يُعتبر البحر الميت من أبرز البحيرات المالحة المعروفة، حيث يقع في عمق وادي الأردن، عند الحدود بين المملكة الأردنية الهاشمية وفلسطين. يشتهر هذا البحر بلقب “البحر الميت” كونه إحدى أخفض النقاط على سطح الأرض. في هذه المقالة، سنستعرض الاسم القديم للبحر الميت، بالإضافة إلى أهم المعلومات المتعلقة به.
الاسم القديم للبحر الميت
تم تسمية هذا البحر نظرًا لكونه منخَفضًا جغرافياً، إذ يبلغ مستوى سطح مياهه نحو 400 متر تحت مستوى سطح البحر، وذلك وفقًا للسجلات التي أُجريت في عام 2013. يعتبر البحر الميت من أكثر المسطحات ملوحة في العالم، حيث تصل ملوحته إلى 34%، أي ما يعادل نحو تسع مرات ملوحة البحر المتوسط.
أُطلق على البحر الميت قديمًا العديد من الأسماء التي تعكس طبيعته الفريدة، مثل “بحر الملح”، في إشارة إلى نسبة الأملاح المرتفعة فيه، و”بحر العربة”، و”عمق السديم”، و”البحر الشرقي”. كما عُرف في زمن سيدنا عيسى -عليه السلام- باسم “بحر الموت” و”بحر السدوم”، بسبب قربه من منطقة سدوم. يُسميه البعض أيضًا “بحيرة المنتنة” بسبب الروائح الكريهة التي تصدر عن مياهه وشواطئه، فضلاً عن اسم “بحيرة زغر” نسبةً إلى المدينة التي كانت تقع جغرافياً بالقرب من الشاطئ الجنوبي الشرقي.
توجد مسميات أخرى سُميت به، تعبيرًا عن حالته، مثل “بحر الزفت”، الذي يُشير إلى قطع الزفت التي تطفو على سطح المياه، خاصةً أثناء الزلازل. وقد عمل العديد من السكان المحليين في تجارة الزفت المستخرج من البحر.
تمت الإشارة إليه في العديد من المراجع الأدبية والتاريخية بمسميات مختلفة، إذ وُصف في كتاب “أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم” للكاتب المقدسي باسم “البحيرة المقلوبة”، كما تم الإشارة إليه أيضًا باسم “بحيرة آل لوط” نسبةً إلى سيدنا لوط -عليه السلام- الذي عاش فيها هو وقومه قبل أن يخسف الله بهم الأرض، بينما أطلق عليه الإغريق اسم “البحر الميت”، وذلك لافتقاره إلى أي نوع من الأحياء المائية بسبب ملوحته العالية.
أهم المعلومات عن البحر الميت
يُعتبر البحر الميت أحد أكثر البحار ملوحة في العالم، وهو نتيجة لارتفاع نسبة تبخر المياه فيه. إذ يُعتبر منطقة ذات درجات حرارة مرتفعة، مما يُساهم في زيادة نسبة التبخر، وبالتالي تكوين ملوحة مرتفعة، فضلاً عن زيادة نسبة المعادن الأخرى، وبالتالي تكوين العديد من البكتيريا والميكروبات.
يُعد البحر الميت ظاهرة طبيعية فريدة، نظرًا لعدم اتصاله بأي مسطحات مائية واسعة. كما يمتلك البحر الميت أهمية دينية كبيرة، كونه شهد العديد من الأحداث الدينية وتاريخ مجموعة من الديانات السماوية. وقد ذُكر في العديد من المخطوطات والخرائط الأثرية القديمة.
تاريخ البحر الميت يعود إلى نحو ثلاثة ملايين سنة، مما ساعد على تكوين الأملاح في تربته، التي تستغرق وقتًا طويلًا لتكوين هذا التركيز الملحي. تدخل أملاح البحر الميت في العديد من الصناعات، مما أدى إلى إنشاء العديد من المصانع في المنطقة، التي تعتمد على الموارد الخام المستخرجة من المياه والطمي المحيط به.
تتدفق المياه إلى البحر الميت من خلال نهر الأردن، الذي يُعتبر أحد روافده الرئيسية. يقع البحر الميت في الجزء الجنوبي الغربي من قارة آسيا، ويُعد من أشهر المنتجعات الصحية الطبيعية المجانية على سطح الأرض. على الرغم من رائحته القوية، إلا أنه يعتبر واحدًا من الوجهات السياحية المفضلة لدى الزوار، نظرًا لأهميته العلاجية المتميزة.
الأهمية العلاجية للبحر الميت
ساهمت نسبة الأملاح المرتفعة في البحر الميت في تكوين الطمي الغني بالمعادن، الذي يُساعد في علاج العديد من الحالات المرضية المختلفة، مثل: هشاشة العظام، والروماتيزم، والصدفية. كما تُساعد هذه الأملاح في معالجة الأمراض الجلدية المتنوعة، سواء كانت ناتجة عن العدوى أو حساسية. حيث يُساهم الطمي في تخفيف آلام العظام، علاج حب الشباب، شد البشرة، وإزالة الخلايا الميتة.
في ختام هذه المقالة، قدمنا لكم معلومات عن الاسم القديم للبحر الميت، وجميع الأسماء التي عُرفت بها، بالإضافة إلى أهم المعلومات المتعلقة به وفوائده العلاجية العديدة، التي تُعزز مكانته كوجهة علاجية فريدة.