موقع سكن قوم عاد
استقر قوم عاد في الجزء الجنوبي من الجزيرة العربية، وتحديدًا في منطقة الربع الخالي التي تربط بينها وبين محافظة حضرموت في اليمن. وقد أظهرت الأبحاث الأثرية وجود قصور مرتفعة، ومدينة عظيمة، وجبال منحوتة؛ حيث كان قوم عاد يمارسون فن النحت في الجبال، مما أتاح لهم بناء قصور وبيوت شاهقة.
هناك وجهة نظر أخرى تشير إلى أن مكان سكن قوم عاد هو منطقة الأحقاف، والتي يُعتقد أنها الرمال الموجودة في عمان. قال الله -عز وجل-: (وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بالأحقافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ).
دعوة سيدنا هود لقوم عاد
كلف الله -سبحانه وتعالى- سيدنا هود بدعوة قومه إلى عبادة الله الواحد دون سواه، ونهاهم عن عبادة الأصنام التي لا تجلب نفعًا ولا تضر. بدأ سيدنا هود دعوته بتذكير قومه بما أسبغ الله عليهم من النعم، مثل الصحة والمال والأبناء. قال -تعالى-: (وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ).
رد فعل قوم عاد تجاه الدعوة
لم يتقبل قوم عاد دعوة سيدنا هود، بل اتهموه بالجنون. رغم ذلك، لم يفقد سيدنا هود الأمل، بل استمر في محاولاته لإقناعهم بالتوجيه نحو الهداية وترك الكفر. إلا أن قوم عاد زادوا إصرارًا على رفض الدعوة، بادعائهم أن النعم التي يتمتعون بها ليست من الله، بل تعود إلى ذكائهم وعقولهم. قال -تعالى-: (كذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ).
العذاب الذي وقع على قوم عاد
واصل سيدنا هود دعوته لقومه قبل أن ينزل عليهم عذاب الله. لكنهم تجبروا في الأرض واعتقدوا أنهم لن يُهزموا. بدأ الله -سبحانه وتعالى- بسحب النعم التي كانوا ينعمون بها، فحرمهم من الأمطار التي كانت تمثل مصدر حياتهم في الصحراء القاحلة، وواجهتهم حرارة الشمس القاسية التي أذابت جلودهم، كما احترقت زراعتهم وتوفيت مواشيهم.
وصل الأمر إلى نهايتهم عندما أرسل الله ريحًا عاتية هدمت منازلهم واقتلعت أشجارهم. هُلك معظمهم، بينما حاول البعض الهروب إلى الجبال ظنًا منهم أنها ستقيهم. لكن من يستطيع حمايتهم من عذاب الله؟ فقد أرسل الله نيرانًا تلتهمهم. استمر عذاب الله لمدة سبع ليالٍ وثمانية أيام حتى هلكوا جميعًا. قال -تعالى-: (وَأَمَّا عَادٌ فَأُهْلِكُوا بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ* سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا فَتَرَى الْقَوْمَ فِيهَا صَرْعَى كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ* فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ).