أنواع الحب وفقًا لعلم النفس

مفهوم الحب في علم النفس

يُعرّف الحب كفئة من العواطف والسلوكيات التي تتميز بالقوة والإخلاص والمسؤولية، بالإضافة إلى الالتزام والحميمية والشغف. يتضمن الحب أيضًا مجموعة متنوعة من التصرفات التي يقوم بها الأفراد تجاه بعضهم البعض، مثل الرعاية والاهتمام والتقارب في مختلف الظروف والأحداث. كما يعكس الحب مشاعر المودة والثقة والجاذبية، ويتباين هذا الشعور من فرد إلى آخر، حيث يمكن أن يكون عميقًا لدى البعض وعابرًا لدى آخرين، وقد يتغير مع مرور الوقت.

أنواع الحب في علم النفس

يعتقد كثيرون أن الحب الرومانسي هو الشكل الوحيد للعلاقات العاطفية بين الناس، على الرغم من أن هذه الفكرة ظهرت مؤخرًا مع تطور الروايات والأدب. ولكن يجهل الكثيرون أن هناك أنواعًا متعددة من الحب، مثل حب الشخص للطبيعة، ولأطفاله، وعائلته، وأصدقائه. وقد أثبت علم النفس وجود سبعة أنواع مختلفة من الحب، وهي كالتالي:

الحب العاطفي (Eros)

يُعرف هذا الحب بالعواطف الجنسية والعاطفية، ويتشابه مع الحب الرومانسي في الأساطير اليونانية حيث يُفتتن الشخص ثم يقع في الحب. يرتبط هذا النوع بالتكاثر واستمرار النوع البشري، حيث تتولد عواطف قوية بين الذكور والإناث، ويتمتع كل منهما بالتواجد جنبًا إلى جنب مع شريكه، ويكون بينهما تواصل متبادل وارتياح وتجربة جنسية ممتعة.

حب الأصدقاء (Philia)

يعكس هذا النوع من الحب مجموعة من المشاعر الإيجابية والنوايا الحسنة التي تنشأ بين شخصين، وقد تتضمن الأسباب التالية: أولًا، أن يكون الشخص مفيدًا؛ ثانيًا، أن يكون لطيفًا؛ وثالثًا، أن يتمتع بالعقلانية والفضيلة. يشعر الأصدقاء بالعلاقة القوية بينهم، حيث لا تقتصر علاقتهم على المصالح بل تشمل المحبة والاهتمام المتبادل.

الحب العائلي (Storge)

يُعتبر هذا الحب من أبرز أنواع المشاعر، حيث لا يستند إلى الجنس أو المصالح. حب الآباء لأبنائهم وعائلاتهم هو حب فطري أوجده الله ليوفر رابطًا قويًا بين الأفراد، سواء كانوا صغارًا أو كبارًا. ينشأ هذا الحب من مشاعر الألفة والارتباطات العائلية، ويعتبر حبًا حنونًا خاليًا من الأنانية.

حب الآخرين والأشياء (Agape)

يمثل هذا الحب حبًا عالميًا، مرتبطًا بالكون وما يحتويه من مخلوقات وطبيعة، وهو أيضًا حب الله. يشمل الحب غير المشروط والروحاني الذي يرتكز على نكران الذات، بعيدًا عن الروابط العائلية أو الجوانب الجنسية. يُعتبر الاهتمام بمصالح الآخرين دون أنانية جزءًا من هذا الحب، ويعد من الأنواع النادرة إذ يصعب على الكثير من الناس الشعور به، ويختلف باختلاف الثقافات والديانات.

حب الإعجاب (Ludus)

يتميز هذا الحب بأنه يظهر فجأة دون تخطيط مسبق، حيث تبدأ المشاعر في النمو عند الشخص المحب. لا يُعتبر حبًا ملتزمًا، بل هو قائم على المرح والمداعبة والاستمتاع بالأوقات الجميلة مثل الرقص والسهر والغزل. التركيز هنا يتجه نحو المتعة، وقد تستمر هذه العلاقة لفترة طويلة إذا توافق الطرفان معًا.

الحب العملي (Pragma)

يشير إلى الحب العقلاني القائم على الواجب والمصالح المشتركة بين الأفراد. يُطلق عليه أيضًا الزواج التقليدي، الذي كان شائعًا في الماضي ويستند عليه بعض الزيجات الحالية، بعكس الزواج الرومانسي الذي يُعتبر أكثر حداثة. ومع ذلك، يستمر الحب العملي في بعض المجتمعات في عصرنا الحالي.

حب الذات (Philautia)

يعد حب الذات صحيًا في كثير من الأحوال، لكنه قد يتحول إلى حب غير صحي إذا وضع الفرد نفسه فوق الجميع، لا مكترثًا بالآخرين ولا يهتم إلا بمصلحته الشخصية. يمكن أن يصبح هذا النوع من الحب تعبيرًا عن الأنانية السلبية، خاصةً إذا ارتبط بالتكبر، مما يفتح المجال للأذى والعداوات والصراعات القاسية.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *