السائل نقيًا أو شاحب اللون، وقد يظهر فيه بعض الدم.
- إذا كان السائل ذو لون غير طبيعي أو رائحة كريهة، يجب الاتصال بالطبيب.
- من الممكن أن يشير تغير في لون السائل إلى وجود عدوى.
نزول سدادة مخاطية وإفرازات مهبلية
قبل الولادة، قد تحدث زيادة في الإفرازات المهبلية والتي تتغير من حيث الكثافة واللون، مما ينذر بدخول مرحلة المخاض.
نصائح عند الشعور بأعراض الولادة
إذا بدأت الأعراض في منتصف الليل، يجب محاولة الراحة تحضيرًا للولادة. في حالة حدوث العلامات خلال النهار، يُنصح بتجنب النوم لأقصى حد لتسهيل عملية المخاض. إليك بعض النصائح المفيدة:
- تناول وجبات خفيفة للاستفادة من الطاقة ولكن دون الشعور بالشبع.
- شرب السوائل لتعزيز مستويات الطاقة، خاصةً المشروبات الرياضية.
- طلب المساعدة في تدليك الظهر لراحة أكبر.
- مراقبة الانقباضات للتفريق بين المخاض الحقيقي والكاذب.
- ممارسة الاسترخاء لتخفيف الألم والاستعداد للولادة.
دواعي مراجعة الطبيب أو الطوارئ
على الرغم من أن العديد من النساء يفضلن الانتظار في منازلهن خلال المخاض المبكر، إلا أنه هناك أوقات يجب فيها الاتصال بالطبيب أو الذهاب إلى الطوارئ، مثل:
- حدوث تقلصات منتظمة تزداد قوتها.
- تنزيل السوائل بشكل مفاجئ من المهبل.
- انخفاض حركة الجنين.
- شعور بالألم المستمر في الظهر أو البطن.
- ظهور أي عدوى أو أعراض غير معتادة.
موعد الولادة
عادةً ما تحدث الولادة بشكل طبيعي بين الأسبوعين 38 و42 من الحمل. ومع ذلك، قد يختلف موعد بدء المخاض، إذ يمكن أن يحدث في أي وقت قبل أو بعد التاريخ المتوقع.