من هو أول الأئمة الأربعة في الفقه الإسلامي؟

الأئمة الأربعة هم الإمام أبو حنيفة النعمان، والإمام مالك بن أنس، والإمام الشافعي، والإمام أحمد بن حنبل. يجمع هؤلاء الأئمة أنهم يعدّون من أبرز علماء الفقه والحديث في تاريخ الإسلام. كثيرون يتساءلون عن أول الأئمة الأربعة، ومن خلال هذا الموقع سوف نجيب على هذا السؤال.

أول الأئمة الأربعة

شهدت الأمة الإسلامية استقرارًا ونزاهة في العلم، وجميع الأئمة الأربعة ينتمون إلى أهل السنة والجماعة. اتفقوا على أصول الدين بما يتماشى مع النصوص الشرعية، واحتدم النقاش بينهم حول فروع الدين التي لا يوجد عليها نص قاطع. حاول كل إمام أن يجتهد بناءً على النصوص المتاحة لديه بحثًا عن الحق. وكان أول هؤلاء الأئمة هو الإمام أبو حنيفة النعمان.

الإمام أبو حنيفة النعمان

الإمام أبو حنيفة هو النعمان بن ثابت بن المرزبان، وُلد في الكوفة عام 80 هـ، الموافق لعام 699 ميلادي. كانت أسرته مسلمة ميسورة يعدّ والدها من تجار الثياب في الكوفة، وقد بدأ النعمان بحفظ القرآن الكريم في صغره.

عندما بلغ السادسة من عمره، صحب والده للحج، وخلال هذا الوقت بدأ في دراسة أصول الدين. انتقل إلى البصرة في سن السابعة والعشرين، حيث انخرط في النقاشات والمجادلات مع الملحدين والمعتزلة والخوارج وغلاة الشيعة سعيًا منه للاعتراف بالحق والعودة إليه.

أولى اهتمامًا خاصًا بعلم الكلام وأصول الدين، وأسس حلقة علمية في الكوفة لتعليم الطلاب، وكان ذلك حينما كان في الثلاثين من عمره. ومن ثم درس علم الفقه، متسمًا بتوجه زاهد في الحياة، حيث رفض تولي القضاء حين عُرض عليه ذلك من قبل الخليفة المنصور العباسي.

أحب العلوم الإسلامية وتعمق فيها بشكل مُرَكَّز، حيث انشغل بدراسة فروع الفقه وتفسير المسائل الشرعية. ويُذكر أن الإمام الشافعي قال عنه: “ما طلب أحد الفقه إلا كان عيالًا على أبي حنيفة، وما قامت النساء على رجل أعقل من أبي حنيفة”.

توفي رحمه الله سنة 150 هـ، الموافق لعام 767 ميلادي، وجرى تشييع جنازته في بغداد حيث صُلّي عليها ست مرات ودفن هناك.

الأئمة الثلاثة الآخرون

كما أشار ابن تيمية رحمه الله في وصف منهج أهل السنة: “إن أهل الكتاب من قبلكم تفرّقوا على اثنتين وسبعين فرقة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلّا واحدة وهي الجماعة…” [الراوي: معاوية بن أبي سفيان] [المحدث الألباني].

1- الإمام مالك ثاني الأئمة الأربعة

يعتبر الإمام مالك في المرتبة الثانية زمنيًا بعد الإمام أبو حنيفة. وُلد الإمام عبد الله بن مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو الحارث في عام 93هـ، أي بعد ولادة الإمام أبو حنيفة بثلاث عشرة سنة.

كان جده من كبار التابعين، ووالده يمنياً جاء مظلومًا، مما يدل على أن مالك نشأ في بيئة علمية ومعرفية. درس علوم الحديث مثل أخيه، وأصبح مشهورًا أكثر من أخيه النضر بن أنس.

لعبت والدته دورًا بارزًا في حياته، حيث شجعته على ترك الأغاني والتوجه لطلب العلم، فقالت له: “ألبستني ثيابًا مشمّرة، ووضعت القلنسوة على رأسي، ثم قالت: اذهب فاكتب الآن”. أرسلته أيضًا إلى ربيعة بن أبي عبد الرحمن لتعلم الأدب قبل الشروع في تلقي العلوم.

2- الإمام الشافعي ثالث الأئمة الأربعة

وُلد الإمام الشافعي عام 150هـ، الموافق لعام 767 ميلادي. انتقل للعيش في مكة مع والدته بعد وفاة والده وكان عمره سنتين. درس الأدب والشعر والرماية، ومن ثمّ تعلم الفقه والحديث.

3- الإمام أحمد بن حنبل آخر الأئمة الأربعة

ُلِد الإمام أحمد بن حنبل في بغداد عام 164 هـ، الموافق 780 ميلادي. نشأ يتيماً وتعلم القرآن. وعندما بلغ الخامسة عشر، بدأ في طلب العلم، وكان طالبًا لدى الإمام يوسف القاضي. سافر إلى الكوفة، مكة، البصرة، اليمن، الشام، والجزيرة للبحث عن المعرفة.

بهذا نكون قد ختمنا مقالنا حول الأئمة الأربعة، متناولين حياة كل إمام ودورهم الكبير في حفظ الدين وتيسير الأحكام الشرعية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *