يسعى العديد من الأفراد إلى فهم الشخصيات الحساسة ونقاط ضعفها، ولذلك يوفر هذا المقال معلومات شاملة عن هذه الشخصية، إضافة إلى تبيان الصفات الأساسية التي يتمتع بها الأفراد ذوو الشخصية الحساسة. تُعد هذه الشخصية من أكثر الشخصيات عاطفية وحنونة، وتتميز بالصدق والبراءة، على الرغم من وجود بعض العيوب التي قد تبدو غير مقبولة للبعض.
تعريف الشخصية الحساسة
تحظى الشخصية الحساسة باهتمام ملحوظ من المجتمع، نظرًا لحساسيتها الفائقة. في علم النفس، تُعرَف الشخصية الحساسة بأنها تلك التي تستجيب بشكل مبالغ فيه للمحفزات الجسدية والعاطفية، مثل الشعور بالجوع، الألم، شدة الضوء، وردود الأفعال. وقد أوضح الخبراء أن هذه الشخصية ليست مجرد حالة مرضية، بل هي سمة فريدة تحمل نقاط القوة والضعف كما هو الحال في باقي الشخصيات.
كان (إيلين آرون وآرثر آرون) هما أول من درس هذه الشخصية، حيث أصدرا كتابًا بعنوان “الشخصية شديدة الحساسية” في عام 1996، والذي لاقى اهتمامًا كبيرًا في ذلك الوقت.
السمات الأساسية للشخصية الحساسة
يمتاز الأفراد ذوو الشخصية الحساسة بمجموعة من الصفات التي تُميزهم، وتشمل:
- العاطفة المبالغ فيها، والصدق، والكرم الشديد.
- ردود الفعل المفرطة تجاه الضغوطات اليومية أو المواقف البسيطة.
- التأثر العميق بالتجارب السلبية، مما يجعلهم أكثر حساسية من غيرهم.
- الإحساس بالإهانة من مواقف بسيطة أو كلمات غير مقصودة.
- الشخصية الحساسة غالبًا ما تكون طيبة ومتعاطفة، حيث تسعى لتقديم الدعم لمن حولها.
- كثرة الشعور بالغضب تجاه مواقف أو أمور يشعرون بالعجز تجاهها.
- الشعور بالحرج في التجمعات الاجتماعية، وعدم القدرة على التصرف بشكل سليم في المواقف العادية.
- كثرة لوم الذات على المواقف التي يعتبرها الآخرون طبيعية.
- كما يميل الأفراد ذوو الشخصية الحساسة إلى كتمان مشاعرهم السلبية خشيةً من عدم تفهم الآخرين لمشاعرهم.
نقاط الضعف الأكثر شيوعًا للشخصية الحساسة
تُعاني الشخصية الحساسة من عدة نقاط ضعف، وأبرزها:
- العاطفة القوية، حيث يتأثر الأشخاص سريعًا بكل ما يحيط بهم.
- التعلق العاطفي، مما يجعلهم يهتمون بشكل مفرط بالعائلة والأصدقاء الذين يشعرون بأنهم يمثلون مصدر الأمان لهم.
- الانهيار العاطفي، أو التعرض للاكتئاب نتيجة التفكير الزائد في الأحداث الحياتية اليومية؛ فقد تنهار الشخصية الحساسة عند رؤية موقف محزن أو تعرض شخص عزيز لها للأذى.
العوامل التي تسهم في نماء الشخصية الحساسة
ترتبط نشأة الشخصية الحساسة بمجموعة من العوامل التي تساهم في تطورها، ومنها:
- التعرض للإهمال الأسري في مرحلة الطفولة، مما يؤدي إلى تبلور الشخصية الحساسة لاحقًا.
- التعرض لصدمات عاطفية أو تجارب مؤلمة خلال الطفولة، مما يُحدث استجابة سريعة من الجينات تجاه هذه الصدمات، وبالتالي تصبح الشخصية أكثر حساسية مع مرور الوقت.
- تلعب العوامل الوراثية دورًا ملحوظًا في نشأة هذه الشخصية، حيث يمكن أن ينتقل هذا السلوك من أحد أفراد الأسرة ذو الشخصية الحساسة، مما يزيد من احتمال نشوء أطفال يحملون خصائص مشابهة.
تمتاز الشخصية الحساسة بسمات فريدة تجعلها محبوبة من قبل الكثيرين، إلا أنها قد تثير استياء البعض الآخر بسبب حساسيتها المفرطة واهتمامها الدائم، وهو ما قد يعتبر زائدًا عن الحاجة من قبل المحيطين بها.
