تعتبر متلازمة التخلي عند الأطفال ظاهرة يثيرها اعتقاد بعض الآباء بأن ترك أطفالهم لوحدهم يساعد في تعزيز اعتمادهم على الذات. ولكن في الحقيقة، يحتاج الطفل إلى رعاية والديه، ولا سيما الأم، نظرًا لأنهم يقضون تسعة أشهر في رحمها، مما يؤدي إلى ارتباط وثيق بها عند دخول الطفل إلى الحياة. في هذه المقالة، سنتناول بالتفصيل متلازمة التخلي عند الأطفال.
فهم متلازمة التخلي عند الأطفال
تعتبر هذه المتلازمة اضطرابًا نفسيًا وسلوكيًا ينشأ عند تعرض الطفل لفقدان والديه أو أحدهما، أو بسبب فقدان أحد الأقارب، أو قد تُعزى إلى ظروف اجتماعية مثل انفصال الأبوين أو الطلاق. يمكن أن تؤثر هذه المتلازمة بشكل كبير على حياة الطفل واستقراره، خصوصًا في ظل ارتفاع معدلات الطلاق والانفصال في المجتمعات.
تأثيرات متلازمة التخلي
يواجه الأطفال الذين يعانون من قضايا نفسية صعوبة في التعبير عن حالاتهم، لذلك يجب مراقبة سلوكياتهم. ومن أبرز أعراض متلازمة التخلي:
- صعوبة في التعبير عن المشاعر الداخلية.
- عجز عن ترجمة المشاعر إلى كلمات.
- معاناة من قلة النوم وفقدان الشهية.
- تأخر في النمو الجسدي.
- رفض الامتثال للأوامر.
- تكرار البكاء.
- الصراخ كوسيلة للتعبير عن عدم الراحة.
- التبول اللاإرادي.
- تفاقم مشاعر الذنب في مرحلة المراهقة.
- الاكتئاب الذاتي.
- شعور بعدم الأمان ونقص الانتماء.
- الإحساس بالنقص في نظر الآخرين.
- مقاومة المجتمع المحيط.
- الخوف من المحيطين.
- الأحلام المزعجة.
- نقص القوة الإبداعية.
- ضعف التحصيل الدراسي.
- الدخول في حالة من الاكتئاب النفسي.
أعراض متلازمة التخلي وكيفية التعامل معها
تعتبر الاضطرابات النفسية حالات معقدة تتطلب من الوالدين فهماً أعمق لظروف أطفالهم، لأن الأطفال في هذه الحالة يفتقرون إلى القدرة على التعبير عن مشاعرهم. ومن أهم أعراض متلازمة التخلي:
1- المعاناة النفسية
يشعر الأطفال المصابون بمتلازمة التخلي بآلام داخلية غير محددة، ولا يمكنهم الإفصاح عن مشاعرهم، مما يؤثر سلبًا على عاداتهم الغذائية ونومهم وصحتهم العامة، خاصة عند فقدان من يهتم بهم.
2- الشكوى وإدراك المشكلة
يمكن للأهل أو المقربون التعرف على مشاعر الطفل، إذ يواجه الأطفال صعوبة في التعبير عن مشاعرهم، مما يؤدي إلى شعورهم بعدم القبول. تؤثر حالات الطلاق والانفصال بشكل سلبي على الأطفال، وفي المستقبل قد يشعر هؤلاء الأطفال بتبعات تلك الظروف.
3- زيادة البكاء
يختلف تطور الطفل عندما يعاني من هذه المتلازمة، وقد يلاحظ الوالدان تباطؤًا في النمو الحركي والنفسي. غالبًا ما يُظهر الأطفال زيادة في البكاء شعورًا بعدم الارتياح.
كما يتمسك الطفل بأحد والديه أو بأفراد الأسرة الباقين بعد فقدان أحدهم، وينعكس هذا الملتحم على شخصية الطفل، حيث يخفق في تطوير استقلالية كافية لاتخاذ القرارات واستقبال نتائجها.
في الختام، تناولنا في هذه المقالة موضوع متلازمة التخلي، بما في ذلك أعراضها وتأثيراتها. من الضروري ملاحظة سلوكيات الطفل للتنبؤ بوجود أي مشاكل نفسية، لأنهم غالبًا ما يعجزون عن التعبير عما بداخلهم.