يتخذ السحاب أشكالاً مميزة ومتنوعة، ويأتي بمختلف الأحجام. يمكن أن يتلاشى السحاب فجأة، بينما يتواجد على مدار العام نوع من السحب الخفيفة التي لا تحتوي على أي أمطار، بالإضافة إلى السحب السوداء الكثيفة المحملة بالأمطار. في هذا المقال، سنتناول مراحل تكوين السحاب وكيفية نزول المطر.
ما هي مراحل تكوين السحاب؟
من المهم أن نعرف أن هناك نوعين من السحب؛ الأول هو السحب الخفيفة التي تتواجد على مدار العام، وتتميز بلونها النقي وحجمها الصغير، وهي تعرف بالسحب السمحاقية. أما النوع الآخر، فهو السحب المحملة بالأمطار التي تميز فترات الشتاء الباردة، وتعرف بالسحب الركامية.
تتجمع قطرات المياه في السحاب على شكل بخار طوال فصل الصيف، وذلك نتيجة تبخر مياه البحار و البحيرات وأيٍ من المسطحات المائية. وعند تكثف هذه القطرات، لا تسقط على الفور لأن حجمها يكون صغيرًا جدًا.
تتزايد كميات المياه في السحب مع مرور الوقت، مما يؤدي إلى زيادة وزن السحابة وعمق لونها، وتندمج قطرات المياه معًا لتصبح قطرات ثقيلة. مع قدوم فصل الشتاء وزيادة الرياح المعاكسة، يبدأ هطول الأمطار، وكلما زادت قوة الرياح، كلما ازدادت كمية الأمطار المتساقطة.
تيارات الهواء تحمل قطرات المياه إلى طبقات الغلاف الجوي العليا، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى حد التجمد. عندها، تقوم السحب الخفيفة بالتقاط هذه الجزيئات المتجمدة، وتسقط على شكل حبيبات ثلجية رقيقة، التي يمكن أن تتحول إلى برد قوي حسب درجة حرارة السحابة. تظل جزيئات الثلج تتناثر حتى تصطدم ببعضها البعض، فتتجمع في زيادة حجمها حتى تسقط على الأرض كحبيبات ثلج.
مراحل تكوين الأمطار في القرآن الكريم
استفاد العديد من العلماء من أدوات علمية متقدمة للتعرف على مراحل تكوين الأمطار. بعد مجموعة من الأبحاث الملحوظة والتجريبية، توصلوا إلى فهم كيفية تكوين الأمطار الذي يرتكز على تصاعد المواد الأساسية للمطر مع الرياح وتشكيل الغيوم، مما يهيئ لهطول قطرات المياه. ومن المثير للاهتمام أن هذه المراحل قد ذُكرت في نصوص قديمة منذ أزمان بعيدة.
استند بعض العلماء المسلمين إلى آيات من القرآن التي أسهبت في توضيح كيفية تشكل الأمطار بدقة. ومن تلك الآيات قوله -عز وجل- “اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ”، «سورة الروم: الآية 48».
استعرضت الآيات الكريمة كيفية تكوّن الأمطار وفقًا لنفس المراحل التي أكتشفها العلماء. وقد حددت الآية ثلاثة مراحل لتكوين الأمطار كالتالي:
- المرحلة الأولى: “اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ…” التي تتعلق بانتقال قطرات المياه إلى طبقات الغلاف الجوي بواسطة الرياح.
- المرحلة الثانية: “… فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ…”، وهي مرحلة تجمع قطرات المياه في السحاب وفقًا لما توصل إليه العلم.
- المرحلة الثالثة: “… فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ…”، والتي يتساقط فيها المطر بعد تجمعه، والتي أطلق عليها العلماء مرحلة تكثف الأمطار.
كما جاء في آية أخرى قول الله -تعالى- “أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ * أَأَنتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ * لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ”، «سورة الواقعة: الآيات 68 – 70»؛ مستندًا إلى قدرة الله على كل شيء، ومفسرًا بشكل دقيق كيفية نزول المطر وتكوينه.
أشكال هطول المطر
تتعدد أشكال هطول المطر، حيث يمكن تصنيفها إلى أربع مراحل رئيسية تتمثل في:
- المطر: قطرات صغيرة من الماء السائل، ناتجة عن تكاثف بخار الماء حول جزيئات الغبار في الغلاف الجوي حتى تتجمع لتصبح سحاباً، وعندما تزداد كمية المياه يصعب حملها فتسقط على شكل مطر.
- الثلج: يتكون الثلج من بلورات الثلج الناتجة عن تجمع قطرات المطر وتعرضها لدرجات حرارة منخفضة، مما يؤدي إلى تحولها من الحالة الغازية إلى الحالة الصلبة دون المرور بالحالة السائلة.
- البَرَد: حبيبات الجليد الدائرية التي تتشكل داخل سحب العواصف الرعدية نتيجة حركة التيارات الهوائية، حيث تمنع قطرات الماء المتجمدة من السقوط، وتتعاقب لتجمد معًا ككرات ثلجية ثقيلة، وقد يصل وزنها إلى 700 جم، بينما سرعة هطولها يمكن أن تصل إلى 80 م/س.
- الصقيع: قطرات الماء التي تتعرض لدرجات برودة مرتفعة فتتحول إلى مطر مثلج، لكنها تكون أصغر حجماً مقارنة بحبوب البَرَد.
بهذا، نكون قد وصلنا الى ختام موضوعنا، حيث تناولنا فيه مراحل تكوين السحاب ومراحل تكوين الأمطار كما وردت في القرآن الكريم، وقدمنا أشكال هطول المطر المختلفة التي تتألف من أربع مراحل.